منذ أكثر من أربعة قرون، تكونت بلدة الشعبة، شمال شرق الأحساء، وقبلها وجد جبلها التاريخي المتربع في الجزء الشرقي منها، منذ أن خلق الله الأرض، ليكون وتداً لها، وارتبط الجبل بموقعة تاريخية لا تنسى عام 1333هجرية، حينما انتصر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- على خصومه هناك، وسميت المعركة ب«معركة كنزان»، ومن هنا أخذ الجبل يعلو شاهقاً بهذا الانتصار، وأصبح مفاخرةً لأهالي المنطقة، خصوصا أهالي البلدة، وفي تسميتها بهذا الاسم عدة روايات ارتبطت بالمكان نفسه، ومن أهمها لتشعب الخير فيها. وشكل قرار أمانة الأحساء مؤخراً بتطوير الجبل وتحويله إلى متنزه تحت مسمى «متنزه الملك عبدالله للمغامرات»، منعطفاً مهماً في تاريخ البلدة، واستقبل الأهالي المشروع بفرحة عارمة، فهو يعطي بلدتهم وجهاً آخر، ويمكنه استقبال شروق الشمس من ناحية الجبل، بصورة أروع وأجمل، ولا تغفل الأمانة في تخطيطها للمتنزه أهمية أماكن العائلات هناك، مستثمرة ً قمته العالية، التي يصل ارتفاعها إلى 80 متراً. وأشار مواطنون إلى أهمية «متنزه الملك عبدالله للمغامرات» حال تشغيله فهو يشكل موقعا متكامل الخدمات يخدم أهالي محافظة الأحساء والبلدات والهجر التابعة لها وكذلك زوار المحافظة من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج العربي، مشيدين بدور أمانة الأحساء في سعيها المستمر بتطوير مختلف مواقع التنزه وتقديم افضل الخدمات للمواطنين والمقيمين.وذكر محمد الصالح، الشعبة مستمرة بالتوسع في رقعتها الجغرافية، لتتخطى حدود ما وراء الجبل، وتحيط بها النخيل من كل جانب، ودرج أهلها على التعايش الاجتماعي، فكان الأجداد في ضنك المعيشة، يتقاسمون التمر واللبن، وما تنتجه حقولهم، لا فرق، فالكل سواسية في الحب والألفة والإخوة، ولأن طبيعة القرى تساعد أهلَها على الفلاحة، فقد فضل كثيرون منهم قديماً صداقة الحقول، والعمل فيها، بعيدا عن الأعمال التجارية، بيد أنه مع اكتشاف النفط، التحق كثيرون من أهالي البلدة بشركة أرامكو، واختار الآباء لأبنائهم التعليم أولاً، ونتج عن ذلك مئات الموظفين في القطاعين العام والخاص. وقال عيسى الناظر: رغم مساحة البلدة الشاسعة، إلا أنها في عشر السنوات الأخيرة، تكاد تكون فضاءاتها مغلقة، ولم يعد هناك أراضٍ بانتظار بيعها، وسبب ذلك يتمثل في النمو السكاني المطرد. ونوه بدور الأمانة في توفير مختلف الخدمات للمواطنين. وقال العمدة سالم الرويشد: التعليم كان في البلدة، منذ عشرات السنين، وأنشأت الدولة بها أكثر من 11مدرسة للبنين والبنات، وهذا العدد يتطور حسب الحاجة والزيادة السكانية، التي وصلت إلى 26 ألف نسمة، ولعل أقدم المدارس هي مدرسة الشعبة الابتدائية التي أنشئت قبل عام 1374ه، وتخرج فيها علماء دين، ومشايخ، ومعلمون ومهندسون وأطباء، وكان للشيخ أحمد المسيب، الذي تسنم زمام إدارة المدرسة لأكثر من 30 عاماً، دور كبير في التفوق العلمي للطلاب، فهو من أهالي البلدة نفسها، وإمام جامع الشعبة، فكان لصوته وهو يقرأ القرآن في الصلوات الخمس، تأثير واسع على نفوس طلابه، الذين يسمعونه في تلك الأوقات، ولم يكن مديراً فحسب، بل كان أيضا، مربياً فاضلاً.