باي باي هونغ كونغ

في منتصف أكتوبر من عام 2017م أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم إلغاء كأس السوبر التي كان من المقرر إقامتها في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بين بطل الدوري الهلال وبطل كأس الملك الاتحاد الذي كان يعيش في أسوأ حالاته ويصارع حتى الجولات الأخيرة للبقاء في الدوري قبل أن يستقر تاسعًا في ذلك الموسم.
اتحاد القدم في ذلك الوقت لم يعلن أسباب الإلغاء في بيانه الرسمي؛ لكن بعض التصريحات والاجتهادات ذهبت لتبرير قرار الإلغاء وذكر أسباب متفاوتة كان أبرزها ضيق الوقت وازدحام روزنامة الموسم الجديد، وحاول البعض إلصاق القرار بالمدرب الأرجنتيني ادغاردو باوزا مدرب المنتخب السعودي في تلك الفترة رغبة منه في تكييف روزنامة الموسم بما يتناسب مع البرنامج الإعدادي الذي يرغب في وضعه لمشاركة المنتخب السعودي في مونديال روسيا 2018م، قبل أن يرحل باوزا سريعًا، ويأتي بيتزي ليقود الأخضر في ذلك المونديال.
وبالرغم من أن كأس السوبر في ذلك الحين كان مجرد مباراة واحدة لا يمكن أن تؤثر في روزنامة الموسم، ولا برنامج إعداد المنتخب؛ إلا أن الوسط الرياضي لم يقف كثيرًا عند ذلك القرار، ربما لأنَّ الطرف المتضرر الأكبر كان هو الهلال الأجهز لإضافة لقب جديد لألقابه، بينما كان الطرف الثاني يعيش ظروفًا فنية متهالكة، ولسان حاله وإعلامه وجمهوره: «لم آمر بها، ولم تسؤني»!.
اليوم وفي ظل فقدان المنتخب السعودي لفرصة التأهل المباشر لمونديال أميركا 2026م، واضطراره للعب ملحق من مباراتين في الثامن من أكتوبر المقبل، أي بعد أقل من 40 يومًا من الآن، وبعد موسم طويل ومنهك، ومشاركة صعبة ومرهقة للاعبي الهلال الدوليين في مونديال الأندية؛ يصر اتحاد القدم على إقامة كأس السوبر في موعد يسبق هذا الملحق المصيري بأسبوعين، بل ويقرر أن ينقله إلى هونج كونج لأسباب تسويقية وتجارية!.
إذا كان اتحاد القدم لم يراعِ مصلحة المنتخب السعودي وحاجة لاعبي الهلال الدوليين للراحة والاستشفاء بعد موسم تاريخي واستثنائي توجوه بمشاركة عالمية مشرفة للوطن؛ فإن من حق إدارة الهلال أن تبحث عن مصلحة فريقها، وأن تضمن سلامة لاعبي الفريق؛ حتى لا يدفع الهلال ثمن هذه المشاركة باهظًا بسبب إقرار بطولة في زمان ومكان يعلم الجميع من هو المستفيد الأكبر منه!.
والسؤال للذي دبَّر وقرر ووقع: ماذا لو أصيب رونالدو قبل البطولة واستحالت مشاركته؟! هل سيكون مصير هذه الأندية وكأس السوبر مشابهًا لمصير النصر في رحلة الصين الشهيرة في يناير 2024 حين أعيد إلى الرياض على أول رحلة، وألغيت مبارياته المقررة ضد تشنغهاي وتشغيانغ بسبب إصابة رونالدو وتعذر مشاركته في المباراتين؟!.
قصف
** الاتحاد اعتذر عن المشاركة في البطولة الخليجية بدون أي مبررات عادي، النصر يستشير ويستخير في مسألة مشاركته في آسيا 2 بدون أي مبررات عادي، الهلال يعتذر عن المشاركة في كأس السوبر لأسباب منطقية ومقنعة تقوم قيامة البعض!.
** اعتذار الهلال عن المشاركة في كأس السوبر سابقة؛ لكن إقامة بطولة سعودية رسمية كفعالية مصاحبة لافتتاح متحف لاعب برتغالي ليس سابقة!.
** خيسوس كان ذكيًا بعرض نفسه على رونالدو؛ فهو لن يجد في البرتغال من يدفع له ربع ما سيقبضه هنا، أما بقية الدوريات الأوروبية فلم تلتفت له في عز نجوميته التدريبية حتى تلتفت له في أرذل عمره التدريبي!.
** إن استطاع خيسوس أن يحقق بطولة مع النصر فسيكون قد أعاد النصر للبطولات بعد غياب أكثر من 5 سنوات، وإن فشل في ذلك فقد يستعير أحاديث مواطنه كاسترو وهو يبرر فشله في تحقيق بطولة رسمية مع النصر: «منذ متى لم يفز النصر ببطولة؟ لا تظنوا أن النصر يحقق بطولة كل عام، هناك سنوات كثيرة لم يفز النصر فيها ببطولات»!.