لم تعد المجاملات تُجدي نفعًا...نادي العدالة يمرّ بمرحلة حرجة، مرحلة تستدعي وقفة صادقة قبل أن تتحول الأخطاء إلى واقع يصعب إصلاحه. العدالة ليس ناديًا عابرًا في خريطة كرة القدم السعودية، بل اسمٌ ارتبط بالعمل الهادئ، وبصناعة الفرق التي تُقاتل حتى الرمق الأخير، وسبق له أن نافس الكبار وكتب حضوره في دوري المحترفين بجدارة. لكن ما نشاهده اليوم لا يمت لتاريخ العدالة بصلة. المشكلة أعمق من خسارة أو تعادل، وأخطر من مركز متأخر في جدول الترتيب. هناك غياب واضح للهوية داخل الملعب، ارتباك في القرارات، وتراجع في الروح التي كانت عنوانًا للفريق. اللاعبون يؤدون دون شخصية، والجماهير تشاهد فريقها وكأنه فقد البوصلة. المرحلة الحالية لا تحتمل الحلول المؤقتة ولا الرهان على الوقت. المطلوب مراجعة شاملة: * تقييم صريح للعمل الفني، بلا مجاملة، إعادة ترتيب البيت الإداري، وتوضيح الصلاحيات، حماية اللاعبين من الضغوط، وفي الوقت ذاته محاسبة المقصر، فالعدالة لا يحتاج شعارات بقدر ما يحتاج قرارات شجاعة. جمهور العدالة لم يتخلَّ عن فريقه، لكنه سئم التبريرات. صبر طويل قابله تراجع محبط، ومع ذلك لا يزال الأمل حاضرًا. هذا الجمهور يستحق فريقًا يقاتل من أجله، لا فريقًا ينتظر صافرة النهاية. التأخير في التصحيح قد يُكلف النادي موسماً آخر من المعاناة، وربما أكثر. الإنقاذ يبدأ بالاعتراف، ثم بالفعل. العدالة يستحق أفضل مما يعيشه اليوم، وتاريخه يشفع له أن يُنقذ قبل فوات الأوان.