نور علي: دعم أ. تركي آل الشيخ فتح أبواب الثقافة العربية للمستقبل قصي خولي: المسرحية شكلت دفعة معنوية كبيرة بصفتها الأولى في المملكة الرياض - رؤى مصطفى ليس المسرح مجرد خشبة تُضاء، بل فعلٌ حضور إنساني، وفضاء تُستعاد فيه الذاكرة، وتُختبر فيه العلاقة المباشرة بين الفن والمتلقي. من هذا المعنى، جاءت مسرحية «عرس مطنطن» كتجربة ثقافية وفنية تتجاوز حدود العرض، لتقدم فعلًا مسرحيًا يعيد الاعتبار للقاء الحي، ويطرح أسئلة الهوية والذاكرة والانتماء بلغة جمالية معاصرة. في هذا العمل، تحضر البيئة الشامية بوصفها ذاكرة عربية مشتركة، لا باعتبارها حنينًا عابرًا، بل كمنظومة قيم إنسانية تعبر عن التراث والوجدان، وتتقاطع مع باقي البيئات العربية في احترام الإنسان، والاحتفاء بالعائلة، والفرح كطقس جماعي. وقدم العرض هذه البيئة بصورة متوازنة وجميلة، انعكست بوضوح على تفاعل الجمهور واستقباله للعمل. وتتشكل شخصيات المسرحية كمرآة للمجتمع، لا بوصفها نماذج ثابتة، بل ككائنات حية تتحرك بين الفرح والتوتر، وبين الرغبة والخوف. لكل شخصية صوتها الداخلي، وحكايتها الصغيرة التي تتقاطع مع الحكاية الكبرى للعرس بوصفه حدثًا رمزيًا. العريس والعروس لا يظهران كصورة مثالية مكتملة، بل كإنسانين محاطين بالأسئلة والضغوط والتوقعات الاجتماعية، فيما تتوزع الشخصيات المحيطة بهما بين من يمثل الحكمة الشعبية، ومن يجسد السخرية، ومن يعبر عن الصدام بين القديم والجديد. هذا التنوع منح العمل عمقًا دراميًا، وجعل الشخصيات أقرب إلى الواقع، قادرة على إضحاك المتلقي ومفاجأته، ثم دفعه للتأمل في ذاته وفي محيطه. الفنان قصي خولي، أكد أن كون "عرس مطنطن" أول مسرحية سورية تُعرض ضمن موسم الرياض شكلت دفعة معنوية كبيرة للفريق، ورسالة أمل لمستقبل الدراما السورية، على مستوى الممثل والمخرج والكاتب. وأشار إلى أن الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية يفتح آفاقًا جديدة لإنتاج أعمال سورية متنوعة، ما بين التاريخي والاجتماعي، وبصيغ فنية أكثر تنوّعًا وتطورًا. وأوضح خولي أن العمل على المسرحية استغرق قرابة ثلاثة أشهر من التحضير والبروفات، مشيدًا بروح الفريق، ومؤكدًا أن جميع المشاركين كانوا نجومًا حقيقيين في مواقعهم، حيث تفانى كل فرد في أداء دوره. وتميز العرض باستخدام تقنيات إخراجية وبصرية لافتة، شملت الديكور والإضاءة والملابس والماكياج، بما يخدم الفكرة العامة ويمنح العمل هوية جمالية متكاملة. "عرس مطنطن" حضور إنساني صادق.. من جهتها، عبرت الفنانة نور علي عن أن الهدف الأساسي من المشاركة في «عرس مطنطن» لم يكن الظهور بحد ذاته، بل الحضور الإنساني الصادق، مؤكدة أن الفريق استحضر تلك العادات والتفاصيل التي أحبها الجمهور السعودي طويلًا في الدراما السورية، لما تحمله من دفء وقرب من الحياة اليومية، معتبرة أن الوصول إلى قلوب الناس يظل القيمة الأسمى لأي عمل فني. ويأتي هذا الحراك المسرحي في سياق الدعم الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي والفني في المملكة، حيث أشادوا بدور المستشار تركي آل الشيخ، الذي أسهم برؤيته الثقافية في فتح أبواب موسم الرياض أمام التجارب المسرحية العربية، ودعم حضور المسرح كفن حي، قادر على التجدد ومخاطبة أجيال مختلفة. لا تُقدم "عرس مطنطن" كمسرحية فحسب، بل كتجربة ثقافية وفلسفية، تُعيد الاعتبار للإنسان في لحظته العارية، وتؤكد أن المسرح، حين يُكتب ويُقدم بصدق، يظل أقدر الفنون على لمس الوجدان وبناء المعنى المشترك بين الخشبة والجمهور. قصي خولي خلال الإطلالة الأولى في المسرحية السورية أبطال ولادة مبكرة في عرض مسرحية عرس مطنطن