يحتل فريج أو حارة "سيالة" مساحة عميقة في ذهن كثير من أبناء الطرف بالأحساء خلال القرن الميلادي المنصرم، من هذا المنطلق جاءت رواية سيالة للكاتب عيد الناجم بمثابة إعادة الاعتبار للمكان وإبراز أهميته التاريخية والإنسانية من خلال السرد. وهو المكان اللي تتجمع فيه المياه بعد سقوط المطر، وسيالة بحد ذاتها توحي بالسيل أو الجريان وهذا يرمز إلى جريان الزمن والأحداث والذكريات اللي مرت على الناس والمكان رمز لحياة تتحرك وتاريخ يتغير وناس تركوا أثرهم في هذا الفريج. أحداث الرواية تقع في مزرعة في الأحساء حيث تتقاطع بساطة الحياة اليومية مع تراث عائلي أصيل. تفاصيل من الذكريات والحنين للماضي رائحة الخبز الأحمر وسقي النخلة ودخان الطبينة المتصاعد من سعف النخيل اليابس. وجلسات السمر وأحاديث الأجداد الممتلئة بالحكمة والقصص المنسية. تنقلب صفحات الرواية تدريجيا نحو مشاهد تاريخية مشوقة حين تبدأ معارك الملك عبدالعزيز لاستعادة الأحساء من العثمانيين واستعادة ملك آبائه وأجداده.. لكن الرواية تنطلق من منظور إنساني ورغبة أهالي الأحساء حيث تنطلق من عيون الفلاحين والدعاة والأمهات والفرسان الشجعان الذين جعلوا المقاومة وولاء الأرض ملموسا وحقيقيا. تتداخل رغبة الناس في استعادة أرضهم مع تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم وتعايشهم السلمي.. فترسم في قلب الألم ملامح المملكة التي نعرفها اليوم. الرواية تجسد فجر مرحلة تأسيسية في تاريخ المملكة وتحكي عن روح الوفاء والرغبة القوية والصادقة للملك عبدالعزيز وفرسانه وأهالي الأحساء في استعادة أرضهم من العثمانيين. سيالة رواية أدبية تسلط الضوء على حياة أهل الأحساء قديما وتبرز التعايش السلمي بين المذاهب في المجتمع، كما تتناول أحداثا تاريخية مثل دخول الملك عبدالعزيز للأحساء ومعركة كنزان.