تظاهر مئات الإندونيسيين في مناطق مختلفة من العاصمة جاكرتا اليوم الجمعة احتجاجا على وفاة مدني صدمته سيارة شرطة، لتتصاعد دعوات تطالب بإصلاح منظومة الشرطة في أول اختبار كبير يواجهه الرئيس برابوو سوبيانتو الذي تولت حكومته السلطة قبل نحو عام. وصدمت السيارة سائق دراجة نارية مدنيا في موقع اشتباكات عنيفة جرت أمس الخميس قرب البرلمان في أثناء محاولة الشرطة تفريق المتظاهرين الذي خرجوا للاحتجاج على عدد من القضايا، من بينها رواتب المشرعين وتمويل التعليم. واضطر عدد من المدارس إلى السماح للتلاميذ بالمغادرة مبكرا، وطلبت البنوك والشركات من موظفيها أيضا العمل من المنزل بسبب الاحتجاجات التي اندلعت بعد ظهر اليوم الجمعة في جاكرتا. وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام محلية انتشار الجيش في بعض المناطق. وتدفق سائقون وطلاب يرتدون سترات ملونة وإندونيسيون من مختلف شرائح المجتمع على مقر البرلمان ومقرات الشرطة في جاكرتا اليوم الجمعة للاحتجاج، ورشقوا البوابات بالحجارة ورددوا هتافا يقول "قاتل! قاتل!". ودعا أحد المتظاهرين واسمه بندي ناصر (43 عاما)، وهو سائق دراجة نارية، الشرطة إلى إجراء تحقيق شفاف في وفاة السائق عفان كورنياوان. وقال لرويترز "لا نريد أن يصبح زملاؤنا هنا ضحايا لهذا الشغب مرة أخرى"، وطالب بإجراءات ضد المسؤولين عن وفاة الرجل. ونظم السائقون، وهم يرتدون ستراتهم الخضراء المميزة، احتجاجات في مدن أخرى من بينها سورابايا وباندونج في جزيرة جاوة وجورونتالو في سولاويسي. وقال مسؤول في الشرطة الوطنية اسمه عبد الكريم للصحفيين اليوم الجمعة إن السلطات ستحتجز رجال الشرطة الذين كانوا في السيارة التي صدمت كورنياوان، وعددهم سبعة، لمدة 20 يوما بتهمة انتهاك القيم الأخلاقية، مضيفا أن التحقيقات جارية. ودعا معهد للمساعدة القانونية في جاكرتا الحكومة إلى إطلاق سراح 600 شخص اعتقلتهم الشرطة في المظاهرات.