يقال إن منصات التواصل، وعلى رأسها "تيك توك" لم تعد مجرد مساحات للمتعة والترفيه والتسلية، بل أصبحت بيئة ساخنة تؤثر في السلوك وتشكل القيم من جديد. تذكر دراسة صادرة عن "مركز بيوينغهام لأبحاث السلوك الرقمي" إلى أن التعرض المستمر للنقاشات المحتدمة والمحتوى المثير والحوارات المنفلتة كما في بثوث التيك وساحات منصة (إكس) يؤدي إلى تغير تدريجي في طريقة التفاعل العاطفي، مما ينعكس على أساليب التفكير والتعامل. في التيك توك، يجد المستخدم نفسه في سباق دائم نحو الجذب والإثارة، فيتخلى عن هدوئه ويتبنى سلوكاً مختلفاً ليناسب مناخ المنصة. ويساير القطيع المنضم إليه، تشير دراسة أخرى لجامعة "هارفارد" إلى أن مشاهدة السلوكيات المنفلتة بشكل متكرر والاستماع لمصطلحات شاذة ولغة السب والشتم تضعف رقابة الضمير وتلون السلوك، وتؤثر في ضبط النفس والانفعالات وتصبح أمرًا عاديًا. فاسأل نفسك: هل كنت قبل شهور كما أنت الآن بعد دخول المنصات؟ هل تغيرت لغتك؟ هل أصبحت أكثر حدة في الحوار؟ هل أصبحت تتقبل ما كنت ترفضه سابقًا من أفكار سلبية؟ إن كنت تشعر أنك لست كما كنت، فقد تكون تأثرت بمنظومة إلكترونية نجحت على صنع شخصيتك الجديدة بطريقة فقدت فيها شخصيتك الأصلية، وقبلت تهجين قيمك دون وعي مباشر. إن التعامل مع التيك توك وأمثاله يحتاج وعياً متجدداً، وإيماناً قوياً حتى لا تفقد ملامحك الأصلية في زحام الأصوات والصور.