تتزايد مؤشرات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على جنوبلبنان وعمق أراضيه، بالتزامن مع مطالب أميركية متكررة للحكومة اللبنانية باتخاذ خطوات فعلية لنزع سلاح الحزب المدعوم من إيران. وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب على طول الحدود الشمالية، تحسبًا لمواجهة محتملة، على خلفية معلومات استخباراتية تشير إلى تحركات ميدانية مكثفة لحزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، لاسيما وحدة "الرضوان" التي فقدت عددًا من قادتها خلال مواجهات العام الماضي. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الحزب يعيد نشر منظومات دفاعية في مناطق عدة، من بينها شمال نهر الليطاني والبقاع وجنوببيروت، فضلاً عن محاولات لاستخدام أسلحة مخزنة في مواقع سبق أن تعرضت لقصف إسرائيلي. في السياق ذاته، كثّف الجيش الإسرائيلي استهدافه للجرافات والحفارات في الجنوباللبناني، معتبرًا أنها تُستخدم في أعمال يراها مخالفة لقرار مجلس الأمن 1701، وتمسّ بأمن الحدود الشمالية. وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية استمرار العمليات الوقائية بوتيرة متسارعة ضد ما وصفته بمحاولات "إعادة تأهيل البنية العسكرية لحزب الله"، مشددة على أن التصعيد مرهون باستمرار "التهديدات". ويأتي هذا التطور في وقت حدّدت فيه إسرائيل نهاية العام الجاري كمهلة نهائية لتجريد الحزب من سلاحه، وهو ما أعاد إلى الواجهة مخاوف جدية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية مفتوحة قد تطال لبنان بأسره، وسط تعقيدات إقليمية متزايدة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس قد هدّدا، في تصريحات أمس، بعدم السماح لحزب الله بفرض معادلة أمنية جديدة على الحدود، مشيرين إلى أن "أمن الشمال غير قابل للتفاوض".