تتواصل غارات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، في وقت يتحدث فيه شهود عيان عن مجازر متكررة بحق النازحين. واستهدف طيران الاحتلال مدرسة الفارابي المقابلة لملعب اليرموك والتي كانت تأوي مئات النازحين، ما أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. وفي المستشفيات، أفادت مصادر طبية بوجود عشرات الجثامين في ثلاجات مستشفى الشفاء نتيجة القصف المتواصل على أحياء المدينة. ولم يمض وقت طويل حتى قصف الاحتلال خيمة للنازحين ومنزلًا في حي الشيخ رضوان، ما أدى إلى استشهاد 11 مواطنًا بينهم أربعة أطفال، فيما فجّر جيش الاحتلال مدرعة مفخخة بين المنازل السكنية شرق بركة الشيخ رضوان، وسط حالة من الهلع بين السكان. كما استشهد طفلان آخران بعد قصف استهدف خيمة للنازحين قرب المجلس التشريعي في حي الرمال، بينما شنت المقاتلات الحربية التابعة لجيش الاحتلال غارة جديدة على محيط الجندي المجهول وسط غزة. وفي مشهد دموي آخر، وثّقت مصادر صحفية ارتقاء أكثر من 36 شهيدًا في مجزرة نفذها جيش الاحتلال بحق مواطنين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية شمال القطاع، تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة الهجمات التي تستهدف المدنيين العزّل. وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، تسجيل 5 حالات وفاة جديدة خلال ال24 ساعة الماضية جراء التجويع وسوء التغذية، بينهم 3 أطفال، ليرتفع إجمالي الوفيات بسبب سوء التغذية إلى 387 شهيدا، بينهم 138 طفلا. وأوضحت الوزارة أنه منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تم تسجيل 109 حالات وفاة إضافية، بينهم 23 طفلا، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر. ويواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة على قطاع غزة وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع. فجر أمس، سجلت مستشفيات مدينة غزة استشهاد وإصابة العشرات، بينهم أطفال، جراء غارات استهدفت مدرسة تؤوي نازحين، وخيمة للمهجرين، ومنزلا سكنيا. كما واصلت الطائرات الإسرائيلية سياسة التدمير الممنهج، إذ دمرت ثلاثة منازل في حي الصبرة، وبرج السوسي السكني في حي تل الهوا بزعم استخدامه لأغراض عسكرية، فيما أجبرت أوامر الإخلاء سكان برج الرؤيا والمباني المجاورة على مغادرة منازلهم بشكل عاجل. وفي ظل التصعيد العسكري، شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة لعشرات العائلات نحو وسط وجنوب القطاع، فيما أكدت الأممالمتحدة أن الهجمات أجبرت المدنيين على النزوح القسري المتكرر وسط أوضاع إنسانية متدهورة. سياسيا، جددت حماس التزامها بالموافقة على مقترح الوسطاء، مؤكدة انفتاحها على أي أفكار تحقق وقفا دائما لإطلاق النار. بالمقابل، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، على رفض أي صفقة لا تلبي شروطه المتعلقة بإعادة الأسرى وتسليم حماس سلاحها. على الصعيد الدولي، نقلت الولاياتالمتحدة مبادئ مقترح اتفاق شامل إلى حماس، بهدف تحديد استمرار المفاوضات بين الطرفين، وفق هيئة البث الإسرائيلية. وأفاد موقع "أكسيوس" أن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، نقل الرسائل إلى حماس عبر ناشط السلام غرشون باسكين، تتعلق بصفقة شاملة تهدف إلى الإفراج عن جميع الأسرى، أحياء وأمواتا، مقابل إنهاء الحرب، وفق مصدر مطلع على التفاصيل. تفاقم خطر المجاعة حذرت المتحدثة باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنغرام،أمس، من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة، واحتمال امتدادها إلى وسط القطاع خلال أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل. وقالت إنغرام إن خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم بالفعل، مشددة على أن العائلات أصبحت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها، وأن الوضع في القطاع "كارثي". وأوضحت أن الفلسطينيين، لا سيما شرقي وشمالي مدينة غزة، يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف الإسرائيلي المتصاعد. وأشارت إلى أن سكان هذه المناطق يفرون نحو الغرب باتجاه البحر، حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي. وأضافت أن مديري المستشفيات أبلغوها بارتفاع أعداد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة. ولفتت في مقابلة صحفية من غزة إلى أن كثيرًا من سكان مدينة غزة يفكرون في النزوح جنوبًا، لكنهم يدركون أن