عندما يعلن البيت الأبيض عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة، فإن ذلك لا يكون حدثًا عابرًا أو مجرد تحرك دبلوماسي ضمن أجندة تقليدية للرئاسة الأميركية. بل هي لحظة سياسية فارقة تحمل بين طياتها الكثير من الرسائل والتحولات، سواء في سياق العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن، أو فيما يتجاوزها نحو الملفات العربية والإقليمية الحساسة، وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي، والأزمات الممتدة في اليمن وسوريا والعراق، والتوازنات الجيوسياسية التي يعاد رسمها في المنطقة. تأتي زيارة ترمب في ظل واقع دولي متغير، حيث تسعى الولاياتالمتحدة لإعادة تموضعها في الشرق الأوسط بعد سنوات من التراجع النسبي، كما تتطلع المملكة، من خلال رؤيتها الطموحة، إلى تثبيت موقعها كقوة إقليمية مؤثرة، وشريك لا غنى عنه في ملفات الأمن والطاقة والاقتصاد. وهكذا، فإن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي والقيادة السعودية لا يُقرأ فقط في سياق المصالح المتبادلة، بل أيضًا كخطوة استراتيجية لإعادة صياغة خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، وبناء منظومة تحالفات جديدة تواكب تحديات اللحظة. لقد كانت المملكة تاريخيًا، شريكًا وثيقًا للولايات المتحدة، خاصة في ملفات الطاقة والأمن، لكن التحولات الأخيرة في المشهد الإقليمي من تداعيات التطبيع العربي الإسرائيلي، إلى انسحاب واشنطن التدريجي من بعض بؤر التوتر، وضعت العلاقات في اختبار جديد. من هنا، تكتسب زيارة ترمب بعدًا يتجاوز البروتوكول، لتكون فرصة لإعادة بناء الثقة، وتأكيد الالتزامات الاستراتيجية، وترتيب الأولويات في زمن تتزاحم فيه المخاطر والفرص. من القضايا التي يُتوقع أن تتصدر أجندة الزيارة، ملف الأمن الإقليمي، كما ستكون القضية الفلسطينية حاضرة، خاصة في ظل الجمود السياسي الحاصل، ومحاولات واشنطن الدفع بما تبقى من مشروع "صفقة القرن" التي ارتبط اسمها برئاسة ترمب. إلى جانب ذلك، سيكون هناك تركيز على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والتكنولوجيا والاستثمار، بما يواكب الرؤية الطموحة التي تنتهجها المملكة في إطار خطة التحول الوطني 2030. الزيارة أيضًا تحمل طابعًا رمزيًا مهمًا، إذ تعكس اختيار الرياض كبوابة للسياسة الأميركية في المنطقة، وهو ما يعطي إشارة واضحة إلى مكانة السعودية ودورها في قيادة الملفات العربية. كما تُعتبر الزيارة رسالة إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء، بأن التحالف الأميركي الخليجي ما زال يشكل حجر الزاوية في معادلة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن إغفال التحديات التي تحيط بهذه الزيارة، سواء على مستوى الداخل الأميركي الذي يشهد استقطابًا سياسيًا حادًا حول توجهات ترمب الخارجية، أو على مستوى الإقليم الذي يعيش انقسامًا حادًا في المواقف. ومع ذلك، فإن الزيارة تمثل فرصة لإعادة طرح القضايا المصيرية للمنطقة على طاولة النقاش الدولي، ولإبراز المبادرات العربية من موقع الفاعل لا المتلقي، خاصة فيما يتعلق بمبادرات السلام، والتنمية، والتصدي للتطرف. في المحصلة، فإن زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة ليست مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل هي حدث مفصلي يحمل في طياته أبعادًا استراتيجية عميقة. وهي تفتح المجال لإعادة النظر في كثير من السياسات والمقاربات التي حكمت العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمنطقة لعقود. كما أنها تمثل لحظة للتفكير في كيفية بناء شراكة جديدة، قوامها الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والرؤية المستقبلية التي تستجيب لتطلعات الشعوب العربية نحو الأمن، والاستقرار، والعدالة. الموقف الثابت من القضية الفلسطينية أكد الدكتور غسان