تُعد منطقة القصيم من أبرز المناطق الاقتصادية في المملكة، بما تملكه من مقومات زراعية وصناعية وتجارية جعلتها مركزًا حيويًا للنمو والاستثمار. تشتهر القصيم بإنتاج التمور وتصديرها، وبنشاطها المتنامي في الصناعات الغذائية والحرفية، فضلًا عن دورها في دعم ريادة الأعمال وتمكين المرأة. ولعل ما يلفت الانتباه في هذه المنطقة هو الحضور اللافت للمرأة القصيمية في مختلف مجالات العمل، إذ استطاعت أن تفرض نفسها بذكائها، ودقتها، وشغفها بالإبداع، لتسجّل نجاحات باهرة في الصناعات الغذائية، وتنسيق المناسبات، وتصميم المنتجات التراثية والمعاصرة على حد سواء. وفي زيارتي الأخيرة للقصيم، تشرفت بكرم ضيافة السيدة أم خالد المشاري والسيدة أم عبد الرحمن الرواف، اللتين قدمتا لي تجربة معرفية فريدة عن المنتجات المحلية والمشاريع التي تديرها النساء في المنطقة. كان لحديثهما أثر بالغ في إبراز حجم التطور الذي وصلت إليه المرأة القصيمية، من حيث الاحترافية في تقديم الحلويات، وجودة التغليف، والإبداع في تقديم النكهات الأصيلة بروح عصرية. تحدثتا لي بفخر عن مشاريع نسائية قائمة على مهارة وخبرة طويلة، ومنها ما أصبح اليوم يُصدّر خارج المنطقة. ولمستُ من خلال هذه اللقاءات كيف أن المرأة في القصيم لم تكن فقط شريكة في الإنتاج، بل أصبحت قائدة ومبتكرة، تصنع الفرق وتبني مستقبلًا اقتصاديًا مزدهرًا. القصيم اليوم ليست فقط أرض النخيل والعطاء، بل أصبحت رمزًا للتميز والإبداع، حيث تتجلى فيها عبقرية النساء السعوديات في أبهى صورها، ومنهن من شكّلن قدوة لكل امرأة سعودية تسعى لصناعة النجاح من قلب المجتمع.