على خارطة مطاعم الجاليات والمعتمرين، تبقى المطاعم الباكستانية، الأكثر حضوراً، وتحولت لاستثمارات ناجحة، بفعل ارتفاع الطلب، وسط تنافس محموم بين المستثمرين في القطاع. وتبقى مكةالمكرمة، بمركزها الديني، كقبلة للمسلمين ووجهة طوال العام في مواسم الحج والعمرة، المدينة الأكثر احتضاناً لمطاعم الجاليات، فجولة واحدة في مركزية أم القرى، وعلى طول الطرق المؤدية لمساكن الحجاج، وأسواق العمرة، تتناثر المطاعم الأفريقية والآسيوية، والتي تجتذب المعتمرين والجاليات من بوابة روائح ومذاقات الأطعمة التي تقدمها فمن المطاعم الإندونيسية، إلى المطاعم التركية، والجزائرية، واليمنية، والمصرية، والنيجيرية، تظل المطاعم الباكستانية الأكثر حضوراً بطابقين، وديكورات لافتة. ولا أدل على حجم الحراك التجاري الذي تعيشه المطاعم الباكستانية من أنها تقدم خدماتها لأكثر من سبع عشرة ساعة لتقديم ثلاث وجبات يومية. المطاعم ذاتها، تستقبل معتمري دول جنوب آسيا والجاليات المقيمة، بروائح البرياني، والدجاج المقلقل، والكباب، والعدس والفطائر. القاسم المشترك في رصد انطباعات المترددين من المعتمرين على المطاعم الآسيوية هي إشادتهم بارتفاع معايير السلامة الغذائية العالية، ووضوح أنظمة الجودة العالمية في إعداد الطعام وخدمة العملاء، والديكورات الفاخرة، والنظافة العامة، وتنوع وحداثة الأجهزة والأدوات المستخدمة في الطهي، وطرق التخزين والتغليف والتقديم، وسلامة العاملين، إضافة إلى تحكم الإشراف والرقابة الحكومية من قبل الجهات المختصة ووضوح الابتكار في صناعة الغذاء. محمد مجاهد "معتمر بنجالي" ألمح إلى أن تنوع الأطباق بنكهات التوابل التي يفضلها معتمرو دول جنوب آسيا مثل القرنفل والفلفل والكركم والقرفة، وتعدد مستوى الخدمات، وانتشارها في أحياء ما حول المنطقة المركزية، يجعل المطاعم الباكستانية خيار قوي. في ذات الاتجاه يرى حسين مجيب وزوجته ريفا أن أسعار المطاعم الآسيوية هي المناسبة مقابل الكميات المقدمة، إضافة إلى نجاح تلك المطاعم في توفير الأجواء العائلية المناسبة والديكورات الأنيقة للعائلات المعتمرة من الخارج وتحديداً من بنجلاديش وباكستان والهند وسريلانكا ونيبال والمالديف وسيرلانكا. مأمون رانا "متردد" ألمح إلى أن توافد قوافل المعتمرين والحجاج بشكل مركز على مكةالمكرمة، ووجود أعداد كبيرة من عمال الجاليات الباكستانية والهندية والبنجالية، جعل أم القرى من أهم المدن السعودية في عدد المطاعم الآسيوية وأضاف "وحقق تنمية وتطور كبير في الخدمات التي تقدمها وحولها لوجهة مهمة تجتذب فئات المعتمرين والجاليات المقيمة والعمالة. من جانبه كشف متابعون أن شركات العمرة والسياحة في دول جنوب آسيا، رفعت الطلب على المطاعم الآسيوية، من بوابة توقيع اتفاقيات الإعاشة لمواسم العمرة والحج. جولة الرياض كشفت أن ثمة ملامح واضحة تبرز المطاعم الباكستانية هي تكلفة التشغيل المنخفضة قياساً ببقية المطاعم العالمية، والأسعار التنافسية التي تقدمها، وتوفير ثلاجات للحلويات، وأفران داخلية لتقديم المخبوزات الآسيوية مباشرة للعملاء.