أعرف ويعرف غيري، وبالذات إخواني الرياضيين ومن لهم علاقة بالرياضة، أن أنديتنا الرياضية لم تُعر هذه الناحية أي اهتمام، ألا وهي الناحية النفسية للاعب الرياضي والإداري خصوصاً إذا كان له صلة باللاعبين، ولو رجعنا للوراء قليلاً لوجدنا أن الدول المتقدمة رياضياً تهتم بهذه الناحية، كذلك نجد أن دراسة حالة اللاعب النفسية مهمة جداً، حيث إن لها تأثيرها السيئ والسيئ جداً على حياته كرياضي، ونحن مع الأسف الشديد كأندية وجمهور أيضاً، نريد من هذا اللاعب أن يكون سليماً 100 % بصرف النظر عن أي اعتبار آخر ناسين أو متناسين أن هذا اللاعب بشر له أحاسيسه ومشاعره ومشكلاته الخاصة به التي لا دخل لنا فيها: ربما يحضر هذا اللاعب للتمرين أو إحدى المباريات وفي نفس يوم المباراة ربما يكون والده أو شقيقه أو صديق عزيز عليه ربما يكون أحد هؤلاء يرقد على فراش المرض في أحد المستشفيات. أما نحن بدورنا فمتى ما شعرنا أن هذا اللاعب مقصر في أحد التمارين أو المباريات، أخذنا نصبّ عليه جام غضبنا ناسين أن هذا اللاعب له مشاعر وظروف قد تصادفه قبل نزوله إلى أرض الملعب بثوانٍ: إذاً ومن هذا المنطلق لا بد أن يكون ضمن الجهاز التدريبي من يجيد هذا الأسلوب، وحبذا لو يكون مدير الكرة هو صاحب هذا الأسلوب بصفته القريبة جداً من اللاعبين وكلنا نعرف أن علم النفس له دراسته المستقلة وله مختصون فيه يجب أن نعرف أن دراسة نفسية اللاعب الرياضي دراسة وافية تنمي فيه الثقة بنفسه وسوف تكون فوائدها ملازمة له على المدى البعيد لكون هذه الدراسة تعتبر صفة مكتسبة وليست وراثية، مثلاً اللاعب عندما يصاب ويترك الملاعب لفترة ثم يعود نجد أنه فقد الكثير من الحساسية على الكرة وروحه المعنوية أقل من السابق وشعوره بأنه غريب على زملائه وأرضية الملعب والجمهور أيضا، إذًا لا بد أن يكون هناك من يجيد دراسة هذه الأشياء والأخذ بيد هذا اللاعب، ولا أظن أن غرفة العلاج الطبيعي هي العلاج الوحيد لهذا اللاعب حيث إنني أشاهد عندما يصاب أي لاعب في الملعب ينقل من قبل المدلك ومن ثم يوضع كيس من الثلج على موضع الإصابة وبعد ذلك يطلب منه الذهاب إلى غرفة العلاج الطبيعي. صحيح ربما يكون هناك الأجهزة الحديثة في اعتقادي أن هذا لا يفي بالغرض، إذ لا بد أن يكون هناك علاج نفسي لهذا اللاعب مثلاً بعض العبارات التي تعيد له الثقة بنفسه وتطرد عنه شبح الإصابة المخيف، هذا والله من وراء القصد. ناصر عبدالله البيشي