كرة القدم قوة ناعمة، والثقافة قوة ناعمة، والأولى تظفر أنديتها بأعضاء شرف، والثانية مؤهلة بعد رسوخ قدمها لأن يكون لها أعضاء شرف. إحدى عشرة هيئة تحظى تخصصاتها باهتمام واسع من قبل رجال أعمال ومهتمين، والدليل على هذا الاهتمام ما نراه من صالونات أو ديوانيات تقام فيها فعاليات وأمسيات وورش تلتقي في محتواها مع اهتمام هيئة من هيئات وزارة الثقافة، وأصحاب هذه الحواضن يقومون بشكل كامل بالإدارة والدعم المالي والدعائي لها، فبالإمكان استقطاب أصحابها كأعضاء شرف داخل الهيئة الأقرب لاهتمامهم مع إعطاء فرصة للتنوع في طرح هذه الحواضن دون حصرها على تخصص هيئة واحدة ما دامت هذه الأنشطة داخلة تحت مظلة وزارة الثقافة أو حتى خارج اهتمامها المباشر ما دام النشاط يندرج ضمن مفهوم الثقافة العام. عضوية الشرف في هيئة من هيئات وزارة الثقافة تمنح صاحبها القرب من خططها ومشاريعها وتطلعاتها، وتعطيه الحق في مناقشة الأفكار والمواضيع المطروحة، وهذه العضوية أداة تقريب بين المهتمين والهواة والمؤسسة المهنية المختصة، وتجعل من هذا العضو جزءاً من المنظومة. كما أن العضوية تمكن من إيجاد مصادر مالية وفكرية إضافية توسّع من دائرة انتشار المشهد الثقافي مع احتفاظ الهيئة المعنية بدورها الإداري والفني الكامل من أجل توحيد الرؤية والتوجه والأهداف. وبالتأكيد إن عضوية شرف هيئة ثقافية لا تتطابق تماماً مع عضوية شرف نادٍ رياضي، ولكنه لا يختلف من حيث الفكرة المتمثلة في تقديم دعم وخدمة ذات قيمة حقيقية وملموسة من قبل عضو الشرف الذي يحصل بالمقابل على مميزات وفرص موازية لما يقدمه، وكل هذا يكون وفق قواعد تنظيمية وتشريعات مؤسسية واضحة وإجراءات سريعة وناجزة تتوافق مع طبيعة رؤية وزارة الثقافة المبنية على الرؤية الوطنية العامة للمملكة العربية السعودية المتمثلة في رؤية المملكة 2030. الثقافة قوة ناعمة مؤثرة، واستحضار الأفكار من مصادر متعددة وتوظيف المناسب منها في الجانب الثقافي أمر مهم، ويسهل توليد أفكار متنوعة ومتعددة ومتتابعة، ويتوافق مع طبيعة الثقافة المتغيرة والمتجددة، ويضم أعضاء جدد وأفكار جديدة إلى المشهد الثقافي من خلال نتائج متولدة عن حالة عصف ذهني متواصل، فالثقافة حالة من التجدد والابتكار في الأساليب والطرق مع حفاظها على قواعدها وأسسها التي ترتبط بالمجتمع وبنائه الثقافي وبنائه الاجتماعي، وموقعه الحضاري، والنقطة التي تصل إليها القوة الثقافية ليست نقطة النهاية وإنما نقطة بداية جديدة لعطاء ثقافي قادم، ويمكن القول إن نقطة الصفر في البحث العلمي، وهي النقطة التي يحددها الباحث لينطلق منها؛ هي نقطة صفر دائمة في الحالة الثقافية. تختلف في طبيعتها ولكنها تشكل حالة تحدٍ متجدد، وتؤكد على أن الوصول يعني وصول آخر، والنجاح يعني نجاح مرتقب. الثقافة عجلة لا تتوقف، ولهذا تحتاج إلى تثبيت قواعد صلبة، وهذا ما حدث فعلاً من خلال جهود وزارة الثقافة في ترسية قواعد الثقافة السعودية وركائزها المتجذرة، وأما الجانب الآخر فلا يتوقف وهو مرتبط بالابتكار والإبداع والتجدد والتجديد والبناء على تلك القواعد.