شعر المحاورة، أو القلطة كما يسميه البعض من ألوان الشعر في موروثنا الشعبي، وفن المحاورة فنٌ ضاربٌ بجذوره في الجزيرة العربية، بدأ في الحجاز، ثم انتشر في الجزيرة العربية والخليج العربي وقبل بضعة عقود أدخل على فن المحاورة ما يسمى الموال، ويلاحظ أن الشعراء في بداية ظهوره انقسموا إلى قسمين حوله، فهناك أطراف تؤيده وعملت جهاهده على تركيزه ويرون في الموال نقلة نوعية تجديدية. والبعض من شعراء المحاوره الكبار المخضرمين يرى أن الموال دخيل على شعر المحاورة، وربما أدى إلى إضعافه وشعبه إلى مسارات أخرى، ومن هؤلاء الشعراء، الشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع -رحمه الله- الذي يعد أحد عمالقة هذا الفن الغيورين عليه، فهو لا يرضى بالموال المحدث لأنه يهدم أساسيات المحاورة ويضعفها، ووجهة نظره وافقها بعض الشعراء، وما إن دارت الأيام إلا وتجلت للعيان. وفي تلك السنوات كانت الجماهير تلحُ بالطلب على الشعراء بالموال، وبعد أن كرروا الطلب على شاعرنا كأني به يقول في نفسه سآتي بموال لا يستطيع مجاراتي به أحد، وسأكون قد لبّيت طلبهم ولم أنجرف معهم. فجاء بعدة مواويل: الموال الأول: في احتفال العيد في محافظة الغاط الذي يقيمه سعادة سعد بن ناصر السديري. 1414/10/3ه. (الموال) طارٍ علي يامن حضر / صوت موّال. حتى يكون المبتدا / للمعاني. وأشوف مع ضوح القمر / زول خيّال. الله يغلْبه بالهدا / مودماني.. خبر خير يا طير. (البيت الموجّه للصفوف) سبحان خلاق البشر / سبحان رب العالمين. فرق العربْرب والعرب/ بعد الثريا والثرى. الليلة أربع بالشهر / يالله تعين الصابرين. من نام بمراح الجرب/ يطوي زمانه ما برى. الموال الثاني: في محافظة عنيزة بمناسبة لأسرة العميم، بتاريخ 1416/3/7ه. في هذا الموال ثماني قوافٍ وفي البيت خمس مع الالتزام بتكرار الجزء الثاني من الصدر في بداية العجز وربط (اللي). ( الموال ) اليوم / يالاجواد / كلّش على الكيف/ والحمد لله. سبحان / رب الناس/ مجرا الهبوبي / علّام الأسرار. (البيت) سلام / يا اهل العادة / (اللي) لكم حشمة وقيمة. (اللي) لكم حشمة وقيمة / وسمعة عند الاجناب. ( الموال ) عْلوم / أهل بغداد/ راحت سواليف / في كلّ مقهاه. وحصان /أبو نواس/ راع الجنوبي/ يسبق إلى غار. (البيت) صدام / في بغداده / (اللي) يقول أمه حليمة. (اللي) يقول أمه حليمة / وأقول البيه كذّاب. الموال الثالث: وهو من ابتكاره كما أن في الموال عشر قوافٍ وفي البيت أربع، في حفل أقامه الشاعر ملفي المورقي، في الرياض 1416/6ه. على شرف سعادة سعد بن ناصر السديري. وتفعيلة هذا الموال، مستفعلن فاعلاتان مستفعلن فاعلاتان، فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فعول. ( الموال ) الليلة / الرّبع / ربعين / والدرب / للحرب / مقدود. والليال / طْوال / والظالم / يقوم وْيطيح. (البيت) سلام ردية خصوصية / لاصحابنا نبدي بها. وأنتم عرب واصل العرب منّا / ردّوا سلام الله علي. (الموال) تبدي له / السبع / ثنتين / والقرب / للجرب / منقود. والرجال / أشكال / والسالم / يشيل الجريح. (البيت) للملعبة وقفات رسميّة / كل العرب تدري بها. خيّالها بالرمح يتْثنّى / في سيف أبو طالب علي. الموال الرابع: في حفل الغاط في 1416/10/3ه. في هذا الموال ست قوافٍ وفي البيت أربع مع الالتزام في (ياللي) و(لولا) و(ماقلنا). (الموال) ذا الليل ما مثله جرى / يارجاجيل / ياليلة الخير. يالله عساه يْعود / عامٍ باثر عام / قولوا لي آمين. (البيت) سولف يالخبير الفني/ (ياللي) سمعتكْ مشهورة. (لولا) سمعتك مشهورة / (ماقلنا) الخبير الفني. (الموال) الدرب مع طلعت كرى / تالي الليل / يارازق الطير. والحكم لابن سْعود / حمّاي الاسلام/ ومْقوّم الدين. (البيت) يا شاعر نبيك تْغني/ (ياللي) فيك صوت وصورة. (لولا) فيك صوت وصورة / (ماقلنا) نبيك تغني. الموال الخامس: في محافظة الغاط للاحتفال بالعيد والذي يقيمه سعادة سعد بن ناصر السديري بتاريخ 1417/10/3ه. في هذا الموال سبع قوافٍ وثلاث في البيت. وتفعيلته: فاعلن فاعلن فاعلاتن، فاعلن فاعلن فاعلان. على مجزوء بحر المتدارك بترفيل العروض وإذالة الضرب. (الموال) فرحة العيد / فرحة كبيرة. كبر أبان / وْجبال السراة. عاد عيدك / وأنا عاد عيدي. دامت أفراحكم كل عام. (البيت) ياسلام الله سلامٍ يوفي الديّان دينه. عد ما هب الهبوب / وْعد ما هل الخيالي. (الموال) بالبواريد / شرفا قصيرة. من عمان/ الفشق مشتراه. كم رصيدك / زمان المجيدي. دامت أفراحكم والسلام. (البيت) السمينة يعلم الله ماجزاها إلا السمينة. كان رحنا للجنوب / وْكان رحنا لشمالي. وفي بعض المواويل السابقة أراد بعض الشعراء الرد ولم يوفّق. أحمد الناصر في إحدى المحاورات