الخطيب-أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أن زيارة ترمب إلى السعودية تحمل في طياتها فرصًا وتحديات للقضايا العربية والإقليمية. من المهم متابعة نتائج هذه الزيارة عن كثب، خاصة فيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، لضمان أن تكون أي تحولات في السياسة الإقليمية في مصلحة السلام والعدالة سواء في فلسطين أو لبنان او سوريا. وأوضح أن كانت هذه الزيارة تأتي في سياق إقليمي معقد، وتثير تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على القضايا العربية والإقليمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، فإن موقف المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة ثابت لا يتغير حيال حقوق الشعب الفلسطيني وضرورة حل القضية الفلسطينية قبل اي اطروحات تتعلق بتطبيع العلاقة مع اسرائيل، خاصة أن تصريحات كافة المسؤولين في المملكة أكدت مرات عدة على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية. وأشار قد تسعى الولاياتالمتحدة إلى دفع الأطراف المعنية نحو استئناف مفاوضات السلام، مع التركيز على إيجاد حل عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين ولكن كله مرهون بالضغط الأميركي على إسرائيل لتحقيق السلام ووقف حرب الابادة على غزة والموقف العربي الموحد برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإنهاء معاناة الفلسطينيين الدبلوماسية السعودية تقود مركب التفاؤل العربي والإسلامي لمواجهة التحديات السلام السائد في الإقليم وحول إيجابيات الزيارة أكد الدكتور عايد المناع أكاديمي وباحث سياسي من دولة الكويت: يكفي أن نشير إلى أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمملكة العربية السعودية هي الأولى له منذ توليه منصب رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية، وهي الثانية له بعد زيارته الأولى في مرحلته الأولى عندما تولى الرئاسة في 2016 وما بعد ذلك. لذلك أنا أعتقد أن هذا في حد ذاته يُلقي الضوء على الأهمية الكبرى للمملكة العربية السعودية ودورها الإقليمي والدولي. وبالتالي هي دلالة على أن الرئيس الأميركي لم يأتِ لهذه الدولة إلا لأهميتها. قد يكون هناك حديث عن أموال، وهذه الأموال في الحقيقة وضحتها المملكة بأنها استثمارات وليست عطيات في الولاياتالمتحدة، وأيضاً للاستفادة من التكنولوجيا ومن القدرات العسكرية وغيرها. وأضاف لذلك أنا أعتقد أنه سيكون لهذه الزيارة إيجابيات إن شاء الله. المملكة تريد أن يكون السلام هو السائد في هذا الإقليم، ولذلك سيكون حديثها مع الرئيس الأميركي بهذا الاتجاه. كذلك حتماً لن يكون هناك سلام واستقرار ما لم نصل إلى حل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال إقامة دولة فلسطينية أو ما يعرف بحل الدولتين، والذي هو بالأساس الحقيقة اقتراح سعودي قدم إلى القمة العربية عام 2002 في بيروت وتبنته الدول العربية. وينص هذا القرار على قيام دولة فلسطينية في حدود 4 يونيو 1967، وأيضاً وفقاً لقرارات شرعية دولية: القرار 242 لسنة 67، و338 لسنة 1973. وأوضح بالتالي أنا على يقين أن القيادة السعودية، خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس الوزراء، سيبذلان جهوداً كبيرة من أجل أن يغيّر الرئيس الأميركي موقفه من أجل السلام. نحن نعرف أن الرئيس الأميركي متعاطف مع إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقرّ باحتلال إسرائيل للجولان، وتغاضى عن تجاوزات إسرائيل من حيث المستوطنين في الضفة الغربية. لكن العلاقة الحميمة التي تربطه، بصريح العبارة، مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ونظرته، أنا باعتقادي، التقديرية العالية للقيادة السعودية والفكر السعودي الحديث، سوف تجعل الرئيس الأميركي يفكر بأن يعيد النظر في مواقفه السابقة، وأن يكون أكثر