شارك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية يوم الإثنين 2 رجب 1447ه (22 ديسمبر 2025م) في افتتاح مركز الأمير محمد بن سلمان للخط العربي بالمدينةالمنورة، من خلال إسهام نوعي تمثّل في إعارة مجموعة مختارة من القطع الفنية والتاريخية النادرة من مقتنياته، تعكس تطوّر أدوات الكتابة والخط العربي، وارتباطه بالسياقات الحضارية والسياسية في التاريخ الإسلامي. وضمّت مشاركة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عددًا من القطع البارزة، من بينها مقلمة ودواة حبر عثمانية تعود إلى القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، كانت تُستخدَم لحفظ الأقلام والريش، وتحمل زخارف نباتية دقيقة وختمًا باسم صانعها، بما يعكس مكانة الخطاط وأدواته في الحياة الإدارية والثقافية. وشملت المشاركة سِكِّينًا وقاعدةً من العاج لبري الأقلام من شمالَيْ إفريقيا تعود إلى الحقبة نفسها، تبرز العناية الجمالية والوظيفية بأدوات الخط، ودورها في تشكيل النص المكتوب. إلى جانب أدوات الكتابة، ضمّت الإعارة ثلاثة دنانير إسلامية نادرة تمثل محطات تاريخية مختلفة؛ دينارًا أُمويًّا ضُرِبَ سنة 81ه في عهد عبدالملك بن مروان، يُعد من الشواهد المبكرة على الإصلاح النقدي والكتابة العربية على العملة، ودينارًا فاطميًّا ضُرِبَ بالإسكندرية سنة 511ه يحمل صِيَغًا كتابيةً ذات دلالات عَقَديّة وسياسية، إضافة إلى دينار أُمويّ من الأندلس يعود إلى سنة 408ه، يجسّد انتقال الخط العربي وتطوّره في الغرب الإسلامي. ويأتي افتتاح مركز الأمير محمد بن سلمان للخط العربي بوصفه إضافةً نوعية للمشهد الثقافي في المدينةالمنورة، ومنصةً متخصصة تُعنَى بصَوْن فنون الخط العربي، ودراسة تاريخه، وإبراز أبعاده الجمالية والمعرفية، إلى جانب دوره في دعم البحث والتدريب، وتعزيز حضور الخط العربي بوصفه أحد أبرز مكونات الهُوية الثقافية والحضارية في العالم الإسلامي.