لطالما نُظر إلى الحوسبة السحابية الهجينة على أنها الحل الأمثل لتحديات المرونة في عالم الحلول التقنية. فهي تجمع بين ميزتين رئيستين وهما التحكم الكامل في البنية التحتية الداخلية وقابلية التوسع التي توفرها الحوسبة السحابية العامة. هذا المزيج الفريد مكّن الشركات من التكيّف السريع مع المتطلبات المتغيرة دون الحاجة لإجراء تعديلات جذرية على بنيتها التحتية. ولكن، ما بدأت كميزة تنافسية استراتيجية تحوّلت مع الوقت إلى عبء ثقيل على كاهل مديري أمن المعلومات السيبراني (CISOs)، وباتوا يواجهون أدوات أمنية متفرقة تفتقر للتكامل. لماذا لم تعد استراتيجيات الأمن القديمة مجدية؟ الواقع المعقد الجديد والمتغير يضعف كل الافتراضات التي بنيت عليها استراتيجيات الأمن السيبراني القديمة، بحيث أصبحت أدوات الحماية التي كانت تعمل بكفاءة في البيئات المعزولة عاجزة عن توفير حماية موحدة. وكذلك السياسات الأمنية لم تعد متناسقة، بل أصبحت متضاربة أحيانًا. التحدي الحقيقي: التكامل، وليس الرؤية فقط كثُر حديث قادة الأمن السيبراني عن «الرؤية الشاملة»، فاندفعوا لشراء أحدث أدوات المراقبة والرصد. لكن الحقيقة المُرّة هي أن لوحات التحكم المتطورة وإنذارات أدوات المراقبة - رغم أهميتها - لا تعني أماناً حقيقياً. فليست الرؤية وحدها هي ما يحمي بيئتك، بل سرعة وذكاء رد الفعل. القيادة الحقيقية تبدأ بالتبسيط لم يعد مديرو أمن المعلومات مجرد خبراء تقنيين. لقد أصبحوا مهندسي التبسيط يحولون التعقيد إلى سلاسة. بدلاً من إضاعة الجهد في إدارة الفوضى، يعملون على القضاء جذور التعقيد من أساسه. الأمن يُصبح جزءاً لا يتجزأ من أحمال العمل يُظهر التعاون بين «نوتانيكس» و»بالو ألتو نتوركس» كيف يمكن دمج البنية التحتية والأمن في نسيج واحد متكامل. بدلاً من إضافة أدوات الحماية كطبقة منفصلة، يدمج هذا النهج الحماية مباشرة في نسيج الشبكة الافتراضية، مما يمنح تحكماً دقيقاً في اتصالات التطبيقات والبيانات عبر السحابات العامة والخاصة. من العزلة إلى التكامل: نموذج تشغيلي جديد ما بدأ كتكامل تقني على مستوى البنية التحتية، تحوّل اليوم إلى ثورة في نمط التشغيل. بدأت المؤسسات تتحرر من قيود التقسيمات التقليدية، حيث تختفي الحدود بين فرق الحوسبة السحابية ومراكز البيانات لتحل محلها فرق منصات متكاملة. وتتراجع حلول الأمن المجزأة لصالح أنظمة موحدة تدمج الشبكات والأمن والعمليات. إعادة تصور دور مدير أمن المعلومات الحل يكمن في ثلاث ركائز أساسية، اقتلاع التعقيد من جذوره عبر «التبسيط»، وكسر الحواجز بين الفرق من خلال «التعاون»، ودمج الأمن في كل طبقة من عمليات التشغيل عبر «التضمين». هذا الطريق ليس سهلاً، لكنه لم يعد خياراً. ففي عالمنا اليوم أصبح «التعقيد» هو أكبر نقطة ضعف، و»الوضوح» هو أقوى درع وقائي. * مدير الحسابات الإقليمي في شركة «نوتانيكس». حسين علي المرهون