أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء فرض حصار بحري على "ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات" المغادرة من فنزويلا والمتوجّهة إليها، في تصعيد جديد للضغوط الاقتصادية التي يمارسها على كراكاس وسط أزمة حادة بين البلدين. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال"، "اليوم، أصدر أمرا بفرض حصار كامل وشامل على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل فنزويلا وتخرج منها". وأكد أن "نظام فنزويلا صُنف منظمة إرهابية دولية"، من غير أن يظهر هذا القرار على المواقع الرسمية التابعة للإدارة الأميركية. ونددت كراكاس ب"تهديد بشع" واصفة إعلان ترامب بأنه "غير عقلاني". وكتبت الحكومة في بيان "يحاول رئيس الولاياتالمتحدة فرض حصار عسكري بحري مزعوم على فنزويلا بطريقة غير عقلانية بهدف سرقة الثروات التي هي ملك لوطننا". وقالت فنزويلا الأربعاء أنها تواصل تصدير النفط على الرغم من إعلان ترامب. فيما ابدت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم عن أسفها لأن "الأممالمتحدة غائبة بشكل ملفت عن الأمر"، ودعت المنظمة الأممية إلى أن "تضطلع بدورها في منع إراقة الدماء وأن تسعى دائما لحل النزاعات سلميا". * دعم ماتشادو - وتتهم إدارة ترامب مادورو بأنه على رأس شبكة واسعة لتهريب المخدرات، وهو ما ينفيه رئيس فنزويلا مؤكدا أن واشنطن تريد الإطاحة به للاستيلاء على النفط الذي يشكل مصدر العائدات الرئيسي لبلاده. وتنشر الولاياتالمتحدة منذ الصيف أسطولا بحريا ضخما في بحر الكاريبي بهدف معلن هو مكافحة تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية، ونفذت عددا من الضربات على قوارب قادمة من فنزويلا اشتبهت بأنها تحمل مخدرات، فيما شكك خبراء ومنظمات غير حكومية ومسؤولون في الولاياتالمتحدة في قانونية هذه العمليات. وقال ترامب الذي يبقى مبهما بشأن تدخل بري محتمل في فنزويلا، إن الأسطول الأميركي الضخم المنتشر في منطقة الكاريبي "سيزداد حجما والصدمة التي سيتلقونها ستكون غير مسبوقة، إلى أن يعيدوا إلى الولاياتالمتحدة الأميركية كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقوها منا سابقا". ولم يقدم ترامب أي معلومات حول اتهاماته هذه بسرقة نفط وأراض، لكن فنزويلا أممت قطاعها النفطي في سبعينات القرن الماضي. ولاحقا، في عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز، أُجبرت الشركات الأجنبية الكبرى على الدخول في شركات مختلطة تملك شركة النفط الحكومية الفنزويلية PDVSA حصة الأغلبية فيها. وعقب تصريحات ترامب، قال ناطق باسم شركة شيفرون الأميركية التي لا تزال تعمل في فنزويلا بموجب إعفاء خاص من العقوبات، إن عملياتها "متواصلة دون انقطاع وبما يمتثل للقوانين المطبقة". وندد النائب الديموقراطي عن تكساس يواكين كاسترو على إكس بالحصار البحري الذي اعتبره "بالتأكيد عملا حربيا، حرب لم يأذن بها الكونغرس إطلاقا ولا يريدها الشعب الأميركي". ويصوت مجلس النواب ذو الغالبية الجمهورية الخميس على قرار "يلزم الرئيس بوقف العمليات الحربية" وسيكون أمام كل نائب "الفرصة ليقرر ما إذا كان يدعم إرسال أميركيين إلى حرب جديدة لتغيير النظام". وأثار إعلان ترامب رد فعل في المكسيك حيث دعت الرئيسة كلاوديا شينباوم الأممالمتحدة إلى "الاضطلاع بدورها لتفادي إراقة دماء والبحث عن حل سلمي للنزاع" في فنزويلا. في المقابل، رحبت المعارِضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بتصعيد الولاياتالمتحدة النبرة تجاه كراكاس. ودعت الحائزة جائزة نوبل للسلام 2025 في نهاية الأسبوع عبر شبكة "سي بي إس" الأميركية إلى زيادة "الضغط" حتى "يدرك مادورو أن عليه أن يرحل". وتنتج فنزويلا التي تملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، حوالى مليون برميل من النفط يوميا، لكنها تواجه منذ العام 2019 حظرا يجبرها على بيعه في السوق السوداء بأسعار مخفضة، خصوصا للصين. * مصادرة ناقلة نفط - وصادرت القوات الأميركية في بحر الكاريبي الأسبوع الماضي ناقلة نفط فنزويلية متوجهة إلى كوبا واتهمتها بنقل حمولة من النفط من السوق السوداء في انتهاك للحظر الأميركي. وكانت السفينة تحمل بحسب المصادر ما بين مليون ومليوني برميل من النفط الخام الفنزويلي، بقيمة 50 إلى 100 مليون دولار. وذكرت واشنطن أن السفينة كانت تخضع لعقوبات أميركية منذ العام 2022 للاشتباه بارتباطها بالحرس الثوري الإيراني وبحزب الله اللبناني. وأعلن البيت الأبيض عزمه على الاحتفاظ بالشحنة، مع إقراره بوجود مشكلات قانونية. وصدر الإعلان عن الحصار في وقت دافع وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو الثلاثاء في الكونغرس عن الضربات في بحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، والتي أوقعت ما لا يقل عن 95 قتيلا، بدون أن تقدم واشنطن أي دليل على ضلوعها في عمليات تهريب مخدرات. وتثير الضربات جدلا أيضا في واشنطن حيث يتم التشكيك في قانونيتها. ويتركز الجدل بصورة خاصة على عملية نفذت في مطلع أيلول/سبتمبر، وقامت القوات الأميركية خلالها بإطلاق دفعتين من الضربات، أجهزت الثانية على شخصين نجيا من القارب المشتعل.