موضوعية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وبالذات الحقيقة القضية الفلسطينية. وواصل حديثه: وقد أيضاً الحقيقة تستفيد، أو السعودية تفيد، إيران في هذا الجانب بأن تجنبها التعرض لأي عمل عسكري مدمر لها. أنا على يقين بأن السعوديين سيبذلون جهوداً كبيرة من أجل الأمن والاستقرار، والذي يشمل بالفعل فلسطين، وسوريا، ولبنان، وحتى الحقيقة إيران، والدول الأخرى التي تسعى دولنا لتهدئة الأمور فيها، مثل السودان والصومال، وليبيا التي تعاني الحقيقة من اختلالات داخلية. لذلك لا أحد يبالغ إذا لم نقل إن السعودية هي التي تقود العمل العربي، وهي القوة العربية الرئيسية التي تمثل هذا الثقل في المنطقة العربية، وعلى عاتقها الحقيقة يعوّل العرب على حقوقهم، وعلى أمنهم واستقرارهم، وأيضاً تنميتهم وتطورهم وتقدمهم بشكل كبير. دبلوماسية الصفقات وفي السياق ذاته ذكر د. محمد حمود البغيلي باحث سياسي كويتي: تقود دبلوماسية المملكة مركب التفاؤل العربي والإسلامي بين أمواج التحديات العالمية وعواصف التوترات الإقليمية. تترسخ هذه القناعة عن دور المملكة دولياً من خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة حيث أن المملكة في مقدمة جولته الرئاسية في وقت تتعاظم فيه معطيات الصراع الإقليمي في غزة وسوريا واليمن وإيران. وأشار تأتي الزيارة أيضاً وثمة بعض الخلافات العربية مثل الخلاف السوداني الإماراتي، والعراقي الكويتي، والجزائري الإماراتي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية المنعكسة جراء تلك الصراعات الاقليمية والخلافات العربية المختلفة. على ضوء ما سبق، تأتي أهمية الزيارة للرئيس ترمب من خلال ثقته بقوة الدبلوماسية السعودية التي رسم خطوطها خادم الحرمين الشريفين ومازال يهندسها وينفذها بإحكام ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، لتفتح جميع الملفات على طاولة الحوار والتفاوض، حيث أن المملكة داعمة للدول العربية والاسلامية الشقيقة، ومؤيدة للقضايا العربية والاسلامية كافة. إلى ذلك قال: إن عقلية التسويات التجارية ومبدأ ترمب في دبلوماسية الصفقات، يحسن سمو الأمير محمد بن سلمان التعامل معها وكسب النقاط من خلالها بما يصب في صالح الأمتين العربية والاسلامية عامة، ومصالح السعودية وشعبها على وجه الخصوص. أيضاً تتمتع الفرق المساندة والخبراء المساعدين للقيادة السعودية بالخبرة والبعد الاستراتيجي في استثمار عمق المملكة الدولي والاقليمي في معالجة الملفات المدرجة للحوار خلال الزيارة المرتقبة، ومن المرجح أن يتمخض عنها نتائج ايجابية، كما يتوقع أن تتضمن مفاجآت سارة لصالح اقتصاد المملكة واستقرار المنطقة كما يتفاءل المراقبون. وأضاف كما أنه من المتوقع نجاح الزيارة بسبب الزخم الاعلامي الايجابي من قبل وسائل الاعلام العالمية، حيث تبدو القناعة العالمية بقدرة المملكة على الإسهام الحقيقي في إحلال السلام العالمي ليس فقط في محيطها العربي الاسلامي، بل حتى نطاق الصراع المحتدم بين الهند وباكستان والحرب الروسية الأوكرانية. مفتاح نجاح زيارة ترمب للمملكة خيرالله خيرالله صحافي لبناني مقيم في لندن رئيس سابق للقسم العربي والدولي في جريدة "النهار" اللبنانية ومديراً للتحرير في جريدة "الحياة" أشار: ترتدي زيارة الرئيس دونالد ترمب للمملكة العربيّة السعودية أهمّية استثنائية. تؤكّد الزيارة أوّلاً اعترافا أميركيا بالدور المحوري للمملكة إقليمياً ودولياً. ظهر ذلك بوضوح من خلال استضافة "الرياض" للمفاوضات الأميركية - الروسية من أجل إنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات وأكثر. الأهمّ من ذلك كلّه، هل تستطيع إدارة ترمب تأكيد أن لديها أجندة خاصة بها غير الأجندة الإسرائيلية، خصوصاً في شأن حرب غزّة. وأضاف توفر زيارة ترمب للسعودية فرصة كي تمارس الولاياتالمتحدة دورها القيادي على صعيد المنطقة. لا يقتصر الأمر على الموقف من إيران وملفها النووي وصواريخها وميليشياتها المذهبية المنتشرة في المنطقة فحسب، بل لا بدّ أيضاً من موقف يتخذه الرئيس الأميركي من حلفائه الإقليميين أيضاً. بكلام أوضح سيكون مفتاح النجاح للزيارة سؤال في غاية البساطة: هل أميركا تابع لإسرائيل أم لا؟ وهل تستطيع أن تأخذ في الاعتبار مواقف حلفائها الإقليميين، الذين وقفوا معها تاريخياً والذين تأتي المملكة العربيّة السعوديّة في مقدّمهم؟ إقرار أميركي بأهمية الرياض من جانبها قالت د. سهير بنت سند المهندي كاتبة رأي في صحيفة الوطن البحرينية إعلامية وباحثة أكاديمية: تأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة في توقيت بالغ الدقة، وسط تحولات إقليمية ودولية متسارعة، تستدعي قراءات دقيقة ومقاربات متزنة فمن جهة، تمثل الزيارة إقرارًا أميركيًا بأهمية الرياض كلاعب مركزي في ملفات الطاقة والاستقرار الإقليمي، ومن جهة أخرى، تُجسد تحوّلًا في نمط العلاقة، في ظل شخصية ترمب ذات الطابع البراغماتي والاقتصادي الصريح. وأضافت ترمب لا يقدّم نفسه كزعيم أيديولوجي، بل كرجل صفقات، يقرأ العلاقات الدولية بمعادلات الربح والخسارة. وقد شكّلت سياساته الاقتصادية، من فرض الضرائب إلى الانكفاء التدريجي عن الالتزامات الخارجية، نمطًا جديدًا في السياسة الخارجية الأميركية، يُعيد تعريف الشراكة مع الحلفاء من منظور مالي وتجاري محض، هذا التوجه يضع أمام الدول العربية، والسعودية على وجه الخصوص، تحديًا وفرصة: بناء علاقة تقوم على المصالح المشتركة، لكن بوعي ثقافي وسياسي يضمن الاستقلالية ويُحافظ على الثوابت. موقف المملكة ثابت لا يتغير حيال حقوق الشعب الفلسطيني يواصل ترمب سياسته المعتادة "الضغط الأقصى" الصحفي والمحلل السياسي العراقي علي الحبيب قال إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية، تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واستراتيجية عميقة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، مع تأثيرات محتملة على القضايا العربية والإقليمية. تأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي مضطرب، يتسم بتصعيد عسكري إسرائيلي في غزةولبنان، وتوترات مع الحوثيين في البحر الأحمر، وتفاقم التحديات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مما يجعل توقيتها حساساً وحاسماً. من المتوقع أن يركز ترمب على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، التي يراها محوراً لتحقيق استقرار المنطقة، مع الدفع نحو صفقات اقتصادية وعسكرية ضخمة، تشمل استثمارات سعودية في الاقتصاد الأميركي والتي قد تصل إلى تريليون دولار، وتأمين صفقات أسلحة متقدمة لتعزيز القدرات الدفاعية السعودية. هذه الخطوة تعكس نهج ترمب البراغماتي "أمريكا أولاً"، الذي يعطي الأولوية للمكاسب الاقتصادية والتفاوض المباشر، مع تقليص الالتزامات الأميركية في الصراعات الإقليمية. أشار على صعيد القضية الفلسطينية، أرى أن ترمب قد يسعى لإحياء مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مستنداً إلى نجاح اتفاقيات أبراهام في ولايته الأولى، لكن ذلك يواجه عقبات بسبب التصعيد الإسرائيلي في غزة ورفض المملكة العربية السعودية ربط التطبيع دون تقدم ملموس نحو حل الدولتين. وأوضح الزيارة قد تعزز دور السعودية كوسيط إقليمي مهم، خاصة بعد نجاحها في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وربما تستضيف محادثات بين ترمب وبوتين لمناقشة الأزمة الأوكرانية، مما يعزز مكانتها الدبلوماسية بشكل متقدم عالمياً. ومن المنظور اقتصادياً، متوقع أن الزيارة تعزز التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، مع وجود وفد اقتصادي أمريكي كبير، مما يدعم رؤية السعودية 2030 ويرسخ الشراكة الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة. لكن الزيارة تواجه تحديات، حيث