في هذا اليوم المشرق من ذاكرة الوطن، تتجدد في القلوب مشاعر الولاء، ويزهو الوجدان بذكرى البيعة الحادية عشرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الل- قائد الحكمة، ورمز العطاء، وصانع التحولات الكبرى التي قادت المملكة إلى آفاق جديدة من المجد والريادة. إنها بيعةٌ تتجاوز حدود التذكّر إلى فضاءات الاعتزاز والفخر، إذ يستحضر أبناء المملكة والمقيمون على أرضها عقدًا كاملًا من الإنجازات التاريخية، تحوّلت خلاله المملكة إلى أنموذج عالمي في التنمية الشاملة، ومركزٍ فاعل للقرار السياسي والاقتصادي والإنساني. منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الحكم، حمل الملك سلمان همّ الوطن في قلبه، مستندًا إلى إرثٍ من القيادة الراسخة وخبرةٍ تمتد لعقود، فقاد المملكة برؤيةٍ ثاقبة، جعلتها أكثر جاهزية لمواجهة تحديات العصر، ثم بارك إطلاق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أعظم مشروع نهضوي عرفه تاريخ المملكة: «رؤية السعودية 2030»، التي رسمت ملامح وطن طموح، واقتصاد متنوع، ومجتمع حيوي، وفتحت أبواب المستقبل على مصراعيه. وفي ظل هذا العهد الميمون، تعاظمت منجزات الوطن: اقتصاد يتضاعف، إنسان مُمكّن، شباب يقود، وشابات يصنعن حضورًا بارزًا في مختلف الميادين. وعلى الصعيد الدولي، ارتفع صوت المملكة بحكمةٍ واتزان، فكانت حاضرة في صناعة القرار العالمي، مدافعة عن قضايا الحق والعدل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ولم يتوقف العطاء عند حدود الداخل، بل امتد إلى الإنسانية جمعاء عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي أصبح عنوانًا للخير ومظلة للمعاناة في أصقاع الأرض، كما أشرقت الرياض على العالم كعاصمة للثقافة والرياضة والترفيه، تستضيف الفعاليات الكبرى، وتحتضن المشروعات العملاقة، التي تعكس إبداعًا يتجاوز الحاضر نحو المستقبل وفي ذكرى البيعة، يقف السعوديون صفًا واحدًا، ماضين بثقة نحو آفاق 2030.