كرة القدم أصبحت صناعة ضخمة ذات أبعاد مالية واستثمارية الأندية تعمل على جذب الاستثمارات الواسعة ورجال الأعمال المشهورين عاش عشاق «الساحرة المستديرة» أياما جميلة مع مونديال الأندية في نسخته الأولى بحلته الموسعة، وفي هذه البطولة ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها بشكل كامل على الإعلام، بات التركيز على التفاصيل يذهب نحو جهات ومعطيات أخرى مختلفة عن تلك التي كانت في العصر السابق. اليوم القيمة السوقية للأندية ومدى قدرتها المالية وكم تبلغ ثرواتها باتت في مقدمة اهتمامات الشارع الرياضي ولها عدة اعتبارات لدى المشجعين في الاطلاع على أوضاع الأندية تارة وعلى المقارنات والنقاشات الرياضية تارة أخرى. ولطالما تجاوزت كرة القدم كونها مجرد لعبة، فأصبحت اليوم صناعة ضخمة ذات أبعاد مالية واستثمارية هائلة، تتشابك فيها العوائد التجارية والإعلامية والتسويقية، ويكشف تصنيف «فوربس» 2025م لأغلى أندية كرة القدم في العالم عن تحولات اقتصادية كبيرة في هذا المجال، حيث تحوّلت الأندية الكبرى إلى كيانات استثمارية بقيمة مليارية. تصدر الكبير كالعادة نادي ريال مدريد الإسباني التصنيف بقيمة سوقية بلغت 6.75 مليارات دولار، تليه أندية إنجليزية كبرى مثل مانشستر يونايتد (6.6 مليارات دولار)، وليفربول ومانشستر سيتي. الغريب أن القائمة تضم ستة أندية إنجليزية ضمن العشرة الأوائل الأغنى على مستوى العالم، وهو ما يعكس قوة الدوري الإنجليزي «البريميرليغ» كأقوى دوري اقتصادي في العالم. كيف تُقاس قيمة النادي؟ تعتمد فوربس في تقييمها على عدة مؤشرات مالية، تشمل: الإيرادات السنوية (التجارية + الحقوق الإعلامية + مبيعات التذاكر)، والأرباح التشغيلية، قيمة الأصول (عقود اللاعبين، العلامة التجارية، المنشآت)، التوسع العالمي في الجماهير والانتشار الرقمي على وسائل التواصل الاجتماعي، بهذا، فإن قيمة النادي لا تُقاس فقط بعدد البطولات، بل بكيفية تحوله إلى "علامة تجارية عالمية" لها جمهور عالمي وتأثير تسويقي واسع. للعام الرابع على التوالي، يتربع ريال مدريد على القمة، ورغم أن برشلونة تفوق عليه محليًا في بعض المواسم، إلا أن ريال مدريد نجح في زيادة إيراداته لعدة أسباب أهمها، توسعة ملعبه «سانتياغو برنابيو»، وتحويله إلى مجمع تجاري ترفيهي، والتوسع في الشراكات التجارية الدولية مع عدة رعاة وشركاء، وإدارة مالية منضبطة رغم التعاقدات الكبرى التي لم تعرضه لأي عقوبات جراء مخالفة الأنظمة حيث بلغت إيراداته في موسم 2023‐2024 حوالي 1.13 مليار دولار، وهو رقم قياسي، مما ساعده على تجاوز جميع أندية العالم على الرغم من ابتعاده عن البطولات منذ سنوات طويلة وإنطفاء شمعته، جاء مانشستر يونايتد الإنجليزي في المرتبة الثانية بقيمة 6.6 مليارات دولار، وذلك لأسباب اقتصادية بحتة، أبرزها، قوة العلامة التجارية، خاصة في قارتي آسيا وأمريكا، بالإضافة إلى إيرادات ضخمة من الرعايات مثل (أديداس، تيم فيورست، تيك توك)، واستحواذ جزئي من مجموعة INEOS بقيادة الملياردير جيم راتكليف، الذي ضخ استثمارات جديدة في البنية التحتية للنادي الكبير. ويشكل مانشستر يونايتد نموذجًا لنادٍ يتمتع بأصل تجاري ضخم رغم التراجع الرياضي، إلا أنه بقي ثابتاً في مقدمة أغنى أندية العالم. بعد سنوات من المشاكل والمعاناة المالية، عاد نادي برشلونة الإسباني بقوة إلى الواجهة، بقيمة تبلغ 5.65 مليارات دولار. ويُعزى هذا التحسن إلى تنفيذ خطة "الرافعات الاقتصادية"، حيث باع النادي جزءًا من حقوقه الإعلامية، واعتماد سياسة تقشف في الرواتب والمصاريف بشكل كامل مما جعله قادراً على إجراء بعض التعاقدات التي عززت من صفوفه، وصعود جيل شاب بقيادة المميز لامين يامال جعل النادي جاذبًا دعائيًا. لكن يبقى مستقبل برشلونة المالي معلقًا بتقدم مشروع ملعب "سبوتيفاي كامب نو"، وتحقيقه للبطولات وارتفاع قيمة لاعبيه السوقية. يسيطر من المراكز الرابع حتى العاشر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحل بطل الدوري ليفربول رابعاً ب(5.4 مليارات دولار): بفضل الشعبية العالمية وإيرادات "آنفيلد" المتزايدة وسط خطط تطويرية من إدارة النادي ونتائج مميزة من الفريق. وبدعم مباشر من مجموعة أبو ظبي المالية ونظير تحقيقه عدة بطولات وتشكيله فريقاً مبهرا وممتعا ومميزا جاء مانشستر سيتي خامساً ب(5.3 مليارات دولار)، وخلفه المتطور دائماً والباحث عن العودة إلى الأمجاد نادي أرسنال ب(3.4 مليارات دولار) وسط ارتفاع بنسبة 31 % بفضل عودة النادي إلى دوري أبطال أوروبا. تشيلسي وتوتنهام في آخر القائمة رغم تراجع الأداء والنتائج، ولكن لديهما ملاعب مملوكة واستثمارات ضخمة، وما يميز هذه الأندية هو البنية التحتية التجارية الهائلة، والملاعب المملوكة، والانتشار العالمي للعلامة التجارية، مما جعلها جذابة للمستثمرين. ليفربول تشلسي برشلونة