أقلامنا هي الأحق بالكتابة عن قيادتنا، وهي الأقرب إلى نبض الوطن، والأكثر إدراكًا لمعنى التحوّل الكبير الذي تعيشه المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. أقلامنا هي التي تشهد وتوثّق، وتكتب بفخر عن القائد الذي أعاد لنا إرثنا وهويتنا، ومنحنا نفسًا جديدًا من الاعتزاز والعظمة، وجعلنا نرفع رؤوسنا عاليًا ونفخر بأننا بدوٌ حملوا معهم من الصحراء إرث القوة والكرامة والقيادة ، لقد تغيّر شكل المملكة للعالم أجمع في لحظة مفصلية، ظهر رجلٌ واحد قادر على إعادة رسم المشهد، وصياغة مستقبل الأجيال، رجل رأى في الشباب القوة، وفي الطموح فرصة، وفي المستحيل بابًا جديدًا للتغيير، إنه الأمير محمد بن سلمان الذي تحدّى أعظم الدول بثقة ورؤية، ليضع السعودية في مقدّمة العالم، لا على هامشه. واليوم، تأتي زيارة ولي العهد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في وقت استثنائي من تاريخ المنطقة والعالم. ليست زيارة بروتوكولية، ولا لقاءً عابرًا، بل زيارة تحمل في جوهرها بُعدًا سياسيًا، اقتصاديًا، ثقافيًا، ورسالة استراتيجية واضحة، إنها زيارة تعكس امتداد العلاقة التاريخية التي بدأت منذ اللقاء الشهير بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت عام 1945، والتي أرست واحدة من أهم الشراكات الدولية في القرن الماضي. لكن زيارة الأمير محمد بن سلمان اليوم ليست استمرارًا للعلاقة فحسب بل إعادة رسم، ورفع لسقف الشراكة إلى أعلى مستوى منذ تأسيسها. فالعالم يتغير بسرعة، وتوازنات القوى يُعاد تشكيلها، والسعودية أصبحت لاعبًا محوريًا لا يمكن تجاوزه. ومن يقدر على حمل هذا الإرث الكبير وتمثيل شعب بأكمله وصياغة مستقبل تحالف دولي بهذا الحجم؟ ليعزز مصالح وطننا ويرسّخ أهدافه الاستراتيجية، شخصية تمتلك ثقل الأمير محمد بن سلمان، رؤيته، شجاعته، صلابته في التفاوض، وذكاءه السياسي الفريد، ومرونته في كافة التحديات، هذه الزيارة تحمل في طياتها رسائل متعددة، من أبرزها: * رسالة ثقة بأن المملكة اليوم دولة رائدة. * رسالة قوة بأن السعودية الجديدة تصنع القرار ولا تنتظر الآخرين. * رسالة رؤية بأن المستقبل يُبنى بيد جيل كامل يؤمن بقيادته. * رسالة احترام بأن العالم ينظر إلى السعودية اليوم كقوة مركزية ومستقرة. الأمير محمد بن سلمان لم يكتفِ ببناء اقتصاد سعودي جديد، بل أعاد تشكيل الهوية الوطنية بكل تفاصيلها من الثقافة إلى الفنون، من تمكين المرأة وفتح بوابات الاستثمار والرياضة والفنون إلى تعزيز الهوية، حتى أصبحت السعودية اليوم مصدر إلهام وفخر وقيمة عالمية لها وزنها وحضورها. وللمرة الأولى في التاريخ الحديث، يُكرَّم قائدٌ بهذا الشكل في الولاياتالمتحدة، ويتم الاحتفاء به على أعلى مستوى سياسي ودبلوماسي. لم يكن استقبالًا بروتوكوليًا عابرًا، بل كان تكريمًا استثنائيًا لقائد استثنائي. السعودية اليوم ليست مجرد دولة صديقة، بل دولة مؤثرة في ملفات الطاقة، الاقتصاد، التكنولوجيا، الأمن، والاستقرار العالمي، واشنطن تدرك تمامًا أن الأمير محمد بن سلمان هو مهندس التحول السعودي، وصاحب رؤية 2030 التي نقلت المملكة إلى صفوف الدول المتقدمة. وهو القائد الذي يقود الشرق الأوسط برؤية جديدة تقوم على السلام، الاستثمار، والنهضة الشاملة. لذلك كان الاحتفاء الأمريكي رسالة احترام للمملكة وتأكيد بلدور السعودية في قيادة المنطقة، ورسالة بأن العالم يرى في الرياض قوة صاعدة لا يمكن تجاوزها. هذه الزيارة التي تضع أسسًا جديدة لمرحلة سياسية دولية متقدمة وتعيد صياغة شكل التحالفات وتؤكد على قوة السعودية ووزنها، وتجسد اعتراف العالم بدورها قيادةً واقتصادًا وفكرًا ومستقبلًا، إنها زيارة تتجاوز حدود الجغرافيا، وتحمل تأثيرًا يمتد لعقود طويلة. كما أرّخت وخلّدت كتب التاريخ اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت وبقيت آثار تلك الزيارة محفورة حتى يومنا هذا، فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة تحمل نفس الوزن التاريخي، بل وأعمق، وستبقى مؤرّخة لمئات السنين كعلامة فارقة في مسار العلاقات السعودية الأمريكية، وكحدث يجمع بين الحكمة التاريخية والرؤية المستقبلية. إنها زيارة تاريخية في وقت استثنائي، زيارة قائد يعرف كيف يصنع لأمته مستقبلًا يليق بها، ويقود وطنه بثبات نحو مكانه الطبيعي في القمة لتكون هذه الزيارة أهم شراكة دولية في هذا القرن.