مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث العلاقة بين التهابات اللثة وأمراض الجسم الأخرى كداء السكري وضغط الدم وهشاشة العظام قد نوقشت بشكل كبير على مستوى العلماء والباحثين في العالم وتبين ان العلاقة موجودة بشكل كبير، حيث إن معظم أمراض الجسم قد تؤدي الى حدوث التهابات اللثة وخصوصا لدى الأشخاص الذين يهملون نظافة أسنانهم، ولكن مؤخرا هناك أدلة متزايدة وجديدة تؤكد على ان التهابات اللثة قد تؤدي الى حدوث بعض الأمراض كأمراض القلب أو تزيد من مضاعفات بعض الأمراض كداء السكري، كما ان مركز مراقبة الأوبئة الامريكية (Center for Disease Control). قد أوضح بأن هناك عدة أبحاث بينت عن وجود علاقة وارتباط بين أمراض اللثة وبعض أمراض الجسم الأخرى نتيجة وجود هذه الكائنات البكتيرية الدقيقة في الفم والتي قد تتسلل إلى أجهزة الجسم الأخرى مما يسبب الاصابة بأمراض قد تكون خطيرة مثل الجلطات القلبية أو أمراض القلب بشكل عام، وقد عملت دراسة على الأرانب وأثبتت إمكانية تكون جلطات قلبية لدى تلك الحيوانات نتيجة حقنها ببكتيريا موجودة في الفم، كما أكدت دراسات حديثة أخرى ومنها دراسات أجريت هنا في السعودية وجود علاقة ذات إتجاهين بين أمراض السكري والتهابات اللثة، بل وذهبت بعض الدراسات الأخرى إلى أن أمراض اللثة المزمنة وغير المعالجة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري. والسعودية هي جزء من العالم وقد أجريت أبحاث عديدة في عدد من دول العالم لبحث نسبة الاصابة بهذا المرض، ودلت النتائج على إصابة نسبة كبيرة من السكان في هذه الدول به. وقد تتجاوز هذه النسبة أحياناً 70للبالغين، كما دلت العديد من الأبحاث . ونحن نعتقد بوجود هذا المرض في المجتمع السعودي بدرجة عالية نسبياً. وقد يعود هذا جزئياً نظرا لقلة الوعي لدى بعض المواطنين السعوديين به وبمضاعفاته إضافة إلى أن الأعراض الأولية لهذا المرض لا تكون محسوسة بدرجة كافية لدفعهم للذهاب إلى الطبيب المعالج إضافة إلى بعض الصعوبات التي قد يواجهها بعض المرضى للذهاب إلى طبيب الأسنان أو أخصائي اللثة، كما أنه لا يوجد هناك وسائل توعوية كافية في وسائل الإعلام أو النشرات التوضيحية للتوعية بهذا المرض وأسبابه وطرق الوقاية منه وعلاجه. كما أن هناك العديد من الآثار الاقتصادية لهذا المرض، حيث إن طب وعلاج الأسنان يعتبر مكلفا نوعاً ما مقارنة بغيره من التخصصات وذلك يعود إلى تكلفة المواد التعويضية المستخدمة سواءً في حشو الأسنان وإعادة بنائها وترميم العظم والأنسجة المحيطة بالأسنان، وعندما نتكلم عن هذه المواد والتي يستعاض عنها وخصوصاً في ترميم العظم والأنسجة المحيطة بالأسنان بمواد عظمية وأغشية مصنعة بديلة فهذه المواد التي تأتي من المصنع معقمة تعتبر غالية نوعاً ما كما أن الاجراءات الجراحية المصاحبة تزيد من هذه التكلفة النهائية مما يساعد على ارتفاع تكلفة هذا العلاج والذي قد يستدعي الاستعاضة عنه بخلع الأسنان كحل أوفر مادياً وأسرع بالنسبة للمريض وبعض أطباء الأسنان، ولكن هذا الحل البديل يكون مكلفاً على المدى الطويل بالنسبة للمريض فهؤلاء المرضى قد يلجأون إلى خلع العديد من الأسنان نتيجة إلى العوامل السابقة الذكر. ومن المعروف ان طب الاسنان التعويضي يكلف الكثير مما يحمل المرضى، وبالتالي الدولة عبئا إقتصاديا كبيرا قد يمكن الاستغناء عنه إضافة الى المضار الصحية والاجتماعية، وكذلك الجمالية المترتبة على فقد الأسنان المبكر. وقد لا أبالغ إذا قلت أن هذه قد تتجاوز مئات الملايين من الريالات سنوياً، حيث إن الزيارات المسجلة لعيادات الأسنان حسب احصائيات وزارة الصحة تعتبر من أعلى الزيارات مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى.