أكد عميد كلية البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور فهد العسكر ان برامج التوعوية البيئة لا تزال أقل من المطلوب عازياً ذلك إلى عدة أسباب منهجية ومهنية. ومن أبرز هذه الأسباب على حد قول العسكر. عدم وجود جهة مركزية تخطط للتوعية وتقوم برامجها إلى جانب موسمية هذا النوع من الأعمال وارتباطه بوقوع نوعية معينة من الأحداث إلى جانب ضعف الكفاية المهنية للعاملين في مجال التوعية البيئة. وتطرق العسكر إلى ان لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في هذا المجال إذ يتعين ان تسهم الوسائل بدور رئيس في استراتيجية التوعية، وذلك انطلاقاً مما تفرضه المسؤولية الاجتماعية لهذه الوسائل يضاف إلى ذلك ان الوسائل الخاصة تحظى بمستوى عال من الانتشار الذي لا تتوافر عليه المؤسسات الإعلامية الرسمية إلى جانب توافر الإمكانات والمرونة التي تميز عمل هذه الوسائل. في المقابل شدد أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالرزاق الزهراني على أهمية دور الإعلام كوسيلة للتوعية البيئية وايصال قضايا البيئة ومشكلاتها إلى جميع فئات المجتمع وصناع القرار الذين يعول على تعاونهم وتجاوبهم في اتخاذ القرارات المهمة في الحفاظ على البيئة وتبني البرامج المؤدية إلى المحافظة على عناصر البيئة المختلفة مع العمل على تحسين مستوى المعيشة لفئات المجتمع المختلفة فالإعلام البيئي هو النافذة الأوسع والأسرع لرفع مستوى الوعي بالبيئة ومشكلاتها المختلفة المتزايدة في عصر الاستهلاك واستنفاد الموارد وتلويث عناصر البيئة المختلفة والحفاظ على البيئة مهمة جماعية لأن الفائدة والأضرار جماعية كذلك. وأشار إلى ان الإعلام البيئي يجب ان تكون له أهداف يسعى للوصول إليها منها ما هي قصيرة المدى ومنها ما هي بعيدة المدى "تتمثل - الأولى - في مساعدة صناع القرار من خلال توفير الاحصاءات والمعلومات التقنية وتقديم المعلومات البيئية المختلفة إلى الجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام والجماعات المهتمة بالبيئة وتقديم تلك المعلومات إلى شريحة عريضة من الجمهور المستهدف مع التشجيع على متابعة وتنفذ ما يتخذ من قرارات لها علاقة بحماية البيئة ومنع تدهورها وتوفير المعلومات حول علاقة النشاط البشري بتدهور عناصر البيئة وعلى الإعلام البيئي أيضاً نقل ومتابعة الأخبار التي تخدم البيئة كالندوات والمؤتمرات والمحاضرات والكتب والنشرات والقوانين والإجراءات ليس فقط على المستوى المحلي وإنما كذلك على المستوى الاقليمي والعالمي لأن مشكلات البيئة لا تعرف القيود ولا الحدود. أما الأهداف البعيدة المدى للإعلام البيئي أوضح الزهراني بأنها تتمثل في: "رفع مستوى الوعي البيئي لدى شرائح المجتمع المختلفة وترسيخ مفهوم ان "المواطنة" تعني في أولويات ما تعنيه الحفاظ على البيئة لأن البيئة هي الوطن والوطن هو البيئة بالإضافة إلى أهداف أخرى منها حفز الأفراد والجماعات على المشاركة الفاعلة في برامج البيئة وتحمل المسؤولية في هذا الجانب الذي يمس معيشة جيل الحاضر وأجيال المستقبل واشراك الأفراد والجماعات في إدارة البيئة ورقابتها وحمايتها ووقف تدهورها وتعزيز السلوك والاتجاهات والميول والقيم والعادات التي تؤدي إلى ذلك والإرشاد إلى البدائل الآمنة والصديقة للإنسان وللبيئة". وحتى ينجح الإعلام البيئي في تنفيذ هذه الأهداف ينصح د. الزهراني بضرورة توظيف الواقع الاقتصادي والاجتماعي وعادات المجتمع وتقاليده وحاجاته المختلفة لخدمة الإنسان نفسه وخدمة البيئة التي يعيش فيها. كما ان على الإعلام البيئي - من وجهة نظره - ان يكون مستعداً لاشراك الفئات المستهدفة في الحوار ومعالجة قضايا البيئة المختلفة والا يكون دور الفئات المستهدفة هو دور المتلقي فقط، مستخدماً في ذلك مختلف قنوات الاتصال المقروءة والمرئية والمسموعة ومن ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ودروس وخطب كما تجب الاستفادة من المؤسسات والجمعيات الفاعلة في المجتمع مثل المساجد والمدارس والنوادي والجمعيات الخيرية والغرف التجارية وما شابهها.