تنطلق يوم الاثنين المقبل بالعاصمة العراقية فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي في دورته الثالثة بمشاركة أكثر من 140 فيلمًا سعوديًا وخليجيًا وعربيًا، بالإضافة إلى عدد من الأفلام الأجنبية التي أغلبها لم يسبق عرضها في العالم العربي. المهرجان الذين ينطلق في الثالث من شهر أكتوبر المقبل ويستمر إلى السادس من الشهر نفسه، سيشهد إقامة العديد من الفعاليات المتنوعة، منها عقد ندوات متخصّصة مثل ندوة عن: "اتجاهات السينما الألمانية المعاصرة"، وندوة أخرى عن: "السينما المستقلة في العراق والعالم العربي"، فيما يقام على هامش المهرجان معرض بغداد العالمي للتصوير الفوتوغرافي. وأوضح مدير المهرجان طاهر علوان أن الأفلام المشاركة ستتنافس على مسابقات المهرجان الثلاث للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، ويشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 8 أفلام، أما المسابقة الرسمية للفيلم القصير فتم اختيار 25 فيلمًا، وعدد مقارب في مسابقة الفيلم الوثائقي. وأشار علوان إلى استحداث قسم خاص في هذه الدورة تحت عنوان "مخرجات من العالم العربي" هدفه إبراز إبداع السينمائيات من مختلف البلدان العربية، حيث ستشارك أكثر من 20 مخرجة عربية، ومن المؤمل أن تؤسّس هذه الدورة من المهرجان لتقليد يحتضن إبداع السينمائيات العربيات. كذلك يخصّص المهرجان للمرة الأولى قسمًا لشباب السينما العراقية وذلك من خلال قسم "آفاق جديدة" حيث يتنافس أكثر من 30 فيلمًا عراقيًا في هذا القسم، مع تخصيص المهرجان قسمًا لأفلام حقوق الإنسان بعنوان "صورة إنسان" بمشاركة أفلام من مختلف أنحاء العالم. واختتم طاهر حديثه بالإشارة إلى أن جمهورية ألمانيا الاتحادية ستكون ضيف الشرف لهذه الدورة، وستقام تظاهرة كبيرة للسينما الألمانية تتضمن بانوراما واسعة من الأفلام الألمانية وستدخل أفلام ألمانية أخرى في المسابقات الرسمية للمهرجان، كما ستقام حلقة دراسية عن تاريخ وأساليب السينما الألمانية. برنامج المهرجان يتضمن المهرجان ثلاثة مسابقات عراقية هي: مسابقة الفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم الوثائقي، ومسابقة الفيلم القصير. ومن الأقسام الأخرى في المهرجان: "قسم بانوراما": ويُخصص لعرض أفلام سينما البلد الضيف في كل دورة المهرجان. وقسم آفاق جديدة: وهو مخصص للتجارب السينمائية الشابة والواعدة للمخرجين العراقيين الشباب. وقسم "ألوان العراق": وهو مخصّص للأفلام العراقية للأقليات كالأكراد والتركمان وغيرهم. وقسم " صورة إنسان": وهو مخصص للأفلام التي تتناول قضايا حقوق الإنسان سواء في العراق أو في الوطن العربي والعالم. وقسم "عراقيات خلف الكاميرا" وهو قسم خاص لتشجيع السينمائيات العراقيات. معرض الصور الفوتوغرافية: وهو أفق مفتوح للمصورين الفوتوغرافيين لكي يقدموا أعمالهم تحت عنوان "بغداد تنهض من جديد". وستتولى لجنة تحكيم متخصّصة اختيار الأفلام الفائزة ومنح الجوائز الأولى والثانية والثالثة لأفضل الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والقصيرة. وهنالك جوائز أخرى ستمنح