كشفت دارة الملك عبدالعزيز عن وثيقة تاريخية نادرة تعود إلى السادس من ذي القعدة عام 1357ه، تتمثل في برقية رسمية بعثها الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي – الذي كان يشغل منصب أمير منطقة حائل آنذاك – إلى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – يزوّده فيها بمعلومات تفصيلية عن الإبل اللقحة في المنطقة. وتعكس البرقية، المكتوبة بخط يدوي واضح وممهورة بالختم الرسمي، حجم العناية التي أولتها الدولة السعودية في بدايات تأسيسها لقطاع الإبل، سواء من حيث الإحصاءات أو المتابعة أو تنظيم الموارد، باعتبار الإبل عنصرًا حيويًا في حياة المجتمع وموردًا اقتصاديًا يمثل قيمة اجتماعية وثقافية عميقة لدى أبناء الجزيرة العربية. وتبرز الوثيقة – التي نشرتها دارة الملك عبدالعزيز ضمن جهودها المستمرة في حفظ الإرث الوطني – مستوى التواصل الإداري المباشر بين أمراء المناطق والملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إذ كانت المعلومات الميدانية تُرفع للقيادة أولاً بأول، بما يحقق الإدارة الفعّالة لشؤون البادية ومقدرات المنطقة في تلك المرحلة التاريخية المهمة. الجدير بالذكر إلى أنه يأتي عرض هذه الوثيقة بالتزامن مع فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، في خطوة تؤكد الارتباط الوثيق بين الماضي والحاضر، واستمرارية حضور الإبل في الوجدان الثقافي السعودي، ودورها المتنامي اقتصادياً وتراثياً .