شهدت مدينة أم درمان، الواقعة شمالي العاصمة السودانية الخرطوم صباح الأربعاء، سلسلة من الهجمات الجوية نفذتها طائرات مسيّرة استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوداني، وفقًا لشهادات ميدانية. وذكرت صحيفة "الراكوبة نيوز" السودانية أن الهجمات التي وقعت في ساعات الفجر الأولى تسببت في اندلاع حرائق واسعة وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان في عدد من الأحياء، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين. ولم يتم بعد تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه الغارات، كما لم تصدر أي بيانات رسمية بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية الناتجة عنها. ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر الميداني والاستنفار العسكري، وسط مؤشرات على تصاعد وتيرة العمليات الجوية في محيط العاصمة. وأفاد شهود عيان بأن الهجمات الجوية شملت عشرات الطائرات المسيّرة التي حلّقت فوق مناطق متفرقة من أم درمانوالخرطوم بحري، ما أدى إلى سلسلة من الانفجارات العنيفة التي هزّت المدينة. وأشار السكان إلى سماع دوي انفجارات متتالية في محيط معسكر سركاب العسكري، إضافة إلى مناطق أخرى شمال أم درمان، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة. ووفق مصادر محلية، استُخدمت في هذه الغارات أنواع مختلفة من الطائرات المسيّرة، من بينها طائرات استراتيجية وأخرى انتحارية، ما يعكس تطورًا نوعيًا في طبيعة الهجمات الجوية التي باتت تستهدف مواقع عسكرية حساسة داخل العاصمة. واستمرت عمليات التحليق المكثف للطائرات المسيّرة على مدى ثلاث ساعات تقريبًا، حيث غطّت الغارات الجوية مناطق واسعة من الخرطوم، بما في ذلك أحياء سكنية ومواقع عسكرية. وأفادت مصادر ميدانية بأن الطائرات المسيّرة نفذت ضربات متزامنة في أكثر من موقع، ما أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك في صفوف القوات المنتشرة في المدينة. ولم تُعرف بعد طبيعة الأهداف التي تم ضربها أو حجم الأضرار التي خلفتها هذه الغارات، في ظل غياب أي تصريحات رسمية من الجهات العسكرية أو الأمنية. ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه المؤشرات على استخدام الطائرات المسيّرة بشكل متكرر في النزاع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما يضيف بُعدًا جديدًا إلى المشهد العسكري المعقد في البلاد. من جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان، ارتفاع عدد الكوادر الطبية الذين فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 إلى 233 قتيلا بعد قيام قوات الدعم السريع باستهداف طبيب داخل منزله بشرق النيل. وقالت شبكة أطباء السودان في بيان صحفي إنها تدين ب"أشد العبارات الاستهداف الذي نفذته قوات الدعم السريع بالمسيرات الانتحارية على منطقة شرق النيل، والذي أسفر عن مقتل الطبيب صديق عثمان الفكي داخل منزله وإصابة ابنيه حيث تم إسعافهم لتلقي العلاج". وأضافت أن "استهداف الأطباء والمنشآت والمناطق المدنية بهذا الشكل الوحشي يعكس طبيعة الدعم السريع التي جعلت من القتل والترويع وسيلة لبسط نفوذها، في تحدٍّ صارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية والدولية". وأكدت الشبكة أن "دماء الضحايا من الكوادر الطبية والمواطنين الأبرياء لن تذهب هدراً"، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ب "تحمل مسؤولياتها الكاملة في إدانة ومحاسبة الدعم السريع على جرائمها المستمرة بحق الشعب السوداني".