تتواصل منافسات كرة القدم في ملاعب الكرة السعودية بمختلف مسابقاتها ومنافساتها وتحديدا لأندية الممتاز ومسابقتيها الكبرى؛ دوري روشن السعودي للمحترفين أقوى دوري عربي وأغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين، والأمر الذي يدعو للاستغراب والملفت هو الغياب الكبير والواضح لقضاة الملاعب المحليين وعدم إسناد قيادة المباريات تحكيمياً للحكام السعوديين إلا ما ندر، والكثير بل الأغلبية من المباريات يتم إسناد قيادتها للصافرة الأجنبية. استبعاد الحكم المحلي ما عدا قيادة بعض المباريات بين فرق الوسط والمؤخرة ومباريات الفرق الكبيرة مع فرق غير منافسة بل وحتى المباريات غير المهمة للفرق صاحبة المناطق الدافئة نرى تواجد صافرة غير سعودية وهنا يبرز تساؤل كبير وهو لماذا يتم تهميش الحكم السعودي وما تحركات لجنة التحكيم السعودية في سبيل منح الثقة للحكام السعوديين للعودة للملاعب بشكل أكبر مما نراه الآن في حضورهم المتواضع وعلى استحياء؟ وهنا لا أبرر أو أدعي أن الحكم السعودي لا يوجد لديه أخطاء ولكن تظل أخطاء نراها كثيراً في جميع ملاعب كرة القدم في العالم وليس الملاعب السعودية فقط. ولنكن واقعيين هل الحكام الأجانب والذين قدموا للملاعب السعودية منذ أواخر عام 2006 وكان يقتصر تواجدهم في قيادة عدد محدود من اللقاءات الكبيرة والتنافسية فقط هل هؤلاء معصومون من الأخطاء، بل أيضاً شاهدنا الكثير من الكوارث التحكيمية لهؤلاء الحكام رغم أنهم من حكام النخبة في العالم ورغم ذلك رأينا أن كثير منهم يقعون في أخطاء البعض منها مؤثرة ولكن مثلما يقول المثل زامر الحي لا يطرب، فالحكم السعودي يتم تضخيم ما يقع فيه من أخطاء حتى لو كانت عادية وتتم معاقبته وفق الأنظمة واستبعاده من قيادة عدد محدد من المباريات وفق العقوبة المقررة وعلى غير ذلك فإن الحكم الأجنبي يأتي ويغادر بالرغم ما يرتكبه من دون حتى استبعاده من قيادة أي مباريات مستقبليه ونراه يعود في أقرب فرصة وكأن شيئاً لم يكن، وحتى الأندية ومسؤوليها الذين يتصدرون المشهد الاعلامي حينما ينهزم فريقهم محملين الحكم السعودي مسؤولية هزيمة فريقهم فالمقابل مع الحكم الأجنبي الكل يتقبل تلك الأخطاء إلا في حدود ضيقة، فكيف نساهم في استعادة الثقة لحكامنا المحليين ومنحهم قيادة المباريات في الدوري وصناعة حكام محليين يشاركون في تحكيم المسابقات الخارجية مثلما كان يُستعان بالحكم السعودي لقيادة مباريات مهمة في دول الجوار إقليمياً وآسيوياً وأيضاً في كأس العالم الا أن ذلك تلاشى في الفترة الأخيرة ولم نعد نشاهد وجود الحكم السعودي في الخارج وهذا أمر طبيعي فإذا كان يغيب عن المشهد المحلي لعدم الثقة في كفاءته فحتما لن يتم استدعاؤه في الخارج. لذلك أتمنى أن يكون هناك برنامج لعودة الصافرة المحلية لملاعبنا وخصوصاً في دوري روشن وكأس الملك وهذا لن يكون إلا بوقوف الجميع وأولهم الأندية واتحاد الكرة السعودي وجميع الجهات ذات العلاقة فالحكم السعودي جزء مهم من منظومة الرياضة السعودية وتميزه وظهوره بشكل ملفت وناجح من الأهداف المهمة والكبيرة التي ينشدها المسؤولون والقائمون على الرياضة السعودية وأيضاً أحد أهم أهداف المشروع الرياضي السعودي الكبير والذي توليه القيادة وعلى رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية الطموحة وما يقدمه من دعم كبير للقطاع الشبابي. عمر القعيطي