وهي: جائزة أفضل فيلم عن مدينة بغداد- جائزة أفضل سيناريو- جائزة أفضل إنتاج جائزة أفضل إخراج- جائزة "الآفاق الجديدة" لأفضل سينمائي عراقي شاب- جائزة "ألوان من العراق" لأفضل فيلم من أفلام الأقليات- جائزة "صورة إنسان" لأفضل فيلم يتناول قضايا حقوق الإنسان- جائزة أفضل مخرجة عراقية ضمن تظاهرة "عراقيات خلف الكاميرا". أفلام سعودية وخليجية تشارك ثلاثة أفلام سينمائية سعودية ضمن فعاليات مهرجان بغداد، وهذ الأفلام الثلاثة هي: فيلم "القندرجي" للمخرجة عهد كامل، وفيلم "شروق غروب" للمخرج محمد الظاهري، وفيلم "عايش" للمخرج عبدالله آل عياف. ومن الكويت يشارك كل من المخرج عبدالله بوشهري بفيلمه "ماي الجنة"، والمخرج مقداد الكوت بفيلم "شنب". ومن الإمارات فيلمين طويلين، هما: "دار الحي" للمخرج علي مصطفى، وفيلم "الدائرة" للمخرج نواف الجناحي، كما تشارك السينما الإماراتية بفيلمين ضمن الأفلام الوثائقية، والفيلمان هما: "حمامة" للمخرجة نجوم الغانم، وفيلم "أحلام تحت الإنشاء" للمخرج معاذ بن حافظ، وأما على مستوى الأفلام الإماراتية القصيرة فتشارك المخرجة راوية عبدالله بفيلم "غيمة أمل"، والمخرج خالد المحمود بفيلم "سبيل"والمخرجة نايلة الخاجة بفيلم "ملل"، وفيلم المخرج جمال سالم "موت بطيء". وفي فئة الأفلام القصيرة يشارك فيلم "آخر ديسمبر" للمخرج حمد الحمادي، وفيلم "الفيلسوف" للمخرج عبدالله الكعبي. وتشارك البحرين بفيلمين هما: "سلاح الأجيال" للمخرج محمد جاسم، وفيلم "كناري" للمخرج محمد راشد بوعلي. ومن سلطنة عُمان تشارك الفيلمين: "تسريب" للمخرجين أمجد بن عبدالله بن أحمد الهنائي وخميس بن سليم سعيدي، وفيلم "بهارات" لعامر الرواس. ومن قطر يشارك فيلم "دمي- بلية" للمخرج فيصل آل ثاني. ومن اليمن تشارك المخرجة خديجة السلامي بفيلمها "الوحش الكاسر". أفلام عربية من الأفلام العربية التي ستشارك في مهرجان بغداد، الفيلم الجزائري "رحلة إلى الجزائر" للمخرج الجزائري المقيم بباريس عبدالكريم بهلول، وسيشارك هذا الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. يحمل الفيلم قصة واقعية وإنسانية مؤثرة، إذ تقع الأحداث في إحدى المدن الجزائرية في عام 1962 أبان الاحتلال الفرنسي للجزائر. ومن الأفلام العربية الجديدة التي ستشارك في مهرجان بغداد، الفيلم المصري "18 يوم" الذي ساهم في إخراجه عشرة مخرجين ومخرجات عن أحداث الثورة المصرية من خلال عشرة أفلام قصيرة عبّرت عن عشرة وجهات نظر ومعالجات مختلفة. حيث قام كل مخرج بإخراج فيلم قصير يعرض فيه تفصيل محدد وأحداث محددة من أحداث الثورة المصرية، وسيُعرض الفيلم للمرة الأولى في العالم العربي بعد عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي. فما بين 25 يناير و11 فبراير ثمة 18 يومًا هي تلك الأيام التي حملت مخاض الثورة وشهدت ولادة حلم وحقيقة في آن واحد من خلال الثورة المصرية. من هذا كله التقى عشرة مخرجين ومخرجات وحوالي عشرين ممثلًا وممثلة وستة كتّاب للسيناريو وثمانية مدراء تصوير وثمانية مهندسي صوت وغيرهم من الفنانين والفنيين نزلوا إلى الشارع المصري ومن دون ميزانية أطلقوا العنان لكاميراتهم لتصوير مصر الثورة. يقدم الفيلم قصصًا إنسانية عميقة ومؤثرة ترصد الثورة وأبعادها وتكوّنها ومخاضاتها وأجوائها وشخصياتها. مخرجو ومخرجات الفيلم العشرة هم: شريف عرفة، وكاملة أبو ذكري، ومروان حامد، ومحمد علي، وشريف البنداري، وخالد مرعي، ومريم أبو عوف، وأحمد عبدالله، ويسري نصر الله، وأحمد علاء. يحمل الفيلم عشر قصص متتابعة أو يمكن القول أنها عشرة أفلام في فيلم واحد اتجهت كلها إلى رصد ما لم يره كثيرون في ظل حمى الثورة وتشكّلها. ومن الأفلام العراقية التي ستشارك في المهرجان، الفيلم العراقي الأسباني الوثائقي "وداعًا بابل" للمخرج العراقي عامر علوان وهذا الفيلم سيشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان بغداد (الأفلام الوثائقية) وتدور أحداثه عن جندي أميركي في أحد المعسكرات الأمريكية بمحافظة بابل، والذي كان يعتقد أن مهمته هي تحرير العراق والعثور على أسلحة الدمار الشامل وبناء الديمقراطية لكنه وبمرور الوقت اكتشف الأسباب الحقيقية لهذه الحرب، وبعد سنة من الخدمة العسكرية في بغداد أدرك عبثية هذه الحرب ولا جدواها وعاد إلى أمريكا محبطًا. وتشارك السينما اللبنانية في مهرجان بغداد بعدد من الأفلام ضمن المسابقات الرسمية للمهرجان، وهذه الأفلام تتحدث عن الحرب اللبنانية، ومنها: فيلم "ملاكي" للمخرج خليل زعرور، والذي يتحدث عن مأساة المفقودين في الحرب الأهلية وموضوع الأبرياء من المدنيين الذين تعرضوا للاختطاف وفُقدوا أبان الحرب الأهلية اللبنانية، ويقدم ست قصص لست من السيدات اللبنانيات اللواتي فقدن أعزائهن في الحرب الأهلية. وهناك فيلم "بالروح بالدم" للمخرجة كاتيا جرجورة، ويشارك في المسابقة الرسمية للفيلم القصير. ويعتبر هذا الفيلم هو الأول للمخرجة جرجورة في الأعمال الروائية، بعد عدد من الأفلام الوثائقية، واختارت أن تروي عبر هذا الفيلم حكاية جيل أمتهن الحرب بالوراثة، حيث تحكي المخرجة في عملها الجديد قصة فارس (فادي أبي سمرا) الذي كان عضوًا سابقًا في إحدى الميليشيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية وها هو بعد 19 عامًا على نهاية الحرب يتألم لرؤية ابنه (رامي أبو حمدان) وهو يقترب من دوامة العنف نفسها. أفلام عالمية من الأفلام العالمية التي ستشارك في مهرجان بغداد السينمائي الدولي، الفيلم البلجيكي "22 مايو" للمخرج كوين مورتييه، والذي سيشارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وهذا الفيلم مصنوع حديثًا وسيُعرض للمرة الأولى في العالم العربي ومتزامنًا مع عرضه في دور السينما الأوربية بعد مشاركته مباشرة في مهرجان تورنتو، وهو من تمثيل: سام لويك، وتيتوس دي فوفت، وباربارا كاليواريت، ويان هامينكر. يحكي الفيلم موضوعًا مهمًا وحساسًا، وهو موضوع العمليات الإرهابية، وينحو الفيلم منحى إنسانيًا عميقًا ومؤثرًا، ويتابع مضاعفات العملية الإرهابية بحميمية ملفتة للنظر. يذكر أن المخرج كوين مورتييه هو منتج وكاتب سيناريو ومخرج سبق وأخرج وأنتج العديد من الأفلام القصيرة والطويلة التي شاركت في العديد من المهرجانات وهذه