قد تثير انتقادات محتملة بسبب تفاقم الانقسامات الداخلية في الولاياتالمتحدة حول سياسات ترمب الخارجية. إقليمياً، قد تؤدي إلى إعادة ترتيب الأولويات الجيوسياسية، مع تعزيز محور أميركي-سعودي قد يقلل من الاعتماد على إسرائيل كشريك حصري، خاصة في ظل قرار ترمب بتأجيل أو عدم زيارة إسرائيل في هذه الجولة لعدم جدواها حالياً بحسب ما يراه. في المحصلة، الزيارة قد تعيد صياغة ديناميكيات المنطقة، مع تعزيز التحالفات الاقتصادية والأمنية بين واشنطن والرياض، لكن نجاحها يعتمد على قدرة ترمب على التوفيق بين المصالح المتضاربة ومعالجة التوترات الإقليمية دون إثارة تصعيد إضافي، مع احتمال أن تظل القضايا العربية، خاصة الفلسطينية، رهينة الحسابات السياسية والاقتصادية الكبرى. أبعاد الزيارة تتجاوز الإطار البروتوكولي طوني بولس كاتب صحفي لبناني: في مداخلة خاصة، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي طوني بولس أن زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى المنطقة تحمل أبعاداً تتجاوز الإطار البروتوكولي، لتكرّس مرحلة جديدة من التوازنات الجيوسياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط. وقال بولس: "أنا أرى في دونالد ترمب شخصية ثورية داخل الولاياتالمتحدة، وهذه الثورة انسحبت تلقائيًا على النظام العالمي بأسره، من خلال نهجه الحاسم وشخصيته التي تشبه في حيويتها ووضوح رؤيتها عددًا من القادة الأساسيين في منطقتنا، وعلى رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان". وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان هو قائد محوري في الشرق الأوسط، ورؤيته 2030 وضعت السعودية في مصاف الدول القادرة على إحداث تغيير طويل الأمد، ليس فقط على الصعيد الداخلي، بل أيضًا على مستوى المنطقة بأسرها. وبالتالي، فإن زيارة ترمب تأتي في هذا الإطار، كدعم دولي صريح لمسار بدأته المملكة منذ سنوات، يهدف إلى الاستقرار، والانفتاح، ومحاربة التطرّف". وشدد بولس على أن "التوقيت السياسي للزيارة يُبرز مرحلة متقدّمة من الانفراج الإقليمي. فبعد سنوات من الحروب والصراعات التي غذّتها تيارات متطرّفة دينيًا وسياسيًا، يبدو أن المنطقة تتّجه، بدفع من الرياض وبدعم واشنطن، نحو تأسيس نظام استقرار طويل الأمد. وسيكون اللقاء المنتظر في السعودية بمثابة الشرارة التي تطلق تعاوناً عابرًا للحدود بين شعوب المنطقة، تحت مظلّة المشروع السعودي الطموح، الذي لطالما نادت به القيادة في المملكة". إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية أكد د. عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية تحمل دلالات مهمة على مستوى القضايا الإقليمية. وأوضح أن هذه الزيارة قد تفتح آفاقًا جديدة لإعادة ترتيب الأولويات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث قد تسعى السعودية لتعزيز موقعها كوسيط في دعم المبادرات الإنسانية والسياسية في غزة. وفيما يخص الوضع السوري، أكد د. عمرو أن الزيارة قد تكون فرصة لإعادة تفعيل المبادرات الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية، مع التركيز على إعادة الاستقرار وتخفيف حدة الصراع. واختتم د. عمرو تصريحه بأن تأثير هذه الزيارة سيعتمد على مدى نجاح ترمب في إعادة بناء التحالفات الإقليمية وتحديد أولويات تتماشى مع التحديات الراهنة. وت الرياض -كما كان دومًا- داعمًا للفلسطينيين فيما ذكر محمد نجيب صحفي ومحلل سياسي وأمني فلسطيني – رام الله حول الزيارة: تشكل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية محطة فارقة وبالغة الأهمية في رسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة، في ظل تحولات إقليمية متسارعة، وتحديات أمنية وسياسية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؛ واستمرار حرب إسرائيل الضروس ضد قطاع غزة وتجويع 2.3 