ساهم المعرض العالمي للمياه Global Water Expo، الذي اختتم مؤخرا، في مركز واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، في معالجة التحديات ورسم ملامح البنية التحتية المائية في المملكة لسنوات قادمة، وهو المعرض الذي يجمع مزوّدي الحلول المحليين والدوليين في مجالات المياه ومعالجة مياه الصرف وإدارة البيئة، وكشف المعرض عن أنظمة متقدمة لمعالجة المياه، وأدوات ذكية للمراقبة، وتقنيات لاستعادة الموارد، متضمنا توقيع العديد من المذكرات والاتفاقيات في مجال الاستدامة والتنمية الصناعية، ويتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجالات التوطين. حيث كشف د. أيمن الشلفان، المستثمر في تكنولوجيا الغذاء والمياه، أن المملكة تتصدر دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بإجمالي تجاوز 3 مليار متر مكعب سنويا يتم خلالها إنتاج 7.9 مليون متر مكعب يومياً وهو ما يمثل نسبة 55% من الإنتاج الخليجي ونسبة 22.2% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، فيما تستهدف المملكة الوصول إلى 14 مليون متر مكعب يوميا في عام 2025-2026 ، مشيدا بقطاعي تحلية ومعالجة المياه بالمملكة التي شهدت تحسنًا ملحوظًا، من خلال عملها على تطوير معالجة مياه الصرف الصحي وزيادة نسبة إعادتها للاستخدام من 17% إلى 70% بحلول عام 2030. وأوضح د. أيمن الشلفان، أن هذه الشراكات التي تمت تمثل إنجازا هاما في تعزيز الأمن المائي في المملكة وتصدير حلول المياه المستدامة إلى جميع أنحاء العالم، من خلال توطين تقنيات تحلية المياه المتطورة وتؤسس لقطاع مستدام يولد فرص العمل ويعزز الخبرات المحلية، وسيدعم مكانة المملكة كمركز عالمي لحلول المياه المبتكرة وهو ما يشكل دعما كبيرا ومباشرا لرؤية المملكة 2030 بهذا المجال. فيما أكد د. محمد آل مطير، خبير دراسات بيئية وموارد مائية، بأن معرض المياه العالمي في الرياض شكل منصة استراتيجية تم عرض أحدث التقنيات والأنظمة التشغيلية في مجال إنتاج وتحلية المياه بالمملكة، بما واكب المعايير العالمية للجودة والكفاءة، إذ اتاح المعرض تبادل الخبرات بين الشركات الدولية والمحلية، وساهم في تسريع تبني حلول مبتكرة تعزز أمن المياه الوطني، كما ركز على تطبيق المعايير البيئية الدولية لضمان استدامة الموارد المائية، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية واعتماد تقنيات صديقة للبيئة في عمليات التحلية والنقل والتوزيع، مشيراً في الوقت نفسه بأن هذا التوجه يعكس التزام المملكة برؤية 2030 في بناء قطاع مائي متطور ومستدام، قادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الأمن البيئي والاقتصادي. فيما أوضح م. مانع ابو دراهم، خبير في ادارة الموارد المائية، بأن المملكة تفتح أبوابها لمن يبحث عن الفرصة وتختار ما يناسبها، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع المياه في المملكة، وجاء معرض المياه العالمي 2025 المقام في الرياض ليؤكد أن المملكة لم تعد مجرد سوق واعدة، بل أصبحت مركزًا استراتيجيًا لصناعة القرار والابتكار في قطاع المياه. وأكد م. مانع، أن ما يميز نسخة هذا العام عن سابقاتها ليس فقط حجم المشاركة أو عدد الزوار، بل التحول الجوهري في طبيعة الحضور، فلم يعد المعرض مجرد منصة لعرض المنتجات، بل أصبح ساحة تنافسية حقيقية، حيث جاء الجميع ليبحث عن فرصته في المملكة، الشركات العالمية لم تعد تكتفي بالترويج، بل تسعى لعقد شراكات طويلة الأمد، مدفوعة بثقة في قدرة المملكة على قيادة مستقبل المياه في المنطقة. وأشار، بأن اللافت هذا العام هو بروز إدارات جديدة، سواء من الجهات الحكومية أو من القطاع الخاص، لم تكن حاضرة في النسخ السابقة هذه الجهات التي نشأت حديثًا ضمن مشاريع التحول الوطني، وأصبحت لاعباً رئيسياً في رسم السياسات وتنفيذ المشاريع، من بينها كيانات متخصصة في إدارة المياه المالحة، ومبادرات مدعومة من صناديق استثمارية محلية تهدف إلى تطوير حلول مستدامة للطاقة والمياه. وذكر م. مانع، بأن هذا التنوع في الجهات التي شاركت يعكس نضج المنظومة الوطنية، ويؤكد أن المملكة باتت جاهزة لاختيار ما يناسب ظرفها وحاجتها، فالمملكة اليوم لا تبحث عن حلول، بل تختار الأنسب، وتفرض معاييرها، وتبني مستقبلها وفقًا لرؤيتها واحتياجاتها. د. محمد ال مطير م. مانع ابو دراهم