أول مشاركة له في مهرجان عربي. كما أعلن المهرجان عن مشاركة المخرج الألماني التركي فاتح اكين بفيلمه "مطبخ الروح" في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل. يعد هذا الفيلم الأحدث من بين أفلام المخرج الكبير، وواحدًا من روائع أفلامه التي تمزج ما بين الحس الكوميدي والعرض الإنساني العميق وذلك بتناوله جوانب من حياة المهاجرين ومفارقات حياتهم، وهو من تمثيل: آدم بوسدوكوس، وبيرول يونيل، ومورتيز بيلبيترو، وآنا بيديرك. هذا الفيلم يحمل الكثير من الأبعاد الإنسانية والتفاصيل الحياتية الصغيرة والمفارقات الدرامية التي تحيط بالشخصيات الرئيسية، وسبق وأن حاز على إحدى جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي. كما يعرض مهرجان بغداد الفيلم الألماني "حيوات الآخرين" للمخرج فلوريان سمارك ضمن برنامج بانوراما الدولة ضيف الشرف جمهورية ألمانيا. هذا الفيلم سبق وأن حاز على العديد من الجوائز العالمية، و تقع أحداثه في بداية عام 1980، حيث يعيش المؤلف المسرحي الشهير (جورج دريمان) ورفيقة دربه الممثلة الشهيرة ( كرستا- ماريا سيلاند) مع العديد من نجوم الثقافة فيما كان يُعرف رسميًا ب "ألمانياالشرقية"، وهما ليسا مواليين تمامًا لخط الحزب الرسمي. وفي إحدى المناسبات يُعجب وزير الثقافة بالممثلة كرستا وهنا يقوم المخبر السري ويسلير بمراقبة حياة كرستا وصديقها دريمان وتدفع طبيعة حياتهما الرقيب السري إلى أن يندفع أكثر في مهمته. أفلام وثائقية انطلاقا من حرص مهرجان بغداد السينمائي الدولي بأن يكون فضاء سينمائيًا للتعريف بقضايا حقوق الإنسان والحريات، يستضيف المهرجان عددًا من الأفلام الوثائقية العالمية المهمة التي تتحدث عن هذه الموضوعات، في إطار تشجيع عموم السينمائيين في العالم العربي لإعطاء قضايا الحريات الفردية أهمية خاصة. من هذه الأفلام الفيلم الوثائقي "تحرير سيلفيا بارالديني" للمخرجة مارجو بيلتيير المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية وفي قسم صورة إنسان، وهو يروي قصة السجينة السياسية السابقة سيلفيا بارالديني التي يُلقى القبض عليها في الولاياتالمتحدة بعد خمسة عشر عامًا من النضال السياسي وذلك في عام 1982 وحكم عليها بالسجن 43 عامًا، ولكن قصتها سرعان ما انتشرت خاصةً في أوساط نشطاء حقوق الإنسان والتيارات السياسية الثورية وخاصةً الأفارقة الأمريكان والقادمين من أمريكا اللاتينية الذين يتحدون للدفاع عن قضيتها فتتحول إلى قضية رأي عام ضد السلطات الأمريكية. كما يشارك الفيلم الوثائقي البريطاني "الحب والموت" للمخرج التونسي جمال دلالي ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية لمهرجان بغداد، وهذا الفيلم يروي قصة مؤثرة حول ما عُرف ب"الموت الرحيم"، حيث ما يزال الجدل حول القتل الرحيم مثارًا، وثمة جدل حاد في بريطانيا حول هذا الموضوع بسبب الحدود القانونية والأخلاقية. يروي الفيلم جانبًا من الحياة اليومية ل "ديبي بيردي" التي أصيبت بمرض التصلب العصبي المتعدد في عام 1995 وعملها المتواصل لاستصدار قانون يجيز لزوجها "عمر" بمساعدتها على الانتحار.
