كشف رئيس جمعية الإعلام السياحي والباحث في الإعلام السياحي خالد آل دغيم عن وجود عجز يتجاوز 70 % في الكوادر الإعلامية السياحية المتخصصة من الجنسين على مستوى المملكة، واصفًا ذلك بأنه تحدٍ كبير ينعكس على جودة المحتوى السياحي وقدرة المملكة على الترويج الاحترافي لوجهاتها، مبيناً أن نسبة العجز في المتخصصين بالإحصاء السياحي تصل إلى 90 %، مما يتطلب تحركًا جادًا من المؤسسات التعليمية والتدريبية والقطاعين العام والخاص لسد هذه الفجوة. وأوضح آل دغيم أن الإعلام السياحي بات اليوم أداة استراتيجية في التأثير على قرارات السائحين حول العالم، لكنه ما يزال يعاني من نقص الكفاءات القادرة على بناء سردية وطنية جاذبة ومحتوى احترافي يعكس مقومات المملكة الفريدة. وقال: «المرحلة المقبلة تستوجب استثمارًا نوعيًا في تأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية، وتمكينها من أدوات العصر لصناعة محتوى سياحي مؤثر ومقنع». وفي سياق حديثه، أكد آل دغيم أن منطقة الرياضوعسير تُعد الأكثر تفوقًا في الإعلام السياحي على مستوى المملكة، حيث شهدت وأسهمت تجاربها في تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن السياحة السعودية. في المقابل، لا تزال بعض المناطق مثل الحدود الشمالية، الجوف، ونجران وجازان تواجه تحديات في هذا المجال نتيجة قلة الكوادر الإعلامية السياحية وضعف المبادرات التدريبية. وقال: «نحن بحاجة إلى جيل جديد من الإعلاميين يكتب قصة السياحة السعودية باحترافية، ويصنع محتوى يُقنع العالم بأن المملكة وجهة متنوعة، آمنة، وغنية بالتجارب الإنسانية والثقافية والبيئية». خالد آل دغيم الذي أسس أول مركز إعلامي سياحي في منطقة عسير عام 2001م أشار إلى أن ما تحقق في عسير لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية مبكرة وجهود متراكمة بدأها الأمير خالد الفيصل عندما قاد مشروع «عسير وجهة سياحية أولى» قبل أكثر من 55 عاماً، ومهدت لاستراتيجية تطوير منطقة عسير، لتكون وجهة عالمية طوال العام وتسهم في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة مستقطبة أكثر من 10 ملايين زائر من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030 موضحاً أن عسير لعبت دور المختبر الأول في صياغة نموذج إعلام سياحي سعودي، كان يُبنى بإمكانات بسيطة وإرادة عالية، وساهم لاحقًا في تقديم تجربة سعودية عربية عكست أصالة المكان وإنسانه. ودعا إلى ضرورة توثيق هذه التجربة كذاكرة وطنية، لأنها تمثل مرحلة مفصلية في مسيرة التنمية السياحية في المملكة. وشدد آل دغيم على أن الإعلام السياحي اليوم لم يعد مجرد تغطيات أو محتوى ترويجي، بل هو رافعة اقتصادية وتنموية تُسهم في تشكيل الوعي المجتمعي، وجذب الاستثمارات، وتعزيز دور السياحة كأحد القطاعات الرئيسة في الاقتصاد الوطني، مؤكداً على أن «الإعلام هو الوجه الآخر للسياحة؛ يصنع القصة، ويُعرف بالمكان، ويقنع الزائر. ال دغيم وثق تجربة عسير كنموذج رائد في السياحة واستعرضها من منصة محلية إلى نموذج عربي، ضمن مناشط جامعة ادول العربية، وفي عدة وجهات عربية سياحية. عسير لعبت دوراً أساسياً في صياغة نموذج إعلام سياحي سعودي