مليون مواطن يعيشون بالقطاع المحاصر؛ اذ قد تكون فرصة لإعادة وضع القضية الفلسطينية في صدارة أولويات الإقليم والمجتمع الدولي وأضاف ويعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لما يتمتعون به من نفوذ ومكانة وعلاقات إقليمية ودولية مؤثرة، ومتميزة مع مختلف الأطراف، خاصة مع إدارة ترمب التي تنسجم رؤاها مع طموحات التغيير الإقليمي، اذ يأمل الفلسطينيون أن توظف القيادة السعودية ثقلها ونفوذها العربي والإسلامي والسياسي والاقتصادي لحث الإدارة الأميركية على وقف العدوان على غزة، وإعادة إحياء المسار السياسي وفقًا للمرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية وليس من خلال صفقات أحادية، والضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني، وردع جماعات المستوطنين التي تؤجج الوضع في الضفة الغربية، وفرض آليات لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها. وأكد ويثق الفلسطينيون بأن تنسيق المملكة مع القيادة الفلسطينية سيتواصل وسيتوطد في هذه المرحلة الحساسة؛ إذ شهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا سياسيًا وأمنيًا غير مسبوق، فيما استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الثامن من الشهر الجاري في قصر السلام بمدينة جدة نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين، وسُبل تعزيز العمل المشترك لدعم القضية الفلسطينية، وتنسيق المواقف على الساحة الدولية دعما للحقوق الفلسطينية، واهمها المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده في نيويورك في حزيران المقبل، لحشد الاعتراف بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، تمهيدا لمسار سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. واختتم حديثه: كما ويأمل الفلسطينيون أن يبقى صوت الرياض كما كان دومًا داعمًا للفلسطينيين في سعيِهم لنيل حريتهم واستقلالهم. الصعود السياسي الخليجي فيما ذكر وليد جاسم الجاسم رئيس تحرير صحيفة الراي الكويتية: لا يمكن أن تمر هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية مرور الكرام، فهذه الزيارة -وهي الثانية له بعد زيارته الأولى في 2017- تؤكد من جديد أن المملكة محطة بالغة الأهمية في المنطقة ومركز رئيس لاتخاذ القرار ولا يمكن بلوغ أي تسوية أو حلول ناجحة دون أن تكون المملكة شريكاً رئيسياً في وضعها. وأضاف وما بين العامين 2017 و 2025 بات ملحوظاً أمام الرئيس الأميركي وغيره من قادة العالم مدى التغيير الإيجابي الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية تنموياً واستثمارياً واجتماعياً وسياسياً على مختلف الصعد، وذلك ضمن سياق الرؤية التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي عززت كثيراً من أهمية هذا الدور المحوري للمملكة واستضافتها للعديد من القمم الدولية والإقليمية بما فيها مجموعة العشرين. وأوضح هذه الزيارة من شأنها أن تعكس أثرها الواضح على مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز دوره ككتلة إقليمية من جهة، وأدوار الدول الأعضاء فيه سياسياً واقتصادياً وباعتراف أكبر دول العالم، مع ما لهذا من أثر إيجابي ينعكس استقراراً أمنياً وسياسياً وبالتالي اقتصادياً واستثماريا، وهو ما ترنو إليه جميع دولنا. تحولات محورية تعيد صياغة مشهد الأمن الإقليمي هذا الصعود السياسي الخليجي لا يمكن إغفال انعكاسه على العلاقات مع إيران في ضوء الالتزام باتفاقية المصالحة التي تمت بوساطة صينية آملين انحسار اي دور سلبي لصالح تحسين العلاقات وتطويرها. واختتم حديثه: كما تنعكس الآثار الإيجابية المنتظرة للزيارة على مختلف القضايا الساخنة في المنطقة حيث تبقى المملكة العربية السعودية رقماً محورياً في معادلاتها، إن كان ذلك على صعيد القضية الفلسطينة وغزة، أو سوريا الجديدة ، أو السودان واليمن بل وحتى