اختتمت عروض المسرحية السعودية "طوق" للمخرج فهد الدوسري، التي عُرضت ضمن فعاليات مهرجان "فرينج" العالمي في العاصمة الأسكتلندية، محققةً حضوراً لافتاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، في خطوة جديدة نحو العالمية، مقدمة رسالة فنية تحمل صوت الإنسان العربي إلى خشبات المسرح العالمي بكل فخر واحتراف. وأتت هذه العروض ضمن مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية في المهرجان العريق الذي يُعد الأكبر من نوعه عالميًا، ويُقام هذا العام تحت شعار "Voices of the World Stage" احتفاءً بالتنوع الثقافي، حيث يجمع "3350" عرضاً فنياً يقدّمها "2000" فنان دولي من "256" دولة من مختلف أنحاء العالم. وشهدت هذه المشاركة الدولية الثانية للمسرحية بعد مهرجان أفينيون الفرنسي، احتفاءً إعلامياً واسعاً، سواء من الصحافة السعودية أو من وسائل الإعلام البريطانية التي تفاعلت مع مضمون العرض وكتبت تقارير نقدية إيجابية، أثنت فيها على جودة النص والإخراج، وعمق الرسائل الفكرية التي حملها العمل المسرحي، وقد وصف عدد من النقاد المسرحية بأنها "نافذة معاصرة تطل منها الثقافة السعودية والعربية على الجمهور بلغة فنية عالمية". وقدّمت "طوق" عروضها على خشبة مسرح "بيدلام" التاريخي، أحد أبرز المسارح الأيقونية في أدنبرة، حيث شكّلت هذه العروض فرصة للجمهور الغربي للتفاعل لأول مرة مع رؤية درامية عربية تلامس القلق الإنساني والوجودي بلغة رمزية معاصرة، مستعرضةً إشكاليات الروتين والتكرار والبحث عن جدوى الحياة. وتدور أحداث المسرحية، التي تُعرض ضمن برنامج "ستار" التابع لهيئة المسرح والفنون الأدائية، حول مجموعة موظفين يعيشون داخل إطار روتيني قاتل، إلى أن يكسر رئيس القسم هذا الصمت بثورة داخلية لا تغير شيئاً، لتعود الحلقة إلى بدايتها، في سردية دائرية تعكس عمق الأزمة الإنسانية في عالم اليوم. وتألّق في بطولة العمل كل من: أحمد الذكر الله، فاطمة الجشي، مريم حسين، عبدالعزيز الزياني، خالد الهويدي، وشهاب الشهاب. وحرص المخرج فهد الدوسري على تقديم نسخة مخصصة للجمهور الأوروبي بترجمة إنجليزية، مما أتاح تواصلاً سلساً مع جمهور متنوع الجنسيات والثقافات. هذا وتأتي مشاركة "طوق" بدعم من هيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، ضمن توجهات الرؤية الثقافية للمملكة، التي تسعى إلى تعزيز الحضور الفني السعودي على المنصات الدولية، والتعريف بالإبداع المحلي بوصفه جزءاً من الحوار الثقافي العالمي. يذكر أن "طوق" كانت قد حازت جائزة أفضل عرض معاصر في مهرجان الرياض للمسرح 2024، وشاركت في الدورة 79 من مهرجان أفينيون الفرنسي. وقد أثبتت عروضها في إدنبرة أن المسرح السعودي بات يمتلك أدوات تنافسية ومضامين قادرة على الوصول إلى الجمهور العالمي بأسلوب احترافي مؤثّر.