يعيش أهالي محافظة محايل عسير حالة من القلق الصحي بعد الأنباء التي تحدثت عن انتشار بيع حلوى شعبية فاسدة تشتهر فيها المنطقة دون غيرها، بينما كشفت جولة ميدانية قامت بها "الرياض" أن العمالة الأجنبية أصبحت مسيطرة على صناعة الحلوى الأشهر في المنطقة. ويرى الزائر لسوق محايل عسير الشعبي طبقات متراصة من حلوى المشبك والمضروب والحلقوم والمقصوص ، حيث تنفرد المنطقة بصناعة هذه الحلوى، لكنها صناعة تقليدية لم تواكب التطورات التقنية عبر استخدام الأجهزة الحديثة في عمليات الإنتاج. وفي جولة ل "الرياض"، كان لافتاً سيطرة العمالة الأجنبية على إدارة سوق الحلوى في محايل عسير ، والذين يقومون بتصنيعها غير مبالين بالمخاطر الصحية التي قد تترتب على المستهلكين من المواطنين . والأسبوع الماضي أعلنت بلدية المحافظة إتلاف ومصادرة أكثر من 1400كيلو من الحلويات الشعبية الفاسدة بعد ان تمكنت من ضبطها في السوق الشعبي وسط المحافظة، حيث وجدت متعفنة وغير صالحة للاستخدام الآدمي. وتعود تفاصيل الحادثة عقب اكتشاف البلدية قيام عامل أجنبي بترويج الحلوى الشعبية الشهيرة في المنطقة داخل السوق ، الأمر الذي جعل كثيراً من المستهلكين يعيدون حساباتهم مع حلويات يفضلونها في كل وقت ودون أي مناسبة. وكشفت جولة "الرياض" داخل مصنع يقع في المحافظة لإنتاج هذه الحلويات، خلو أساليب الانتاج من الشروط الصحية وأنظمة البلدية ، حيث يقع المصنع داخل أحد البنايات المتهالكة على طريق الشعبين بمحايل عسير والمحاط بتلوث بيئي ترابي وانتشار محطات الوقود على جوانبه . وبدا واضحاً أن طريقة تصنيع تلك الحلوى تعدّ بدائية ولم تعترف إلى الآن بالآلات الحديثة أو حتى بطاقم مهني جيد ، حيث لازالت تستخدم أواني عادية لخلط المعجنات والمكونات في صناعتها مابين السميد والعجين والسكر والطحين وجوز الهند الذي يخلط في إناء كبير كأواني الطبخ المستخدمة في المطاعم . وتستخدم العمالة قوالب خشبية لعجن الحلوى وتحريكها إضافة الى الطريقة الأخرى المخالفة وهو إنتاج هذه المخلطات التي توضع وسط علب كرتونية غير مخصصة يفرش فيها أكياس لصب الحلوى فيها لتجعل في زاوية أخرى على أرضية المصنع مكشوفة لكي تتماسك بعد تدني حرارتها . ويؤكد هذا المشهد الغياب التام من قبل مراقبي بلدية محايل عسير ومخالفة واضحة للشروط البلدية والصحية. وفي لقاءات متفرقة مع "الرياض"، قال عمال أجانب يعملون في تجارة الحلوى الشعبية في المحافظة، أن هذه الحلوى تجد إقبالا منقطع النظير من الأهالي خصوصا الزوار الذين يتوافدون على السوق الشعبي لشرائها . أما المواطنون فقد شددوا على أن البلدية تقوم بجولات تفتيشية لكنها غير مستمرة على السوق ، مضيفين :"هناك حالات تسمم كانت وقعت على أطفال من المحافظة بسبب هذه الحلوى ".
