ضمن فعاليات مبادرة الشريك الأدبي، نظمت مكتبة «صوفيا» أمسية ثقافية بعنوان «حكايات من القلب» قدمتها الشاعرة مرفت فاروق غزاوي، وأدار الحوار الزميل بكر هذال. بدأ الأمسية المقدّم بكر هذال بترحيب الحضور وقال: في هذا المساء يزدان المكان بحضوركم، وأتمنى من خلال هذه الأمسية الجميلة أن نُلامس مشاعركم وأحاسيسكم، وأن نصل إلى قلوبكم، وسوف نعيش أجمل اللحظات مع مشاعر الوجدان، المشاعر الإنسانية، مع الحرف الجميل، مع الكلمة المؤثرة، مع الشاعرة مرفت فاروق غزاوي. ثم استهل بكر هذال بداية الحوار بالسؤال عن أهمية المشاعر الإنسانية في القلب.. وكانت إجابة الشاعرة مرفت بقولها: عندي رسالة في الحياة، رسالة الحب والسلام، وعندما نتحدث عن إحساس أو مشاعر الحب بشكل عام الإنسان بطبيعته في تكوينه جبل على الحب، ثم تدرج في حياته بالعيش في مؤثرات أخرى خارجية، قد تغيّر منظوره للحب، للمشاعر الإنسانية، أو الوجدانية تختلف. ثم طرح المقدم تساؤلاً ما الحب؟.. كيف يتكوّن؟.. أين يبدأ؟.. كيف ينتهي؟.. فكانت إجابة الضيفة: تجارب وحكايات البشر كثيرة على مر العصور وحتى زمننا الحالي لكن لم يتوصل أي أحد من معرفة التفسير الحقيقي والمعاني الواضحة لهذه الكلمة. لماذا نحب هذا الشخص بالذات؟! وما هي الإشارة التي تعطيها العين للقلب وتجعله يبدأ في الخفقان، وما هي هذه الرجفة التي تعترينا حين نرى أو حتى نفكر بمن نحب؟! هل هي المسافات؟!.. أو المدة.. وهل لهما التأثير على ذلك؟! أسئلة كثيرة، وتساؤلات لا تفسير لها، أرواح تتلاقى وتهيم مع أرواح تشبهها في عوالم خاصة بهم. وفي تساؤل آخر.. ماذا يفعل بنا الحب؟! كانت إجابة الشاعرة: إنه يجعلنا نحاول أن نكون أفضل، يبعث فينا الرغبة في الحياة و الاستمتاع بها، يبني لنا قصور السعادة نسكنها مع من نحب، إنه يحول الخيال لواقع، يجعلنا نهرب من الواقع إلى الخيال، ونجعله يتناسب مع أحلامنا، له حالات إيجابية، وأخرى سلبية فإما أن يسحبك للأعلى فوق القمم، وإما أن يلقي بك في الهاوية!!. ثم طرح المحاور لماذا يقولون الوقوع في الحب وليس الصعود؟ وكانت الإجابة: الوقوع في الحب لا أدري، لذا قالوا الوقوع وليس الصعود.. ربما لأنه في أغلب الأحيان يلازمه الإخفاق والنهايات الحزينة مثل الفراق والخذلان أيضاً الحرمان، كلها مشاعر ملازمة للحب والعاطفة، قال لي أحدهم جملة استوقفتني «يتغذى الحب على الحرمان» ولست أدري هل المعنى أن الحب يزداد كلما زاد الحرمان، أم أن الحرمان هو الأساس الذي يقوم عليه الحب؟!، وفي كل الحالات الحب هو العاطفة السامية التي تهذب النفس وترتقي بها، وتجعلها شفافة تحمل الخير وتزرعه في الدروب بلا قيد أو شرط، وتترك الحصاد للبشر كلهم، التصالح مع الذات، والنقاء الداخلي وصفاء النيّة سمات المُحبّ. والسؤال الأخير.. من أين يأتي الحُبّ؟.. من العقل؟.. أو من القلب؟.. بالطبع إن العقل هو المدير الأول والأخير، صاحب القرار، وما القلب إلا مضخة للدم، وتسارع الدقات عند الانفعال ناتج عن إفراز الجسم لبعض الهرمونات، ولكنهم الشعراء الذين أقنعوا الدنيا أن القلب هو مكان الحُبّ. وخلال الأمسية تم إهداء الحضور نسخ من كتاب ضيفة الأمسية الإصدار الجديد من مؤلفها: «لو أن لنا كرَّة» والذي تم تقديم بعض النماذج القصصية منه في الأمسية. بعد ذلك فتح بكر هذال باب المداخلات للحضور الذي تفاعل كثيراً مع موضوع الأمسية، وكان الحديث ذو شجون، ثم تحدث الزميل عبدالله الحسني، مدير تحرير الشؤون الثقافية بجريدة «الرياض»، قائلاً: في الحقيقة ما أجمل اللقاء عندما يحاور الشاعر شاعرة، يسير النقاش بشكل مشوق وممتع، وكان لقاء اليوم جميل، يتحدث عن الحب والعقل فقد استوقفني حديث مرفت من يغذي الحب العقل أم العاطفة؟.. وهو جدل قديم يتجدد، وأعتقد خلاف عاطفي وليس خلاف لغوي، وليس خلاف بيولوجيا، ولكن خلاف في فهمنا للعاطفة، وعلم النفس، والفلسفة الحديثة استطاعت أنها تقرب هذا المفهوم وتظهره في علاقتها المركبة حينما يبدأ الحب بشرارة تنطلق، ثم عملية تفسير معرفي، ثم ننتقل مرحلة اختبار هذه المعرفة، وأخيراً المصادقة والموافقة على هذه العلاقة بالقبول أو الرفض. جانب من الأمسية