أكد الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي عبدالرحمن الخيران ل«الرياض» أن الدايت النفسي يسبق الدايت الغذائي، مشددًا على أن أي نظام صحي يبدأ من العقل قبل المعدة. وأوضح الخيران أن كثيرين يلتزمون بأدق الأنظمة الغذائية، بينما يواصلون في الوقت نفسه إطعام عقولهم بالقلق والمقارنات ولوم الذات، معتبرًا أن «هنا يكمن الخلل»، لأن الجسد – كما يقول – «لا يزدهر في بيئة مشحونة بالتوتر». وأشار إلى أن الدايت النفسي هو البداية الحقيقية لأي توازن صحي، إذ يقوم على التوقف عن تغذية الذات بأفكار سامة، والتدرّب على الصبر على التغيير دون قسوة أو جلد للذات، مؤكدًا أن تنظيف الداخل أهم من ترتيب الثلاجة. وبيّن الخيران أن الخطوة الأولى نحو هذا التوازن تبدأ بتخفيف المشاعر الثقيلة مثل الخوف والغيرة والإحباط، وتقليل متابعة الأشخاص الذين يثيرون الشعور بالنقص، مقابل إضافة ما يغذّي الروح من هدوء وتأمل وامتنان. وأضاف أن الدايت النفسي «لا يعني التجاهل، بل الوعي»، وأن كل فكرة سلبية تستهلك من طاقة الفرد كما تفعل الوجبة غير الصحية، مؤكدًا أن الجسد لا يلتزم بنظام غذائي لا يقتنع به القلب. واختتم الخيران حديثه بالتأكيد على ضرورة العناية بالعقل كما يُعتنى بالجسد، لأن «الغذاء الحقيقي هو ما يُمنح للروح من طمأنينة»، داعيًا إلى بدء دايت نفسي يقوم على الابتعاد عن المقارنات والاقتراب من السلام الداخلي... «وسيتبعك جسدك شاكرًا ومتوازنًا».