الأوضاع هناك مشابهة مع شح المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب واستمرار القصف. وقالت: "لا يوجد مكان آمن في غزة". وأوضحت إنغرام أن الأممالمتحدة أكدت في 22 أغسطس الماضي وجود مجاعة في غزة، لافتة إلى أن الوضع لم يتغير منذ ذلك الحين. وكانت منظمة IPC (المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) قد أعلنت عبر تقرير "حدوث المجاعة في مدينة غزة (شمال)" وتوقعت امتدادها إلى دير البلح وسط القطاع وخانيونس جنوبا بحلول نهاية سبتمبر الحالي. وأكدت المسؤولة الأممية أن المجاعة قد تمتد إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتم التدخل واتخاذ إجراء عاجل. وأضافت: "الأهالي يبحثون بيأس عن طعام وماء، التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين ويسألون متى سيصل الطعام؟ هل سيبقى طفلنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ الوضع كارثة كاملة". وأشارت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحافيين ظلوا منذ أشهر يحذرون من المجاعة في غزة "لكن شيئًا لم يتغير". وقالت إن الأهالي الفلسطينيين يعيشون في حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأت بعد، وأنه "لا يوجد ضغط دولي كافٍ لتغيير هذا الواقع". وأضافت أن العيادات التي تدعمها اليونيسف تشهد ازدحامًا من الأهالي الذين ينتظرون إجراء فحوصات لأطفالهم الذين يعانون من مؤشرات سوء التغذية، وكثير منهم يتلقى العلاج بالفعل. الأطفال يموتون جوعًا وتحدثت إنغرام عن زيارتها عدة عيادات خاصة بسوء التغذية هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن "النسبة العامة تشير إلى أن 15-20% من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء تغذية، وهي نسبة مرتفعة جدًا، بل تتجاوز عتبة المجاعة". وأضافت "هذا يعني أن آلاف الأطفال بحاجة ماسة للعلاج، وأنه يجب إدخال كميات كبيرة من الغذاء والمياه النظيفة إلى غزة فورًا. إذا لم يتغير الوضع، فالمزيد من أطفال غزة سيواجهون خطر الموت جوعًا". وأكدت أن أكثر من 110 أطفال توفوا حتى اليوم بسبب سوء التغذية، نصفهم تقريبًا خلال العام الجاري وحده، مؤكدة أن هذه الوفيات "من صنع الإنسان" وكان يمكن تفاديها. وشددت على أن الأطفال بحاجة ماسة للغذاء والمياه والدواء، مؤكدة أن مئات الشاحنات يجب أن تدخل يوميًا لتغطية الاحتياجات الأساسية "لكن ذلك لا يحدث حتى الآن". سجود ملحمي للمستوطنين اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية أمنية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا طقوسا تلمودية في الجزء الشرقي من المسجد، بما في ذلك السجود الملحمي على الأرض، في انتهاك واضح لحرمة المكان. وألقى مستوطنون أجسادهم على الأرض ضمن ما يسمى بالسجود الملحمي في انتهاك جديد لحرمة المسجد الأقصى. ويتخلل الاقتحامات العديد من أشكال الانتهاكات والاعتداءات، منها رفع أعلام الاحتلال، والانبطاح، والنفخ في البوق، وإدخال القرابين النباتية، وتحويل المنطقة الشرقية إلى "كنيس" مصغر. في الوقت نفسه، اقتحم مستوطنون تجمع شلال العوجا شمال مدينة أريحا، وقاموا بتصوير الأهالي واستفزازهم ومضايقتهم، في إطار سياسة تهدف إلى التضييق على السكان وخلق حالة من الخوف والقلق بينهم، وفق بيان منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة. وأشارت منظمة البيدر أن الاقتحامات في شلال العوجا تتكرر بشكل شبه يومي، وتشكل تهديدا مباشرا لاستقرار وحياة الفلسطينيين. وتشهد باحات المسجد الأقصى اقتحامات يومية من المستوطنين، ما عدا يومي الجمعة والسبت، غالبا على فترتين صباحية ومسائية، مع انتشار أمني مكثف لقوات الشرطة والمخابرات الإسرائيلية. وتتضمن الاقتحامات رفع أعلام الاحتلال، النفخ بالبوق، الانبطاح، إدخال القرابين النباتية، وتحويل المنطقة الشرقية إلى "كنيس" مصغر. وأكدت توثيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن المستوطنين شنوا خلال الفترة الأخيرة 92 اعتداء، أسفرت عن استشهاد مواطنين وإصابة 23 آخرين، بينهم 3 متضامنين أجانب. كما شملت الاعتداءات تكسير واقتلاع أكثر من 1080 شجرة زيتون، و210 كرم عنب، و50 شجرة لوز، وحرق 12 مركبة، والاعتداء على 7 منازل، وسرقة وقتل المواشي. وتأتي هذه الاقتحامات والانتهاكات في ظل استمرار الاحتلال في سياسة تهويد الأماكن المقدسة واستهداف المدنيين الفلسطينيين في مختلف المناطق. حائط البراق بضغط من منظمات الهيكل المتطرفة، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، باستبدال التسمية الرسمية لحائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك)، ب"حائط المبكى"، وذلك على الحافلات العاملة التي تجوب مدينة القدسالمحتلة. واعتبرت محافظة القدس، في بيان، هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة في مسلسل التهويد الممنهج الذي يستهدف مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. وأكدت أن ما يجرى يعكس إصرار الاحتلال على طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة، وتزييف التاريخ، والرواية الفلسطينية الراسخة التي تؤكد أن حائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك، كان ولا يزال وقفا إسلاميا خالصا بقرار عصبة الأمم عام 1929، وبشهادة وثائق التاريخ والشرعية الدولية. وشددت على أن هذه الممارسات الاستفزازية لن تغيّر من الحقيقة الراسخة بأن القدس مدينة عربية فلسطينية محتلة، عاصمتنا الأبدية، وكل إجراءات الاحتلال باطلة ولاغية وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وتمثل انتهاكاً صارخاً للمقدسات الإسلامية، واعتداءً على حق المسلمين في حائط البراق الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى. وأضافت، أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياسة "الأبرتهايد" والتمييز العنصري التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وهويته الحضارية. وحذرت محافظة القدس من تداعيات هذا الإجراء الخطير، ودعت المجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس الكنائس العالمي، إلى تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الانتهاكات، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه بحق التراث الإنساني والديني في مدينة القدس. وأكدت أن القدس بكل معالمها ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك وحائط البراق، خط أحمر لا يقبل المساومة أو التفريط، وأن كل محاولات التزوير والتهويد مصيرها الفشل أمام صمود أبناء القدس والشعب الفلسطيني. من جهة ثانية، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، بهدم منازل ومحال تجارية في بلدة الرام شمال القدسالمحتلة. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة ضاحية الأقباط برأس الحي في البلدة، و وزعت إخطارات بالهدم خلال 3 أيام لثلاثة منازل، و4 إخطارات أخرى لمحال تجارية؛ بحجة البناء دون ترخيص. وتقع المنطقة التي طالتها الإخطارات على الطريق الواصل بين حاجزي جبع وقلنديا، وهو محور رئيسي في مخطط الاحتلال لتوسيع شارع استيطاني يخدم المستوطنات المحيطة بالقدس ويعزلها عن البلدات الفلسطينية. اقتحام أم الفحم اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح أمس، مدينة أم الفحم المحتلة، برفقة قوات الاحتلال. وحسب مصادر محلية فإن المتطرف بن غفير هدد الأهالي في حي المحاجنة بفرض السيادة، وهدم منازل المواطنين بذريعة عدم الترخيص. وقام بن غفير بجولة استفزازية في أحياء أم الفحم ومحطة للشرطة بالمدينة، ومحطة للشرطة في وادي عارة. واستنكرت بلدية أم الفحم في بيان، اقتحام بن غفير للمدينة، واصفة إياه بالاستفزازي، وأنه يمثل محاولةً بائسةً لتغطية سياسات الهدم والتضييق على أهلنا، تحت ذريعة إنفاذ أوامر الهدم للبيوت غير المرخّصة. وأكدت أن مثل هذه الاقتحامات لا تحمل أي بُعد مهني أو قانوني، إنما هي زيارات استعراضية، مقيتة، ومرفوضة، هدفها التحريض والتهديد والوعيد، ليس إلا، كما هو أسلوبه المعهود وقالت: "نرفض أن تكون مدينتنا ساحةً للدعاية الانتخابية أو الاستعراضات الإعلامية لهذا الوزير اليميني المتطرّف المعروف بخطابه العنصري ضد العرب عامة وأهلنا في الداخل خاصة". وأضافت "نقولها بوضوح: لا أهلًا ولا سهلًا بمثل هذه الزيارات، ولا مكان للعنصرية في مدينتنا.. أم الفحم ستبقى عصيّة على سياسات الترهيب، وستواصل التمسك بحقها في العيش الكريم، وتعمير أرضها وبيوتها". ويأتي اقتحام بن غفير في إطار نهجه التحريضي المستمر ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل، إذ يواصل استغلال منصبه لدفع حكومة الاحتلال نحو تشديد القبضة الأمنية وتوسيع سياسة الهدم. ويشار إلى أن قوات الاحتلال، اعتدت أمس الأول، بالضرب والعنف المفرط على المتظاهرين في مدينة أم الفحم واعتقلت تسعة متظاهرين جرى إطلاق سراح آخرهم صباح أمس. مجازر الاحتلال تتواصل في غزة نزوح داخل نزوح في غزة استبدال مسمى حائط البراق