أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن قائمة الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية ضمن الدورة الخامسة التي ستُقام في البلد - جدة التاريخية خلال الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر المقبل. وتتنافس هذه الأفلام على جوائز اليسر المرموقة التي تُمنح تقديرًا للتميّز السينمائي، وسط حضور دولي متنوع يجمع أبرز الأصوات السينمائية الصاعدة والراسخة من العالم العربي وآسيا وأفريقيا. تحتفي المسابقة هذا العام بتعدد المدارس السينمائية بين الأفلام الروائية والوثائقية والتحريك، مقدّمة طيفًا واسعًا من الرؤى والأساليب التي تعبّر عن الإنسان في سياقات ثقافية متباينة. وتُجسّد هذه الاختيارات لغة سينمائية مبتكرة وسردًا إنسانيًا عميقًا يربط بين المحلي والعالمي، ليكون المهرجان منصة تحتفي بقوة القصص وتأثير الصورة في آنٍ واحد. وتضم قائمة المسابقة سبعة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، من أبرزها فيلم «هجرة» للمخرجة شهد أمين، الذي يمثل المملكة في سباق جوائز الأوسكار، إلى جانب فيلم «نجوم الأمل والألم» للمخرج سيريل عريس، الممثل الرسمي لدولة لبنان في الأوسكار. كما تشارك المخرجة زين دريعي بفيلمها الطويل الأول «غرق»، إضافةً إلى فيلم «رقية» للمخرج يانيس كوسّيم المستند إلى أحداث «العشرية السوداء» في الجزائر. تتألق المسابقة أيضًا بعروض عالمية وإقليمية أولى، أبرزها العرض العالمي الأول للفيلم الروائي «بارني» للمخرج محمد شيخ، والمصوَّر في الصومال، والذي يتناول قصة اختفاء فتاة صغيرة وما يكشفه البحث عنها من روابط إنسانية عميقة. كما تُعرض إقليميًا أفلام «موسمان، غريبان» للمخرج شو مياكي الحائز على جائزة «الفهد الذهبي» في لوكارنو، وفيلم «أرض ضائعة» للمخرج أكيو فوجيموتو، أول فيلم يُقدَّم باللغة الروهينغية، إضافة إلى الفيلم الفلسطيني «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس، الذي يتتبع قصة فتى ينجرف إلى احتجاج في الضفة الغربية من منظور والدته. ومن بين المشاركات اللافتة كذلك الفيلم المصري «The Stories» للمخرج أبوبكر شوقي، والفيلم العراقي «إركالا: حلم كلكامش» للمخرج محمد جبارة الدراجي، بجانب الفيلم الكيني الوثائقي «تراك ماما» الذي يحتفي بشجاعة الأمهات العاملات في ظروف صعبة. يقدم البرنامج السينمائي هذا العام بانوراما تعبر عن الهوية الثقافية العالمية من خلال أفلام تتناول قضايا إنسانية كالهجرة، والضياع، والبحث عن الذات، والعدالة، والذاكرة. وتشمل القائمة أفلامًا من كوريا الجنوبية مثل «عالم الحبّ» ليون غا-أون، وفيلم الرسوم المتحركة الموجّه للكبار «الله ليس مُلزمًا» للمخرج زافين نجّار المقتبس من رواية الكاتب أحمدو كوروما. كما يبرز الحضور العربي من خلال أعمالٍ تتقاطع مع الواقع السعودي، مثل «هجرة» و»غرق» و»رقية»، بما يعكس تطوّر الصناعة السينمائية في المملكة وتنامي حضورها في الساحة الدولية. وفي تعليق له، قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي في المهرجان: «نواصل هذا العام توسيع آفاق السينما العربية عبر مسابقة تحتضن أعمالًا تنبع من بيئاتها المحلية وتحمل في جوهرها حسًّا إنسانيًا عالميًا. ويسعدنا أن نحتفي من خلالها بإبداعات المنطقة، ومن بينها الفيلم السعودي هجرة، ضمن مجموعةٍ تعيد رسم سردنا الجمعي عن الصمود والهجرة والهوية والتحول». من جانبها، أوضحت فين هاليغان، مديرة البرنامج السينمائي الدولي، أن اختيارات هذا العام تعبّر عن موضوعات إنسانية مشتركة تتراوح بين الضياع والاكتشاف والبحث عن الذات، مؤكدةً أن المهرجان يهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب عبر لغة السينما، وإبراز الطاقات الإبداعية الجديدة التي تعيد تعريف الفن السابع. بهذا الزخم الفني والثقافي، يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي دوره كمحطة رئيسة لصُنّاع الأفلام العرب والعالميين، حيث يجمع بين الأصالة والانفتاح، ويمنح منصة للإبداع المتنوع الذي يعكس روح جدة التاريخية كملتقى للحضارات والفنون. ومع منافسة 16 فيلمًا من العالم العربي وآسيا وأفريقيا، يتجدد الوعد بأن تكون جوائز اليسر هذا العام مرآةً لثراء التجربة السينمائية الإنسانية واتساع آفاقها عالميًا.