أطلق معالي الأستاذ تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، الهوية الرسمية لليوم الوطني السعودي ال95 تحت شعار "عزّنا بطبعنا". وقد لفت هذا الشعار انتباهي كمؤرخ قضى الكثير من سنين عمره في الاهتمام بالتاريخ الوطني وما يستلزمه من تعزيز للهوية الوطنية والانتماء الوطني. فمن المعروف أن (الطبع) وهو الخلاق والسجايا والقيم الأصيلة والعادات والتقاليد المجتمعية تمثل أحد أهم ركائز بناء المجتمعات. فعن طريق استحضارها وتعزيزها ونقلها أيضاً للأجيال الشابة يتم التأكيد على وحدة المجتمع وربط أجزائه ببعضها البعض مما يعزز هويته الوطنية. وهذا ما أكده عالما النفس مارك فوقات وكلير هارت في بحثهما: Social Identity as Social Glue. حيث تعمل القيم والعادات والتقاليد كغراء اجتماعي للربط بين أفراد المجتمع. وكسعوديين -ولله الحمد- ينطوي تاريخنا على الكثير من القيم والعادات والطباع الإيجابية التي عاش بموجبها الأجداد ونقلوها لنا ويتوجب علينا اليوم نقلها للأجيال الجديدة. فالصدق، والأمانة، والكرم، والفزعة، والجود، والطموح، والأصالة، والدفاع عن الوطن، والالتفاف حول القيادة، والولاء منقطع النظير، والانتماء للأرض كلها طباع متجذّرة في وجدان المواطن السعودي، شكّلت حاضر الوطن، وتؤسس لمستقبله المشرق. وفي الاعتزاز بها ونقلها للأجيال حفاظ ليس على الحاضر فقط بل وعلى تاريخنا الذي يشكل أحد أهم أعمدة هويتنا الوطنية.. وهو التاريخ الذي قال عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-: "إن تاريخ هذه البلاد القديم والحديث تاريخ عظيم، ولذلك مَن أولى مِن أبنائها بالعناية بهذه الناحية؟". هنا مرة أخرى يتوجب على المؤسسات التربوية العمل على خطين فيما يخص هذه (الطباع) السعودية. الخط الأول: إبراز هذه الطباع وأهميتها خلال الاحتفال بهذه المناسبة الغالية هذه السنة.. الخط الثاني: وضع خطة شاملة لإدراج هذه الطباع في المناهج التعلمية من ناحية ووضعها ضمن الأولويات البحثية الوطنية ليتمكن العلماء من إبرازها وتوظيفها بشكل أفضل.. وكل عام وقيادتنا الرشيدة ووطنا بألف خير.