حين يسافر الإنسان إلى بلاد أخرى، فإنه لا يغادر وحده، بل ترحل معه ثقافته، وأخلاقه، وتربيته، وهويته الوطنية. فهو هناك ممثل غير معلن لوطنه، وسفير بأقواله وأفعاله، ينقل صورة إما تشرف، وإما تترك انطباعا غير جيد عنه ومجتمعه الذي ينتمي إليه. السفر ليس فسحة فقط، بل مسؤولية أخلاقية وثقافية، تتجلى في مدى احترام الزائر للقوانين، والالتزام بالآداب العامة، وتواصله الإيجابي مع الآخرين. ومن المؤسف أن بعض السلوكيات غير المتزنة قد تترك انطباعا سلبيا ينعكس على صورة الشخص وما ينتمي إليه من وطن. ونحن -ولله الحمد- أبناء وطن عظيم، له حضارة عريقة، وجذور ضاربة في التاريخ، ينبغي أن نعكس هذا الرقي في كل موقف ومكان. فلنكن على قدر المسؤولية، نجسد القيم،العليا، ونرفع اسم أوطاننا، عاليا، ونترك في قلوب الناس أثرا يقال بعده: "من أي بلد هذا الشخص؟ نود أن نعرف وطنه!"، فكن في سفرك صورة ناطقة بالخلق، وعلامة مضيئة للهوية، تحمل الخير وتزرع الاحترام، فتعود لا بذكريات جميلة فحسب، بل بأثر طيب يسبق اسمك واسم وطنك.