ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، تحمل في عبق التاريخ ورائحة العزة ونفحات الفخر، يوم نستعيد فيه قصة تأسيس وطن، قصة وحدة لم تكن مجرد حلم، بل تحولت إلى واقع بفضل عزيمة الرجال وإخلاصهم. إنه اليوم الذي نستلهم منه الدروس والعبر، ونستمد منه القوة والإلهام لمواصلة المسيرة نحو مستقبل مشرق. يوم نستذكر فيه كيف استطاع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- أن يوحد أرجاء هذا الوطن الشاسع، وأن يجمع القلوب المتفرقة تحت راية التوحيد الخالدة، فلقد كانت مهمة صعبة وشاقة، ولكن بإيمانه بالله وبعزيمته التي لا تلين وبدعم رجاله المخلصين، استطاع أن يحقق هذا الإنجاز التاريخي العظيم. لقد وحد المؤسس هذه الأرض، وأرسى فيها دعائم الأمن والاستقرار، وأطلق مسيرة التنمية والازدهار، ومنذ ذلك الحين وبلادنا تشهد تطورًا في شتى المجالات، فلقد تم بناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية والطرق والجسور، والمصانع والمزارع، وغيرها من المشاريع التي ساهمت في تحسين مستوى معيشة المواطنين ورفع مكانة المملكة بين الأمم. في اليوم الوطني ال 95 نفخر بما تحقق من إنجازات عظيمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله، فلقد شهدنا في عهدهما الزاهر نقلة نوعية في جميع المجالات بفضل رؤية المملكة 2030 الطموحة التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وتم إطلاق العديد من المشاريع العملاقة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص العمل للشباب السعودي، ومن بين هذه المشاريع: مشروع نيوم، ومشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر وغيرها، كما تم تطوير البنية التحتية في جميع أنحاء المملكة من خلال بناء المطارات والموانئ والطرق السريعة وشبكات الاتصالات وغيرها. ففي مجال التعليم تم تطوير المناهج الدراسية وتدريب المعلمين وتوفير أحدث التقنيات التعليمية، بهدف إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات العالمية، والمساهمة في بناء المستقبل. أما في مجال الصحة تم بناء المستشفيات والمراكز الصحية الحديثة، وتوفير أحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتدريب الأطباء والممرضين، بهدف تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين. وفي مجال الثقافة كان الإنجاز واضحًا، حيث تم دعم الفنون والآداب، وتشجيع المبدعين والمثقفين، وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية بهدف تعزيز الهوية الوطنية، ونشر الوعي الثقافي، وتعزيز الحوار والتسامح. وفي مجال الرياضة تم دعم الرياضيين، وتطوير المنشآت الرياضية، وتنظيم البطولات والمسابقات الرياضية، بهدف تعزيز الصحة واللياقة البدنية، وتشجيع الروح الرياضية، ورفع اسم المملكة في المحافل الدولية. إن اليوم الوطني ليس مجرد احتفال بالماضي، بل هو استشراف للمستقبل، فهو يوم نجدد فيه العهد والولاء لقادتنا، ونعاهد أنفسنا على بذل الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن الغالي، إنه يوم نؤكد فيه على وحدتنا وتكاتفنا، وعلى إصرارنا على مواجهة التحديات، وتحقيق الأهداف. حفظ الله بلادنا، وأدام عليها الأمن والأمان والرخاء. كل عام والوطن بخير.