الحرب الروسية-الاوكرانية. تتقاطع رؤية القيادة الأميركية مع "رؤية المملكة 2030" أما من جانب آخر ذكرت دكتورة بيبي محمود عاشور رئيس المركز الدولي للتنمية محلل سياسي دكتوراه سياسات التنمية دولة الكويت: تأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية للقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -ولي العهد-، في وقت غاية بالأهمية في ظل المتغيرات الإقليمية و الدولية و التحركات الخليجية اتجاه القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث تتقاطع رؤية القيادة الأميركية مع رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد "رؤية المملكة 2030" في جوانب اقتصادية واستثمارية بالدرجة الأولى خصوصاً أن البلدين تجمعها اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مشتركة تشمل مجالات عدة منها التكنولوجيا الحديثة والصناعة بالإضافة إلى الاتفاقية المشتركة لبناء حوار استراتيجي يضم الشؤون العسكرية والشؤون القنصلية والطاقة وجوانب ثقافية وتعليمية ومكافحة الإرهاب، وهذا ما يجعل الرئيس الأميركي حريصاً على تعزيز العلاقة الاقتصادية والاستثمارية أكثر مع المملكة خصوصاً مع الركائز الاقتصادية والاستثمارية المتنية التي تمتاز بها المملكة بدءًا من الموقع الجغرافي الاستراتيجي وصولاً إلى الموارد الاقتصادية الأخرى التي تحرص القيادة الأميركية في علاقتها مع المملكة في زيادة استثمارتها المشتركة بين البلدين من جانب ومن جانب آخر فإن اعتماد رؤية المملكة 2030 على تطوير كافة أنواع الاستثمار وتطوير مصادر الدخل وتقوية ركائز الاقتصاد في المملكة. وأضافت تعتبر رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد من الرؤى المهمة عند القيادة الأميركية وحكومات الدول حول العالم خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الإيجابية التي حصلت منذ البدء بتنفيذ الرؤية على أرض الواقع، وأكدت نتائجها في ارتفاع المؤشرات الدولية للمملكة العربية السعودية عن سنوات ما قبل رؤية 2030، و لهذا دلالة واضحة على قدرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود - ولي العهد على تنفيذ الخطط الوطنية وتجاوز الصعوبات والمتابعة الدقيقة لكافة المتغيرات على المستوى الإقليمي والدولي واستغلال موارد المملكة تجاه تحقيق نتائج تنموية طموحة تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة، كما أن القيادة السياسية حرصت على مشاركة العديد من القادة الشباب في تنفيذ رؤيتها وهذا ما جعل المملكة تواكب التطورات بشكل أسرع وتتوافق مع طموحات الجيل القادم من الشعب السعودي. وأوضحت أما على المستوى الإقليمي والدولي فالمملكة العربية السعودية أعلنت في عدة مناسبات دبلوماسية وسياسية عن موقفها تجاه القضايا العربية والدولية، ففي القضية الفلسطينية أعلنت القيادة السعودية على ضرورة الإبقاء على حل الدولتين كأساس داعم للسلام والأمن في المنطقة وضرورة معالجة الأزمة في غزة وقف إطلاق النار وأهمية إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، من جهة أخرى فقد أعربت القيادة السعودية من خلال تصريحات الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إلى ضرورة رفع العقوبات عن جمهورية سوريا وعودة مقعدها في جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى توفير كافة الإمكانات والتسهيلات لإعادة إعمار سوريا في كافة المجالات، وكان أيضاً للقيادة السعودية رأياً دعماً للنهج الإصلاحي المتبع حالياً في جمهورية لبنان. واختتمت حديثها: وبذلك تظل التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية على الصعيد الإقليمي والدولي تحديات مهمة وحساسة خصوصاً للدور الاستراتيجي الذي تلعبه المملكة في المنطقة وتأثيرها على حل الأزمات في الدول التي تعاني من صراعات داخلية معقدة وتدخلات خارجية ذات تأثير