مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الإندونيسي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 تأتي في مرحلة حساسة، لا مجال فيها للتهاون أو التفريط بالنقاط. فالمنتخب السعودي يدخل اللقاء محمّلًا بآمال جماهيره التي تنتظر نتيجة إيجابية، واللاعبون يدركون أن كل مواجهة من هذه التصفيات تحمل وزنًا نفسيًا ومعنويًا يوازي قيمة الفوز ذاته وهي مواجهة لا يمكن وصفها إلا بأنها مفترق طرق في رحلة الأخضر نحو المونديال. من الواضح أن الجهاز الفني بقيادة هيرفي رينارد عمل خلال الأيام الماضية على تهيئة اللاعبين نفسيًا قبل أي شيء آخر، رينارد يدرك أن الهدوء قبل المباراة هو مفتاح النجاح، لذلك جاءت تحضيراته متوازنة تجمع بين التركيز الذهني والانضباط التكتيكي، مع الحرص على تحفيز اللاعبين لتقديم مباراة تليق بتاريخ الأخضر ومكانته الآسيوية. فنيًا، يملك المنتخب السعودي توليفة من العناصر القادرة على صناعة الفارق، فالهجوم السعودي أصبح أكثر فاعلية في بناء اللعب والاختراق من العمق والأطراف، فيما يُعد خط الوسط نقطة الاتزان التي تمنح الفريق تنوعًا في الحلول. ومع ذلك، فإن المنتخب الإندونيسي ليس بالخصم السهل، فقد أظهر في مبارياته الأخيرة تنظيمًا عاليًا وسرعة في التحول الهجومي، ما يتطلب تركيزًا كبيرًا في التغطية الدفاعية وعدم منح المنافس أي مساحة لاستغلالها. مباراة الأخضر ليست مجرد لقاء في جدول التصفيات، بل نقطة فاصلة تحدد ملامح المرحلة المقبلة فيها يعني الاقتراب من الحلم العالمي بثقة، بينما التعثر سيجعل الحسابات أكثر تعقيدًا. ولهذا، يدخل المنتخب اللقاء بشعار "لا بديل عن الانتصار". شخصيًا، أرى أن المنتخب السعودي يمتلك كل المقومات التي تجعله الأكثر جاهزية للمباراة من حيث الخبرة والاستقرار الفني إضافة إلى الحضور الجماهيري، رينارد من تجربة سابقة مع الأخضر السعودي أثبت أنه مدرب يعرف كيف يقرأ الخصوم ويهيئ لاعبيه نفسيًا بأفضل صورة، وإذا ما وُجد التركيز الكامل في الملعب والدعم الحقيقي من الجماهير، فإن حظوظ الأخضر في الفوز تبقى الأقوى، ليس فقط في هذه المباراة، بل في مواصلة مشواره نحو المونديال بثبات وثقة. في النهاية، تبقى الروح القتالية بين اللاعبين والجماهير هي المفتاح الحقيقي للفوز بالمباراة فطريق المونديال يبدأ من هنا، من مباراة لا تُلعب فقط من أجل النقاط، بل من أجل تأكيد هوية المنتخب السعودي كقوة كروية لا تتراجع أمام التحديات.. ودمتم سالمين.