المغرب يتصدر العرب ومصر ثانية والجزائر ثالثة ثم تونس الأخضر السابع عربياً بعد العنابي وأسود الرافدين «النشامى» حسنوا ترتيبهم وخلفهم الإمارات وعمان عاشر المنتخبات العربية يعد تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أحد أبرز المؤشرات التي تعكس واقع المنتخبات الوطنية حول العالم، وهو المقياس الأكثر اعتمادًا من الاتحادات القارية ووسائل الإعلام والجماهير لتقييم مستويات الفرق وترتيبها، هذا التصنيف الذي يصدر دوريًا لا يُقرأ فقط من زاوية الأرقام، بل يعكس بشكل مباشر نتائج المباريات الرسمية وقوة الخصوم وطبيعة البطولات، ما يجعل التقدم فيه إنجازًا يستحق الوقوف عنده. وعلى الصعيد العربي، تمكنت عشرة منتخبات من حجز مواقع بارزة في هذا التصنيف العالمي، وهو ما يسلط الضوء على تطور الكرة العربية خلال السنوات الأخيرة، حيث إن هذه المنتخبات تمثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج، لتقدم صورة متكاملة عن اتساع رقعة المنافسة عربياً وتنوع مستوياتها. آلية تصنيف دقيقة منذ عام 2018، اعتمد الفيفا نظامًا جديدًا لحساب النقاط يعتمد على معادلة رياضية دقيقة تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل وتفصل النقاط الممنوحة في التصنيف للمنتخبات بناءً على نواحي عديدة أولها أهمية المباراة حيث تمنح المباريات الودية نقاطًا محدودة بينما تضاعف النقاط في التصفيات القارية أو كأس العالم وتكون الأعلى في البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو البطولات القارية، بعد ذلك يتم النظر إلى نتيجة المباراة فالفوز يمنح الفريق كامل النقاط الممكنة بينما يكتفى في حال التعادل بجزء منها والخسارة قد تؤدي إلى خصم النقاط المكتسبة، بعد معرفة النتيجة يتم النظر إلى قوة المنافس فمواجهة منتخبات متقدمة في التصنيف تمنح نقاطًا أكبر في حال الفوز مقارنة بالفوز على فرق متدنية الترتيب، ومن ثم يتم مراجعة العامل التوقعي وذلك باحتساب احتمال النتيجة بناءً على فارق التصنيف بين المنتخبين، ويؤثر ذلك على حجم المكسب أو الخسارة في النقاط، لتكون الصيغة الأساسية النهائية التي يعتمدها الفيفا على النحو التالي: (النقاط الجديدة = النقاط القديمة + (أهمية المباراة × (النتيجة الفعلية – النتيجة المتوقعة) وبهذا يصبح التصنيف مرآةً دقيقةً لنتائج المنتخبات في البطولات الرسمية، ويبرز قوة المنتخبات التي تثبت جدارتها عبر الأداء المستمر. المغرب زعامة عربية ومرتبة عالمية متقدمة يتصدر المنتخب المغربي قائمة المنتخبات العربية محتلاً المركز ال11 عالميًا، وهو إنجاز يعكس مسارًا طويلًا من العمل الفني والإداري، حيث إن منتخب أسود الأطلس لم يكتفوا بإنجاز كأس العالم 2022 عندما وصل الفريق إلى نصف النهائي بل واصلوا الهيمنة على تصفيات كأس العالم الإفريقية الحالية بتحقيقهم العلامة الكاملة في 7 مباريات، مسجلين 21 هدفًا دون أي تعثر، وهذا التفوق الواضح بفارق 11 نقطة عن منتخب تنزانيا جعل المغرب نموذجًا للمنتخب العربي الذي يجمع بين القوة الهجومية والصلابة الدفاعية والاستمرارية في الأداء، وخلف المغرب، يأتي المنتخب المصري في المرتبة الثانية عربيًا والخامسة والثلاثين عالميًا، حيث استعاد المنتخب المصري جزءًا من قوته في التصفيات بتحقيق ستة انتصارات وتعادلين في ثماني مباريات، مسجلًا ستة عشر هدفًا جعلته يتصدر مجموعته بفارق خمس نقاط عن بوركينا فاسو النتائج لم تأت من فراغ، فالفريق يمتلك عناصر بارزة على رأسها لاعبون ينشطون في أكبر الدوريات الأوروبية، وهو ما يعزز مكانته في التصنيف ويمنحه فرصة للتقدم أكثر، أما الجزائر بدورها فقد جاءت في المرتبة الثالثة عربيًا وال37 عالميًا، وقدمت أداءً هجوميًا قويًا في التصفيات الإفريقية بفضل تسجيل تسعة عشر هدفًا في ثماني مباريات حصدت خلالها ستة انتصارات مقابل تعادل وخسارة واحدة، محاربو الصحراء يظهرون قوة واضحة في الثلث الهجومي، لكن التحدي يبقى في الاستمرارية وتجنب التذبذب الذي يحد أحيانًا من انطلاقتهم ومع ذلك فإن موقعهم في التصنيف العالمي يعكس حضورًا ثابتًا يضعهم ضمن القوى البارزة إفريقيًا وعربيًا، وفي المركز الرابع عربيًا ال 46 عالميًا يحضر المنتخب التونسي الذي أثبت من جديد أنه أحد أكثر المنتخبات العربية اتزانًا، حيث اعتمدوا نسور قرطاج على الواقعية التكتيكية لتحقيق سبعة انتصارات من أصل ثماني مباريات مع تعادل وحيد، مسجلين ثلاثة عشر هدفًا في التصفيات الإفريقية التي تصدر منتخبهم مجموعته بفارق سبع نقاط عن ناميبيا، ليؤكدوا أن التنظيم والصلابة الدفاعية كانا دومًا سر نجاحهم في المحافل القارية والعالمية، وفي المرتبة الخامسة عربيًا يأتي المنتخب القطري في المركز ال53 عالميًا، وهو المنتخب الذي يمر بمرحلة إعادة بناء بعد تجربة استضافة كأس العالم الأخيرة، حيث خاض العنابي عشر مباريات في تصفيات آسيا، فاز في أربع منها وتعادل مرة وخسر خمس مرات، ليجمع ثلاث عشرة نقطة فقط، ورغم أن النتائج قد لا تعكس طموحات بطل آسيا السابق إلا أن وجود بنية تحتية قوية ودعم كبير يمنح المنتخب القطري فرصة للنهوض مجددًا إذا ما استثمرت الطاقات الحالية بشكل فعّال، وفي المركز السادس عربيًا ال58 عالميًا يأتي المنتخب العراقي، برصيد خمس عشرة نقطة في التصفيات الآسيوية بعد أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، أسود الرافدين يسعون جاهدين لاستعادة موقعهم الطبيعي في خارطة الكرة القارية بعد سنوات من التراجع، وأرقامهم الحالية تشير إلى تقدم ملموس يمكن أن يتعزز إذا ما واصل المنتخب تقديم عروض أكثر استقرارًا في المراحل المقبلة، أما في المرتبة السابعة عربيًا يقف منتخبنا الوطني السعودي محتلاً المركز التاسع والخمسين عالميًا، بعد أن نجح الصقور الخضر في جمع ثلاث عشرة نقطة فقط من عشر مباريات بواقع ثلاثة انتصارات وأربعة تعادلات وثلاث هزائم، ورغم الطفرة الكبيرة التي يشهدها الدوري المحلي من خلال استقطاب نجوم عالميين وتسيد للدوريات العربية إلا أن النتائج على مستوى المنتخب لم تعكس هذا الزخم بعد وهذا الفارق الواضح بين قوة الدوري والتراجع الذي يعيشه المنتخب يضع أمام اتحاد الكرة تحديًا كبيرًا يتمثل في ضرورة ترجمة التطور المحلي إلى إنجازات دولية، أما منتخب الأردن بدوره فقد نجح بتقديم صورة مشرقة عن منتخب صاعد بثبات محتلاً المركز الثامن عربيًا وال62 عالميًا، منتخب النشامى نجح بتحقيق ست عشرة نقطة من أربعة انتصارات وأربعة تعادلات وهزيمتين في التصفيات الآسيوية، هذه النتائج وضعت المنتخب الأردني في موقع جيد للاستمرار في تحسين ترتيبه العالمي خصوصًا مع تزايد خبرة لاعبيه ونضجهم الفني الذي انعكس بوضوح في الفترة الأخيرة على نتائج ومستويات الفريق، وجاء المنتخب الإماراتي في المركز التاسع عربيًا وال67 عالميًا بعد أن جمع خمس عشرة نقطة في التصفيات الآسيوية من أربعة انتصارات وثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، الفريق يمتلك عناصر جيدة لكنه لم يظهر بعد بالثبات المطلوب الذي يمكنه من المنافسة على مراكز أعلى وهو ما يفسر موقعه الحالي الذي يتطلب مراجعة دقيقة لتجاوز التذبذب المستمر الذي يعيشه الفريق آخر 4 سنوات، ويأتي المنتخب العماني مكملًا لقائمة العشرة الأوائل عربيًا محتلاً المركز ال78 عالميًا، واجه المنتخب العماني صعوبات كبيرة في التصفيات الآسيوية حيث اكتفى بإحدى عشرة نقطة من ثلاثة انتصارات وتعادلين وخمس هزائم وبالرغم من الأرقام المتواضعة إلا أن الروح القتالية التي اعتاد عليها المنتخب العماني تبقيه دائمًا حاضرًا في المشهد الخليجي كفريق قادر على مفاجأة خصومه الكبار في أي لحظة. عند التوقف أمام تفاصيل التصنيف العالمي للمنتخبات العربية، يتضح أولاً أن الكفة تميل بشكل واضح لصالح المنتخبات الإفريقية، حيث احتلت منتخبات المغرب ومصر والجزائروتونسالمراتب الأربع الأولى عربيًا، معززة حضورها بفضل نتائجها القوية في تصفيات كأس العالم، قبل أن تأتي منتخبات القارة الآسيوية مثل قطر والعراق والسعودية والأردنوالإمارات وعمان لتكمل المشهد العربي العام، وإن كان بأرقام ونتائج متباينة، إلا أن المحصلة النهائية تعكس حضورًا لافتًا للكرة العربية على سلم التصنيف العالمي، حيث أن وجود عشرة منتخبات دفعة واحدة ضمن تصنيف 80 منتخبا يعبر عن اتساع رقعة التطور وتنوع المدارس الكروية بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط والخليج، إلا أنه لا يزال تحدي الاستمرارية قائمًا أمام هذه المنتخبات وتحويل هذا الحضور الرقمي إلى إنجازات ملموسة على أرض الملعب فالتصنيف يتغير باستمرار ويعتمد على النتائج الفعلية، ما يعني أن الحفاظ على هذه المراتب يتطلب عملًا طويل المدى يبدأ من تطوير المواهب وتنظيم البطولات المحلية، ولا ينتهي إلا بقدرة هذه المنتخبات على فرض نفسها في البطولات العالمية الكبرى. المنتخب الأردني المنتخب الجزائري المنتخب المصري منتخب المغرب