بعد عدد من المناقشات والمحادثات التي تواصلت منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة، حيث كان من المقرر أن يتم اعتماد مشروع خصخصة الأندية الرياضية في وطننا الحبيب بشكل رسمي منذ ذلك الوقت، أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، ويجيء هذا المشروع وفقاً لرؤية المملكة 2030 فيما يخص القطاع الرياضي، الذي يستهدف بناء قطاع رياضي متحرك وفعَّال، من خلال تنشيط القطاع الخاص ومنحه الفرصة للمساهمة في التنمية المستدامة للقطاع الرياضي، بغية إحراز التميز والريادة على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية الرياضية السعودية في جميع المجالات، كما أنه سيعطي نقلة غير مسبوقة في الرياضة السعودية، وسيقوم بالتأثير في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى مساهمته في زيادة معدل النمو الاقتصادي والسياحي. إن مشروع سمو ولي العهد استند على معايير رائعة من نوعها، قد لا يمكن رؤيتها في مشاريع رياضية في بعض الدول، حيث إن المشروع سينقل ملكية الأندية من مؤسسات حكومية إلى شركات متخصصة واستثمارية يملكها عدد من رجال الأعمال المستثمرين كما هو شأن الأندية الأوروبية، بحيث تقوم الشركة المستحوذة على ملكية النادي بتكليف مجلس إدارة يتألف من سبعة أعضاء، خمسة منهم من ذوي الاختصاصات القانونية والاقتصادية والمالية والاستثمارية والإدارية، حيث سيتم تكليفهم من قبل الشركة، وهذا من دون أدنى شك سيساند وسيدعم النادي بكوادر متخصصة يتصفون بالكفاءة العالية، بالإضافة إلى عضوين يتم انتخابهم من الجمعية العمومية للنادي، ويكون فيهم رئيس النادي المنتخب. وقد جاء إعلان وزارة الرياضة مؤخراً عن تخصيص أول ثلاثة أندية سعودية عبر الطرح العام هي: الخلود والأنصار والزلفي في إطار ذلك المشروع، وذلك بعد أن تم الإعلان مسبقاً عن طرح ستة أندية للتخصيص، وهي: الأنصار والأخدود والخلود والزلفي والعروبة والنهضة، ضمن المسار الثاني لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية. يعتبر التخطيط الاستراتيجي مرتكزاً رئيسياً لتطوير أي قطاع رياضي، إذ يشكل خطة بعيدة الأمد تعتمد عليها كل الخطط، فمشروع سمو ولي العهد لم يكن بعيداً عن ذلك التخطيط الاستراتيجي، فالمشروع تكوّن من ثلاثة أهداف إستراتيجية، وهي إيجاد فرص نوعية وبيئة محفزة للاستثمار في القطاع الرياضي، من أجل إحراز اقتصاد رياضي مستدام، كما أن رفع مستوى أسلوب العمل الاحترافي والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية سيساهم في صناعة الريادة والتميز الرياضي، علاوة على رفع مستوى الأندية السعودية وتطوير بنيتها التحتية، لتقديم أجمل الخدمات للجماهير الرياضية، ما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجمهور. تخصيص الرياضة السعودية.. خطوة سعودية ابتكرها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب الرؤية الملهمة، تحسب لبلادنا اهتمامها بالقطاع الرياضي، ضمن سعيها لاستئناف الدور ولمستقبل أكثر إشراقاً، فمرحباً بانضمام المستثمرين إلى رحلة التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة.