كشف العميد المتقاعد الدكتور عبدالعزيز الحوشان، الباحث في قضايا جرائم الأسرة، ل"الرياض" بأن حوادث القتل التي يتعرض لها المبتعثون السعوديون شهدت تزايدًا في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن السنوات الماضية شهدت وقوع عدد من الجرائم التي أودت بحياة مبتعثين ودارسين سعوديين في الخارج، لأسباب متباينة، ما حال دون عودتهم إلى الوطن حاملين شهاداتهم من أعرق الجامعات العالمية. وأوضح الحوشان أن الجريمة في المجتمعات الغربية تشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة مؤخرًا، مرجعًا ذلك إلى تفشي المخدرات، والإعلام السلبي، وتزايد انحراف الشباب. وأضاف أن هناك علاقة طردية بين علم الجريمة وأساليب الوقاية منها، مبينًا أن الوقاية باتت ضرورة ملحة لحماية المجتمعات من أخطار الجريمة. وعن مقتل الطالب محمد يوسف القاسم، قال الحوشان: "هذه الجريمة هزت المجتمع لبشاعتها، فهي اعتداء على مهجة الإنسان التي أمر ديننا الحنيف بصيانتها، ومن يقتل نفسًا بغير حق فقد ارتكب جرمًا عظيمًا في الإسلام". وحذر من تزايد جرائم القتل والطعن، مؤكدًا ضرورة توخي الحذر دون الوقوع في التخوف المبالغ فيه، مشددًا على أن الحيطة واجبة لضمان السلامة الشخصية. وأشار الحوشان إلى أنه سبق أن دعا إلى ضرورة اتخاذ احتياطات أثناء السفر لتحقيق الأمان، مكررًا دعوته لأبنائنا المبتعثين بضرورة مراعاة جوانب السلامة الشخصية، ومنها: تجنب المرور في الأماكن ذات الكثافة الأمنية المنخفضة، الامتناع عن استخدام الهاتف والسماعات بشكل مفرط أثناء المشي، الابتعاد عن الأماكن المظلمة أو المعزولة، وتفضيل استخدام وسائل النقل عند التنقل ليلاً في حال الضرورة، فضلًا عن تجنب التفاعل مع أشخاص مشبوهين. ونوّه الدكتور الحوشان إلى أهمية تعلّم فنون الدفاع عن النفس كوسيلة لردع الجريمة، مشيرًا إلى أنه تناول هذه الفكرة في كتابه "الرياضة في مواجهة الجريمة". واختتم بالدعوة إلى أن تتبنى وزارة التعليم تنفيذ دورات توعوية أمنية للمبتعثين، بهدف تعزيز وعيهم بسبل الوقاية من الجريمة، وحمايتهم نفسيًا وذهنيًا من الجماعات المتطرفة والأفكار الهدامة.