النجاح اللافت المنقطع النظير الذي أحرزته رياضة المملكة في بطولة العالم 2025م لكمال الأجسام، التي أقيمت بالخبر في المملكة مؤخراً، يبهج الصدر، ويسر الخاطر، ويبعث على الطموح والأمل أن تصبح المنجزات المتحققة استهلال لمستقبل باهر في الألعاب التي ترتكز على الجانب الفردي. بهجتنا علت ونحن نرى أبطالنا وهم يحملون بين أيديهم ميداليات الانتصار، وشعور الفوز والفخر على قسمات وجوههم، بعد مشاركة ناجحة من جميع المقاييس تترجم قيمة الشباب ودورهم الإيجابي في صناعة المستقبل. من الأمور التي تترجم قيمة النجاح أنها كانت بمواجهة أبطال العالم في جميع القارات، وبمواجهة دول لها حضورها ووزنها في كمال الأجسام، لذلك على اتحاداتنا الرياضية الوطنية استثمار ما تم إحرازه في الخبر، واعتباره خطوة في طريق طويل، يبدأ بالمشاركة القوية ونيل الميداليات في دورة الألعاب الآسيوية في اليابان العام المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية للسباب في السنغال العام المقبل، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية في إيطاليا العام المقبل، وغيرها من البطولات، وتنتهي بدورة الألعاب الآسيوية في المملكة عام 2034. إنها خطوة رائعة وجميلة للرياضة السعودية، والأروع والأجمل هو وضع استراتيجية بعيدة المدى نحو استمرار النتائج، والترويج لما تحقق من تميز والترويج له، بهدف تعزيز ثقافة المنجز لدى جيل الناشئة والشباب. ونحن نرى شباب وطننا الكبير المملكة العربية السعودية يقفون بثقة على منصات التتويج، بحمل 56 ميدالية، من ألقاب الأوفرول إلى الذهب والفضة والبرونز، نتيقن أن الرياضة هي واحدة من أكبر أدوات بناء الإنسان، فهي تغرس فيهم الانضباط والالتزام والقوة والإصرار والتحدي، وفي كل مسار لهم، وصولاً إلى التتويج هناك رواية عطاء وإنجاز وعمل، وتقف وراءها أياد نيرة وعقول مميزة. المشاركة في مثل هذه البطولات تشكل محطة مهمة في مسيرة أي رياضي ناشئ أو شاب، فهي تخلق الأبطال الحقيقيين الذين سيقومون بقيادة رياضة وطنهم في المستقبل، والرائع والأجمل أن هذه المشاركة تردف الثقة بجيل شعاره الطموح الذي لا يرى حدَّاً لأحلامه، جيل يعلي علم المملكة في المحافل الرياضية أيّاً كان نوعها بكل ثقة واعتزاز. إن ما نحتاج إليه اليوم ليس فحسب الاحتفال بهذه المشاركة، بل الاستثمار في روايات أبطالها المنجزين، ومساندتهم، وكشف الفرص أمامهم، حيث في استطاعتنا تأسيس قاعدة رياضية قوية ومتينة تنتج منجزات أعظم في الأعوام المقبلة، فالرياضة ليست منافسة فحسب، بل صناعة متواصلة للطاقات والمواهب، ومنصة تفتح في وجوه الشباب آفاقاً كبيرة من حدود الملاعب، وهؤلاء الذين رفعوا علم المملكة العربية السعودية اليوم، هم أنفسهم الذين سيقودون مسيرة تأثير رياضتنا إلى المنصات الأعلى في الغد، لمختلف البطولات القارية والدولية. وأجدها فرصة سانحة لتهنئة القيادة الرشيدة -أعزها الله- على هذا المنجز التاريخي، ونثمن في هذا الصدد الدعم والمتابعة من الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة، والمسؤولين في الاتحاد السعودي لكمال الأجسام، وإلى المزيد من المنجزات. عبدالله بن محمد آل شملان