استعرض طلاب كلية العمارة والتخطيط بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، ضمن ستوديو تصميم السنة الخامسة، 18 مشروعًا معماريًا بالتعاون مع بلدية الخبر، في إطار مقرر أكاديمي يُعد من المقررات النوعية التي تمثل مرحلة انتقالية مهمة من الدراسة النظرية إلى الممارسة المهنية، عبر محاكاة واقعية لبيئة العمل في المكاتب الاستشارية، بما يتيح للطلبة خوض تجربة مهنية شبه متكاملة قبل التخرج. وأوضح عميد كلية العمارة والتخطيط الدكتور بدران الزنيفير أن الكلية تؤدي دورًا محوريًا في إعداد كفاءات وطنية مؤهلة تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال برامج تعليمية ومشاريع تطبيقية تركز على الابتكار والاستدامة، وتعزز ارتباط العملية التعليمية باحتياجات التنمية الحضرية. وأشار إلى أن الشراكة مع بلدية الخبر تأتي ضمن توجه الكلية للتعاون مع الجهات ذات العلاقة، بما يمنح الطلبة فرصة تحويل مشاريعهم الأكاديمية إلى نماذج واقعية ملموسة. وأكد الزنيفير أن هذا التكامل يعكس التزام الكلية بتسخير إمكاناتها كافة لتحقيق العمل المميز، ودعم مسيرة التنمية، وبناء مدن أكثر كفاءة واستدامة وجودة للحياة، مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن الإبداع لا ينبغي أن يكون مقيدًا بهاجس التنفيذ، لأن الابتكار هو المدخل الحقيقي لفتح آفاق جديدة في تطوير المدن، معربًا عن فخره بمخرجات الطلبة ومتمنيًا لهم مستقبلًا مهنيًا واعدًا. من جانبه، أوضح رئيس قسم عمارة البيئة (Landscape Architecture) بكلية العمارة والتخطيط الدكتور طفيل اليوسف أن تخصص عمارة البيئة يجمع بين الفن والعلم في تخطيط وتصميم وإدارة المساحات الخارجية داخل المدن وخارجها، بهدف خلق بيئات وظيفية وجمالية ومستدامة، مع التركيز على الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية ومعالجة التحديات البيئية. وبيّن أن التخصص يشمل تصميم الحدائق والمتنزهات والواجهات البحرية والمناطق الترفيهية، مع مراعاة الأبعاد الجمالية والاجتماعية والاقتصادية. وأشار الدكتور اليوسف إلى أن المقترحات التصميمية المقدمة تمثلت في تصميم وإعادة تطوير جزء من الواجهة البحرية لمدينة الخبر، بوصفها إحدى المدن الخمس في المملكة المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم، ما شكّل حافزًا للطلبة لتقديم رؤى تعكس مكانة المدينة وما تمتلكه من مقومات حضرية متميزة وارتفاع تصنيفها في مؤشرات أنسنة المدن. وأضاف أن اختيار موقع المشروع جاء بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث تم تحديد هذا الجزء من الكورنيش ضمن أولويات التنمية، لوقوعه بين الطريق الساحلي وأحد الفنادق الرئيسة بمحافظة الخبر، وهو نطاق يحتاج إلى إعادة تطوير ليتكامل مع مشاريع الواجهة البحرية المقابلة. وأكد أن مشاريع الكلية تعكس حرصها على ترجمة مستهدفات رؤية المملكة 2030 إلى مخرجات عملية تسهم في تطوير المشهد العمراني وتعزيز جودة الحياة، مبينًا أن التعاون مع بلدية الخبر يمثل نموذجًا فاعلًا للتكامل بين الجانب الأكاديمي والجهات التنفيذية، حيث تسهم البلدية في دعم تحويل الأفكار والرؤى التخطيطية إلى مشاريع قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بما يحقق أثرًا تنمويًا مستدامًا. وذكر أن المشروع أُنجز تحت إشراف أساتذة المقرر: الدكتور خالد الحجله، والدكتور طارق الرواف، والدكتور مشعل العمار، والمهندس أحمد التويجري. بدوره، أوضح المشرف على المقرر، أستاذ التصميم العمراني بقسم عمارة البيئة الدكتور خالد الحجله، أن ستوديو تصميم السنة الخامسة يُعد جزءًا أساسيًا من المرحلة النهائية للمقرر، حيث تنعكس طبيعته على نوعية المشاريع المطروحة وآلية التعامل مع الطلبة، من خلال التركيز على مشاريع واقعية تلبي احتياجات فعلية للمجتمع، وغالبًا ما تكون بالتعاون مع جهات تنفيذية خارجية. وبيّن أن الطلبة قاموا بزيارات ميدانية للموقع، وتواصلوا مع بلدية الخبر للتعرف على الاحتياجات الواقعية، قبل الشروع في التحليل والدراسة وطرح التصورات التصميمية. وأشار إلى أن لجنة التحكيم تضم ممثلين من البلدية لتقييم مدى تحقيق المشاريع لأهداف الجهة المستفيدة، والاستفادة من الأفكار المستقبلية التي قد تسهم في تطوير الرؤى التنفيذية، من خلال 18 مشروعًا مرت بمراحل عمل تحاكي أسلوب المكاتب المهنية، بدءًا من جمع البيانات والتحليل، وصولًا إلى الطرح الإبداعي الفردي، مع إبراز شخصية كل طالب واستقلاليته الفكرية. وأكد الدكتور الحجله حضور العمل التعاوني داخل الاستوديو عبر النقاشات الجماعية والنقد المتبادل، ما أسهم في رفع جودة المخرجات التصميمية. وحول التوجهات التصميمية، أوضح أن المشاريع تنوعت إلى ثلاث فئات رئيسة: فئة اقترحت خفض منسوب الطريق ليصبح امتدادًا مباشرًا للواجهة البحرية، وفئة أعادت تشكيل أجزاء من الطريق لتعزيز العلاقة مع البحر، وفئة أبقت على الوضع القائم مع تطويره، مع مراعاة الجوانب الواقعية والتنفيذية والتكلفة.