ختمت وزارة الثقافة برنامج الفعاليات الثقافية في البندقية لعام 2025، تزامنًا مع انطلاق الدورة التاسعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة - بينالي البندقية، حيث نفّذت الوزارة أكثر من 23 فعّالية ثقافية منذ بدء البرنامج السنوي في السابع من مايو الماضي، شملت ورش عمل، وندوات حوارية، ومعارض فنية متنوعة، وحظيت بإقبال واسع تجاوز 80 ألف زائر. وأسهمت الوزارة من خلال برامجها بالتعريف بالموروث الثقافي والفني العريق والمتنوع الذي تزخر به المملكة، بدايةً من العمارة والتصميم، ومرورًا بالفنون البصرية، والأزياء والتراث، وصولًا إلى الموسيقى، وفنون الطهي والأفلام، وذلك بالتعاون مع المنظومة الثقافية، حيث بدأت فعالياتها بمعرض «عابر متجذّر»، الذي فتح أبوابه للزوّار من مايو إلى نوفمبر؛ مستعرضًا المشروع الفائز بجائزة المصلّى لعام 2025 التي أطلقتها مؤسسة بينالي الدرعية كمسابقةٍ معمارية دولية لتصميم المساحة المخصّصة للصلاة والعبادة. وتضمنت الفعاليات الثقافية السعودية عددًا من المعارض، من أبرزها معرض «خطوط موحدة: الخط العربي في حيّزه الخاص»، الذي استعرض رحلة تطوّر الخط العربي منذ نشأته، وتحوُّلِه إلى جزءٍ لا يتجزأ من فن العمارة، ومعرض «حي عينك»، الذي قدم مجموعةً من الصور المختارة لجائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي 2025، وكذلك معرض «دار الأزياء السعودية»، المخصّص لعرض أعمال عدد من مصممي الأزياء السعوديين، ومعرض «مبادرة عام الحرف اليدوية 2025»، الذي احتفى بإبداعات الحِرف التقليدية من مختلف مناطق المملكة. وشمل البرنامج السنوي عددًا من المبادرات الخاصة؛ من بينها «اكتشف السينما السعودية» تزامنًا مع مهرجان البندقية السينمائي، الذي شهد عرض تسعة أفلامٍ قصيرة لمخرجين سعوديين، ومتجراً لعلامة الأزياء السعودية «كاف باي كاف»، تميز بعرض قطع مستوحاة من مجموعة «ضوء القمر» المحدودة، التي تُعدُّ ثمرة التعاون بين علامتي أديداس الدولية وكاف باي كاف لعام 2025م، ومبادرة «تمازج الإيقاعات بين السعودية والبندقية»، التي مثلّت رحلةً تنطلق من رمال المملكة إلى بحيرة البندقية عبر تركيبٍ صوتي تفاعلي، إضافة إلى مبادرة «نكهات بلا حدود: حوار بين تقاليد الطهي السعودية والإيطالية»، التي شاركت فيها الطاهية السعودية تالين ملياني بالتعاون مع الطاهية الإيطالية كيارا بافان؛ لتقديم قائمة طعام مكونة من ستة أطباقٍ جمعت بين الأطباق السعودية والإيطالية في البندقية، إضافة إلى عدد من ورش العمل بمجال الحِرف اليدوية، والخط العربي. كما تضمن البرنامج السنوي للفعاليات الثقافية السعودية عددًا من الجلسات الحوارية، شارك بها خبراء ومختصون وشخصيات بارزة من الوسط الثقافي في كلا البلدين. وتناولت هذه الجلسات موضوعاتٍ متنوعةً بعددٍ من المجالات الثقافية منها: العمارة والمكتبات والتصميم الداخلي والتراث والأدب والخط العربي والفن الإسلامي وفنون الطهي والأفلام والموسيقى والمسرح. وعزّزت وزارة الثقافة من خلال البرنامج السنوي للفعاليات الثقافية السعودية في مدينة البندقية التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، وذلك عبر فعالياتٍ ومبادراتٍ مكّنت الجمهور الإيطالي والدولي من الاطلاع على جوانب لم تُكشف بعد من الموروث الثقافي السعودي، في صورةٍ تُجسّد التزام الوزارة الدائم بإحياء التقاليد الثقافية، وتوسيع آفاق الإبداع.