اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هو مناسبة وطنية تتجدد فيها معاني الفخر والاعتزاز، وتستعرض من خلالها المملكة مسيرة النهضة التنموية الشاملة التي انطلقت منذ التأسيس وتبلورت في ظل رؤية المملكة 2030. لقد تمكّنت المملكة خلال العقود الأخيرة من تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، حتى أصبحت عضوًا فاعلًا في مجموعة العشرين، تسهم بجدية في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة. إن ما تحقق من إنجازات تنموية خلال السنوات الأخيرة يمثل تحولًا نوعيًا في مسار الدولة؛ إذ شملت التنمية مختلف القطاعات، بدءًا من التحول الرقمي، مرورًا بالطاقة المتجددة، والصناعات الوطنية، والسياحة، والثقافة، وصولًا إلى مشروعات المدن الذكية والبنية التحتية المتقدمة. هذه المنجزات لم تكن أهدافًا آنية، بل أدوات استراتيجية لتحقيق غايات أعمق، في مقدمتها رفاهية المواطن السعودي وتعزيز دوره كشريك رئيس في مسيرة التنمية. فالإنسان في المملكة لم يعد مجرد متلقٍ لثمار التنمية، بل أصبح محركًا رئيسيًا لها. فقد أولت القيادة اهتمامًا متزايدًا بالتعليم، وتنمية القدرات البشرية، وتمكين الشباب والمرأة، بما يجعلهم قادرين على المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحصين المكتسبات الوطنية أمام التحديات العالمية. ورغم ضخامة هذه المنجزات، فإن المملكة واجهت تحدياتها بوعي ومسؤولية؛ إذ عملت على تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على النفط، وعززت الابتكار وريادة الأعمال، ورفعت من كفاءة المؤسسات والقطاعات الخدمية والإنتاجية. كما أولت أهمية قصوى للأبعاد البيئية والاجتماعية، لتصوغ نموذجًا تنمويًا متكاملًا يوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة وتعزيز جودة الحياة. وفي ضوء ذلك، يمكن القول إن التنمية في المملكة ليست مشروعات عمرانية أو اقتصادية فحسب، بل هي منظومة متكاملة تستند إلى رؤية استراتيجية، ويقف الإنسان في قلبها. فهو الغاية والوسيلة، والمحور الذي تبنى عليه النهضة الوطنية الشاملة. ختامًا، فإن اليوم الوطني ليس مجرد احتفال، بل هو تجديد للعهد بأن يظل الوطن حاضرًا مزدهرًا، ومستقبلًا واعدًا، بفضل إيمان قيادته بأهمية الإنسان، وشراكة المجتمع، واستدامة التنمية. * مستشار الاتصال المؤسسي خبير الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية. ayedhaa @x: