في قلب جبل طويق وعلى بُعد نحو 40 كيلومترًا من العاصمة الرياض، تنبثق مدينة القدية كمشروع طموح يعيد تعريف مفهوم المدن الترفيهية والثقافية في المملكة، والتي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عام 2018، لتحويلها إلى مركز عالمي للترفيه والرياضة والثقافة. ومع نهاية العام الجاري 2025م تستعد مدينة القدية، أحد أبرز مشاريع رؤية السعودية 2030، لافتتاح أول أصولها الترفيهية الكبرى عبر تدشين متنزه «Six Flags مدينة القدية»، الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة، ويمثل الانطلاقة الفعلية للمدينة التي ولدت لتكون عاصمة الترفيه والرياضة والثقافة في المملكة. يمتد المتنزه على مساحة 320 ألف متر مربع، ويضم مجموعة من الألعاب والمعالم الترفيهية غير المسبوقة، تجمع بين التشويق والمغامرة في ستة عوالم غامرة صممت لتوفر تجارب لا تنسى للزوار من مختلف الأعمار، ويتميز المتنزه باحتضانه مجموعة من الألعاب الفريدة التي حطمت الأرقام القياسية العالمية، لتجعل منه وجهة لعشاق المغامرة والإثارة على مستوى العالم. وتمتد القدية على مساحة تتجاوز 376 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة ديزني لاند الأمريكية، ما يعكس حجم الطموح الذي يحمله المشروع. وتضم المدينة مجموعة متنوعة من المرافق، منها متنزهات ترفيهية عالمية، بالإضافة إلى حلبات سباق، ملاعب رياضية دولية، مسارح للفنون الأدائية، وأكاديميات للرياضة والفنون. وتضم مدينة القدية العديد من الوجهات الرئيسية إلى جانب «Six Flags مدينة القدية»، والتي تجمع بين الترفيه، والرياضة، والثقافة، لتشكل معاً مزيجاً فريداً من التجارب التي تتجاوز التوقعات وتلبي تطلعات الزوار من مختلف الفئات. ومن تلك الوجهات يبرز متنزه «أكواريبيا» المائي، أول متنزه مائي من نوعه في المملكة، يضم 22 لعبة وتجربة تتوزع على ثماني مناطق مستوحاة من الطبيعة السعودية، إلى جانب 81 كابانا فاخرة توفر تجربة استجمام فريدة. وتشمل الوجهات أيضاً متنزه «دراغون بول»، وهو المتنزه الترفيهي الوحيد في العالم المستوحى من السلسلة اليابانية الشهيرة، حيث تتحول الشخصيات الأسطورية إلى تجربة واقعية غامرة. وعلى صعيد الرياضة، تقدم القدية منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تعد الأولى من نوعها في العالم، وتجمع بين العالم الافتراضي والواقع، إلى جانب مضمار السرعة الذي يمثل نقلة نوعية في رياضة المحركات بفضل تصميمه الفريد ومنعطفه الشاهق المعروف باسم «ذا بليد» بارتفاع 20 طابقًا. وتتضمن الوجهات الرياضية كذلك إستاد الأمير محمد بن سلمان، التحفة المعمارية الواقعة على حافة جبل طويق، والمصمم لاستضافة أبرز الفعاليات الرياضية ومباريات كأس العالم 2034، إضافة إلى عالم مرسيدس-AMG للتجارب الاستثنائية، الذي يوفر تجربة تفاعلية لمحبي السيارات وسباقات الفورمولا 1. كما تضم القدية ملعب جولف عالمي المستوى يقع وسط جبال طويق، ويُعد الوجهة الرسمية لسلسلة فالدو في المملكة، إضافة إلى بطولات دولية كبرى، ليصبح من أبرز ملاعب الجولف في العالم. وفي الجانب الثقافي، يتألق مركز الفنون الأدائية كأيقونة معمارية مستقبلية على حافة جبل طويق، يقدم عروضًا حية مبهرة بإطلالة بانورامية على مدينة القدية، ليجسد التقاء الإبداع الفني بالجمال الطبيعي في مشهد فريد يعكس روح المشروع ورؤيته العالمية. الأثر والقيمة المضافة ولا تقتصر أهمية القدية على الترفيه فقط، بل تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. فهي تُعد رافدًا جديدًا لتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفر 300,000 فرصة عمل جديدة عبر أكثر من 200 نوع من الوظائف في مختلف القطاعات والصناعات طوال فترة تطوير المشروع، كما تُعطي القدية أهمية كبيرة لإقامة مسارات وظيفية ذات معنى لكلا الجنسين على حد سواء، وتسعى للاستفادة من السكان الشباب والموهوبين في المملكة. كما ستلبي المدينة احتياجات سكان المملكة في مجالات الترفيه والرياضة والثقافة، ما سيرفع من جودة الحياة ويوفر خيارات ترفيهية ورياضية وثقافية متعددة للسائحين الإقليميين والعالميين الذين ينشدون تجارب فريدة في هذه المجالات، فقد صُممت المدينة لتكون بيئة متكاملة تحتضن أكثر من 500,000 ساكن عند اكتمالها، وتوفر لهم نمط حياة نشطاً ومتنوعاً. حيث يركز التخطيط العمراني للقدية على الدمج بين المساحات المفتوحة، والمرافق متعددة الاستخدامات، مما يجعلها نموذجًا للمدن المستقبلية التي توازن بين الترفيه والاستدامة. وبهذا لا تعد القدية مجرد مشروع محلي، بل رسالة للعالم بأن السعودية قادرة على بناء مدن ذكية ومبتكرة، تُلبي تطلعات الأجيال الجديدة وتنافس على مستوى عالمي. وهي تجسيد حي لرؤية سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في تحويل المملكة إلى مركز عالمي للثقافة والرياضة والترفيه، وتأكيد على أن المستقبل يُبنى اليوم، في قلب الرياض.