كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي عن تحول لافت في أنماط استخدام الذكاء الاصطناعي خلال موسم الأعياد و العطلات، حيث لم يعد دوره مقتصراً على المساعدة في التسوق أو التخطيط للرحلات، بل امتد ليشمل تقديم الدعم المعنوي للمستخدمين، لا سيما بين فئتي جيل الألفية وجيل «زد». وفي المقابل، حذّر خبراء الشركة من مخاطر الاعتماد المفرط على هذه التقنيات، لما قد يترتب عليه من تهديدات لأمن البيانات والخصوصية. وأجرت كاسبرسكي استطلاعاً قبيل موسم الأعياد والعطلات لمعرفة كيفية توظيف المستخدمين لأدوات الذكاء الاصطناعي بهدف الاستفادة المثلى من أوقات الإجازة، إلى جانب رصد المخاطر السيبرانية المحتملة. وأظهرت النتائج ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام هذه التقنيات خلال عطلات 2025–2026، إذ أفاد 87% من المشاركين في المملكة العربية السعودية بأنهم يعتزمون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أنشطتهم خلال العطلات. كما أبدى الشباب حماساً أكبر، حيث أكد 86% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً نيتهم استخدام هذه الأدوات. وبيّن الاستطلاع تنوع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ أشار أكثر من نصف المشاركين إلى اعتمادهم عليه في البحث عن وصفات الطعام (56%)، أو العثور على مطاعم وأماكن إقامة (63%)، ما يعكس دوره المتنامي في تسهيل عمليات البحث وتوفير الوقت والجهد. كما أظهرت النتائج أن الذكاء الاصطناعي يُعد مصدراً مهماً للأفكار، حيث يعتمد 47% من المستخدمين في المملكة عليه لتبادل الأفكار المتعلقة بالهدايا وأساليب الاحتفال وتنسيق الزينة، في حين يعتزم 57% استخدامه لاستلهام أنشطة مفيدة لقضاء أوقات الفراغ خلال العطلات. وخلال موسم العطلات، يلجأ نحو 55% من المشاركين إلى الذكاء الاصطناعي كمساعد للتسوق، من خلال إعداد قوائم المشتريات، والبحث عن أفضل العروض، وتحليل تقييمات المنتجات. ورغم ما توفره أدوات الذكاء الاصطناعي من سهولة في التسوق وتخصيص العروض بما يتناسب مع الميزانيات والتفضيلات، حذرت كاسبرسكي من موثوقية بعض المعلومات التي تقدمها روبوتات المحادثة. ودعت المستخدمين إلى التحقق من الروابط قبل النقر عليها، لاحتمال احتوائها على محتوى خبيث أو محاولات تصيد احتيالي، مع التوصية باستخدام حلول أمنية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد هذه التهديدات والحد منها. ولم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصراً على تقديم الأفكار أو المساعدة العملية، بل امتد ليشمل الدعم النفسي، حيث أفاد 42% من المستخدمين بأنهم يفكرون في التحدث إلى أدوات الذكاء الاصطناعي عند الشعور بالحزن خلال العطلات. وأظهرت النتائج أن جيل الألفية وجيل «زد» هم الأكثر ميلاً للاستفادة من هذا النوع من الدعم مقارنة بالفئات العمرية الأخرى. وفي هذا السياق، قال فلاديسلاف توشكانوف، مدير مجموعة مركز أبحاث تقنيات الذكاء الاصطناعي في كاسبرسكي: «مع التطور السريع للنماذج اللغوية الكبيرة، أصبحت قادرة على إجراء محادثات أكثر عمقاً مع المستخدمين. إلا أنه من المهم إدراك أن هذه النماذج تعتمد في تعلمها على بيانات مصدرها الإنترنت، ما قد يؤدي إلى تكرار الأخطاء أو التحيزات الموجودة في تلك البيانات. لذلك نوصي بالتعامل مع مخرجات الذكاء الاصطناعي بحذر، وعدم الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية». وأكدت كاسبرسكي أن التفاعل مع خدمات الذكاء الاصطناعي قد يبدو شخصياً وسرياً، إلا أن معظم هذه الخدمات تابعة لشركات تجارية تمتلك سياسات محددة لجمع البيانات ومعالجتها. وقدمت عدداً من الإرشادات لحماية الخصوصية، من أبرزها مراجعة سياسات الخصوصية قبل استخدام أي أداة، وتجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو المالية، واختيار الخدمات الموثوقة المعروفة بمعاييرها العالية في الأمان وحماية البيانات. وبذلك، تبرز نتائج الاستطلاع الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياة المستخدمين خلال موسم العطلات، مقابل الحاجة المتنامية إلى الوعي بالمخاطر السيبرانية وتعزيز ممارسات الاستخدام الآمن.