يصادف الخامس من سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للعمل الخيري، وهي مناسبة تذكر العالم بأهمية العطاء الإنساني، وتسلط الضوء على الجهود المميزة للدول والمؤسسات والمجتمعات. ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية تأتي في طليعة الدول التي جعلت من العمل الخيري والإغاثي جزءًا أصيلًا من رسالتها، وركيزة من ركائز نهضتها، وامتدادًا لقيمها الإسلامية والإنسانية الراسخة. والحقيقة أن ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يمثل أنموذجًا فريدًا في العطاء المنظم والممنهج. فمنذ تدشينه عام 2015، نفّذ المركز آلاف البرامج في أكثر من 108 دول، شملت الغذاء والصحة والتعليم والإيواء وحماية الطفل. ولا شك أن هذا الدور رسّخ مكانة المملكة كقلب نابض بالإنسانية، وشريك عالمي يعتمد عليه في مواجهة الأزمات والكوارث. وبطبيعة الحال، لا يكتمل الحديث عن العمل الخيري دون التوقف عند الجمعيات المحلية والقطاع غير الربحي، الذي يشكل امتدادًا للتكافل الاجتماعي في المجتمع السعودي. هذه الجمعيات، التي تغطي مجالات الصحة والتعليم والتنمية المجتمعية والبيئة، أسهمت في تمكين الأسر ودعم المحتاجين، وكانت ولا تزال حاضنة لمبادرات الأفراد والمتطوعين. ومن المؤكد أن رؤية المملكة 2030 قد أعادت صياغة ملامح العمل الخيري، وحولته من مبادرات تقليدية إلى منظومة تنموية متكاملة. فقد وجّه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بتمكين القطاع غير الربحي، ورفع مساهمته في الناتج المحلي، وتعزيز الشفافية والحوكمة. ولعل إطلاق منصات مثل "إحسان" وتأسيس الهيئة الوطنية للقطاع غير الربحي، هما شواهد على هذا التوجه الذي جعل العمل الخيري أكثر تأثيرًا واستدامة. ولا شك أن المجتمع السعودي بما يحمله من حس ديني ووطني كان ولا يزال المحرك الأهم لمسيرة العطاء. فحب العطاء والتكاتف والتكافل سمة بارزة، عززتها الدولة -أعزها الله- بأنظمة تكفل وصول الدعم لمستحقيه بكل نزاهة وعدالة، ليبقى العمل الخيري عنوانًا للأصالة والقيم. فإن المملكة في اليوم العالمي للعمل الخيري، تجسد مزيجًا بين أصالة القيم وحداثة التنظيم، وتثبت أن العطاء فيها ليس مجرد فعل مؤقت، بل هو نهج حياة ورؤية مستقبلية. والحقيقة أن هذا النهج جعل المملكة وطنًا للخير ورسالة إنسانية للعالم، وواحة أمل لكل محتاج، لتظل كما كانت دائمًا.. مملكة الإنسانية. عبدالعزيز بن سليمان الحسين