بخطوات مدروسة وواثقة، يسير الاقتصاد السعودي في طريقه المرسوم له، مُحققاً كل تطلعات رؤية المملكة 2030، بأن يصبح ضمن أكبر 15 اقتصاداً في العالم، من خلال تنفيذ سياسيات وخطط وبرامج نوعية، جاءت بها الرؤية، وتستهدف بناء دولة حديثة ومزدهرة، تتمتع باقتصاد قوي ومؤثر في محطيه الإقليمي والعالمي، يرتكز على قاعدة تنويع مصادر الدخل، وتعزيز القدرة الفائقة على إعادة توظيف إمكانات المملكة. ويأتي تقرير البنك الدولي الأخير، الذي يكشف عن توقعاته بشأن مستقبل المملكة اقتصادياً، بمثابة شهادة عالمية جديدة بحق البلاد والقيادة الرشيدة، تؤكد أن المملكة تحت مظلة رؤيتها الطموحة، تحقق كل ما تسعى إليه وتخطط له بكل حكمة واقتدار، ويرتكز مضمون التقرير على أن الاقتصاد السعودي سيودع مرحلة تباطؤ النمو التي شهدها في العام 2023 تحت ضغط تخفيضات إنتاج النفط الطوعية، ويدشن بدلاً منها مرحلة النمو بوتيرة صاعدة، اعتباراً من العام الجاري. النظرة المتفائلة بشأن مستقبل الاقتصاد السعودي، قابلتها نظرة أقل تفاؤلاً لمستقبل الاقتصاد الدولي، الذي مازال يعاني من الركود، ويسجل معدل نمو أبطأ منذ العام 2008 وحتى اليوم، ففيما توقع تقرير البنك الدولي أن يسجل الاقتصاد السعودي نمواً بنحو 2.8 ٪ في العام الجاري (2025م)، ليبلغ 4.5 ٪ في 2026م، وصولاً إلى 4.6 ٪ في 2027م مع انتهاء العمل بسياسة خفض الإنتاج النفطي، وتوسع النشاط في القطاعات غير النفطية، توقع التقرير ذاته تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.3 ٪ في 2025م، في إشارة إلى أن المملكة دولة استثنائية في التخطيط والتنفيذ وحصد النجاح، تحقق كل ما توعد به في رؤيتها، مُتجاوزةً كل السلبيات التي تؤثر على مسيرة الاقتصادات العالمية. وكلمة حق يُجب أن تُقال في هذا الصدد، وهي أن الاقتصاد السعودي ما كان أن يصل إلى هذا المستوى من التفاؤل، فضلاً عن حزمة الإنجازات التي حققها خلال السنوات الماضية، لولا سلسلة الإصلاحات الهيكلية التي أدرجها ولاة الأمر في رؤية 2030، وأثمرت عن تعزيز التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط، والارتقاء بالاقتصاد غير النفطي، وإعداد بيئة آمنة وجذابة للاستثمار الأجنبي، وتعزيز التسهيلات الاستثمارية، وتشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره في مسيرة التنمية والبناء، الأمر الذي دفع المملكة إلى تحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية، لطالما كانت محل إشادة من الدول والمنظمات الدولية، التي رأت في المملكة دولة قوية، لديها طموح لا حدود له، وعزيمة لا تلين.