مباشر على استقرار وأمن المنطقة العربية وبالتأكيد ستكون على طاولة الحوار بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود -ولي العهد- العديد من المحاور للمناقشة للوصول إلى اتفاق مشترك في قضايا مهمة في المجال الاقتصادي والاستثماري والسياسي والأمني والاهتمام في الوصول إلى اتفاق مشترك في مواقف البلدين تجاه القضايا ذات البعدين الإقليمي والدولي. السعودية القطب الصاعد من جانبه ذكر الإعلامي الكويتي الدكتور غانم السليماني:تؤكد المملكة العربية السعودية مرة بعد أخرى أنها القطب الصاعد بقوة في مواجهة التعددية العالمية مما يجعلها أمام حمل ثقيل سياسياً واقتصادياً على الساحة العالمية وأكد على أن المملكة تؤكد مرة بعد أخرى أنها القطب الصاعد بقوة في مواجهة التعددية العالمية مما يجعلها أمام حمل ثقيل سياسياً واقتصادياً على الساحة العالمية . وأضاف وأضحت كل عواصم العالم تترقب قماتها التاريخية وهذا يعزز الدور المتنامي، فالقمة المرتقبة التي تُعقد بالشراكة مع الولاياتالمتحدة الأميركية بقيادة الرئيس السابق دونالد ترمب، تعد واحدة من أخطر وأكبر القمم السياسية في العصر الحديث، بالنظر إلى التحديات العالمية المتزايدة والحاجة الملحة لنزع فتيل التوترات الدولية. داخليا خطت المملكة خطوات استراتيجية جريئة وغير مسبوقة نجحت بها في امتياز ودوليا تقوم بلعب دور محوري في معادلات الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وكما صرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أحد لقاءاته: "نحن لا نريد فقط أن نكون جزءاً من التغيير، بل أن نقوده من موقع المسؤولية الدولية." وأشار هذا التوجه عزز من مكانة المملكة كقوة توازن وصاحبة مبادرات إقليمية وعالمية، خاصة في مجالات الاقتصاد، الطاقة، وحل النزاعات وخفض التصعيد. القمة التاريخية التي تستضيفها السعودية بالشراكة مع أمريكا تشكل علامة فارقة في محاولات تقليل التصعيد العالمي. الرئيس ترمب، الذي لا يزال يحتفظ بنفوذ وتأثير داخل وخارج الولاياتالمتحدة، قال في تصريح له حول القمة: "هذه القمة ليست مناسبة رمزية، بل فرصة حقيقية لإعادة التفكير في علاقات القوى العالمية، والسعودية شريك محوري في هذا المسعى." بينما يتصاعد التوتر بين القوى الكبرى، وتزداد النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية، تحتم الحاجة العالمية إلى منصة بحجم السعودية تجمع الأقطاب المختلفة على طاولة الحوار. وهنا، تبرز المملكة كلاعب جامع قادر على مخاطبة الشرق والغرب. واختتم حديثه "تسعى القمة إلى بناء جسور تفاهم جديدة بين الدول، وتعزيز الحوار والتعاون من أجل عالم أكثر استقرارًا وتوازنًا، من خلال تقديم مبادرات عملية وفعالة تخدم الأمن والسلم الدوليين، وتُسهم في الحد من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة. وتأتي في صدارة هذه الجهود القضية الفلسطينية، التي تحتل مكانة مركزية في وجدان المملكة العربية السعودية، وتُعد من أولويات سياستها الخارجية انطلاقًا من التزامها الثابت بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني." د. بيبي عاشور د. محمد حمود البغيلي باحث سياسي كويتي الدكتور عمرو حسين باحث في العلاقات الدولية وليد جاسم الجاسم رئيس تحرير صحيفة الرأي الكويتية محمد نجيب صحفي ومحلل سياسي وأمني فلسطيني - رام الله طوني بولس كاتب صحفي الدكتور عايد المناع أكاديمي وباحث سياسي - الكويت الدكتور غسان الخطيب - أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت خيرالله خيرالله صحافي لبناني مقيم في لندن كان رئيساً للقسم العربي والدولي في جريدة النهار اللبنانية ومديراً للتحرير في جريدة الحياة د. سهير بنت سند المهندي كاتبة رأي في صحيفة الوطن البحرينية إعلامية وباحثة أكاديمية الصحفي والمحلل السياسي علي الحبيب الدكتور غانم السليماني إعلامي كويتي