عمّت موجة فرح غير مسبوقة مختلف المدن السودانية عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب استجابته لطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتدخل لإنهاء الحرب الدائرة في السودان. وعلى الرغم من سنوات المعاناة التي عاشها السودانيون تحت وقع النزاع، فإن اللحظة التي خرج فيها ترمب معلنًا قراره شكّلت منعطفًا مهمًا أعاد الأمل إلى نفوس ملايين المواطنين الذين رأوا في الخطوة بداية فعلية لانتهاء نزيف الحرب وفتح صفحة جديدة من الاستقرار. مشاهد الفرح في الشوارع في الخرطوم وأم درمان وبحري، خرج المئات إلى الشوارع احتفالاً، حيث بدت مشاهد الهتاف والعبارات العفوية التي تُعبّر عن ارتياح كبير بعد سنوات من القلق. وفي ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق، حيث كانت الحرب أشد وطأة، جاءت ردود الأفعال أكثر تعبيرًا عن معاناة السنين. فقد تداول السكان صورًا للحظات البكاء والفرح المختلطة، في مشاهد تفاعل معها السودانيون في الداخل والخارج باعتبارها "لحظات تاريخية" قد تُعيد للبلاد حقها في الأمن والتنمية. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في السودان حالة غير مسبوقة من النشاط، حيث تحوّل موقع "إكس" (تويتر سابقًا) إلى مساحة افتراضية تعج بالتحليلات والتعليقات وردود الفعل الشعبية. وقد تصدر وسم #السودانفيقلببنسلمان، قائمة الوسوم الأكثر تداولاً، وتفاعل معه آلاف المستخدمين، بينهم شخصيات عامة وشباب وطلاب جامعات ومغتربون. كما تداول السودانيون تغريدات تشيد بدور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في التوسط لإنهاء الحرب، معتبرين أن التدخل ثمرة جهود دبلوماسية سعودية هدفت إلى إعادة السودان إلى مسار السلام. وفي فيسبوك، التي تعد المنصة الأكثر استخدامًا في السودان، كتب الآلاف منشورات مليئة بالمشاعر، حملت في معظمها شكرًا وامتنانًا لولي العهد واستبشارًا بمستقبل مختلف. كما انتشرت مقاطع فيديو لمواطنين يتحدثون عن مشاعرهم لحظة سماع الخبر، مؤكدين أن هذه الخطوة "أعادت لهم الأمل بعد طول انتظار". رسائل المغتربين السودانيين كان للمغتربين السودانيين نصيب كبير من التفاعل، إذ عبّروا في منشوراتهم عن مدى تأثرهم بالإعلان، مؤكدين أن سنوات الغربة كانت صعبة مع استمرار الحرب وعدم قدرتهم على العودة إلى وطنهم. وتجاوز تفاعلهم حدود الاحتفال، إذ أطلقوا دعوات لجمعيات ومنظمات سودانية في الخارج لدعم أي عملية سلام مرتقبة. لم تقتصر الفرحة على منصات التواصل الاجتماعي فحسب، بل انتقلت إلى المكالمات الصوتية بين الأقارب والأصدقاء في الداخل والخارج، إذ تداول السودانيون على نطاق واسع شعورًا بالطمأنينة والرغبة في رؤية البلاد تستعيد مكانتها بعد سنوات من الاضطراب. ويرى محللون محليون أن حجم التفاعل الشعبي الكبير يعكس مدى رغبة المجتمع السوداني في السلام، وأنه بمجرد فتح باب لأي تسوية أو تدخل يعيد الاستقرار، تظهر تلك المشاعر المكبوتة التي تراكمت مع الآلام والخسائر. في المحصلة، شكّل إعلان الرئيس الأميركي ترمب استجابته لطلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتدخل لإنهاء الحرب في السودان نقطة تحول في الوجدان الشعبي، إذ انفجرت مشاعر الفرح بعد سنوات من الانتظار. وبين التفاؤل الحذر والطموحات الكبيرة، يبقى الأمل السوداني اليوم معلّقًا على ترجمة هذه الخطوة إلى واقع ملموس يعيد الأمن ويطوي صفحة الحرب إلى الأبد.